نحن فى زمن من تلك الأزمان التى تتكاثر فيها الجراح وتتعالى الآهات بالحزن لما يجرى لإخوة لنا فى فلسطين الحبيبة وغزة الصامدة وأهلها المرابطين، وتتعاظم مشاعر العجز عن نصرتهم إلا بالدعاء وهم يواجهون أكثر أهل الأرض قبحا وعداوة للحياة لمن حولهم، وكيف لا وهم من ذكرهم القرآن بكثير من الأوصاف وصورهم فى سوره وآياته بما يليق بهم بعد أن جحدوا أنعم الله عليهم وحيروا رسل الله إليهم فكذبوا فريقا منهم وقتلوا فريقا آخر. بنو إسرائيل فى القرآن الكريم هم أكثر من شغلوا آياته عن الأمم السابقة على الإسلام جزاء ما فعلوا وارتكبوا من موبقات ويكفى فى الإشارة إلى ذلك ما ذكرتهم به سورة البقرة، بل كانت هناك سورة أخرى هى سورة الإسراء تحمل اسما آخر لها هو سورة بنى إسرائيل كما أسماها بعض العلماء وهناك بعض المصاحف تدونها بين سور القرآن بهذا الاسم دون اسمها الشائع «الإسراء». ولذلك تناولت تاريخهم وأفعالهم القبيحة رسالة دكتوراة شديدة القيمة والثراء والإحاطة عن بنى إسرائيل فى القرآن والسنة لشيخ الأزهر الراحل د. محمد سيد طنطاوى رحمه الله. حيث يتناول فيه فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوى بنى إسرائيل وذكرهم فى الكتاب والسنة، ويبدأ بالحديث عن تاريخهم وأحوالهم فى جزيرة العرب بشكل عام، ويتناول عددا من الموضوعات مثل سبب تسميتهم بالعبرانيين أو الإسرائيليين وتاريخ نزولهم إلى مصر وتاريخ خروجهم منها وحتى تأسيس مملكتهم عام 1095 ق.م، وتاريخهم منذ التأسيس وحتى انقسامهم ومنذ وفاة سليمان إلى خراب أورشليم وصولًا إلى عام 70م. ويختتم الكتاب بالحديث عن فلسطين ومراحل الغزو الصهيوني. وهو ما يثير السؤال عن يهود إسرائيل الذين يحتلون فلسطين حاليا وهل هم بنو إسرائيل الذين استحقوا غضب الله وحكمه عليهم بالشتات؟ فى المقالات المقبلة بإذن الله نحاول الإجابة معا عن مسيرة بنى إسرائيل فى دنيا الشتات.