حالة من الذعر والقلق، تنتاب العالم، بعد ظهور مرض «جدري القرود»، الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان. تاريخيًا كانت حالات الإصابة بجدري القرود تقتصر على مناطق محددة في وسط وغرب أفريقيا، ولكن التغيرات في أنماط السفر والتفاعلات البشرية أدت إلى انتشار أوسع للمرض. ومع إعلان منظمة الصحة العالمية، أن تفشى المرض يضعنا أمام حالة طوارئ صحية تسائل البعض هل يعيدنا ذلك لأيام الحظر أثنلء تفشي فيروس كورونا؟. ويعتبر مرض جدري القرود تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب تضافر الجهود للسيطرة عليه. من خلال التوعية والتشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكننا الحد من انتشار هذا المرض وحماية صحة المجتمع باتباع طرق الوقاية والذهاب للطبيب حال ظهور أى أعراض مشابهة للمرض . اقرأ ايضا| الصحة العالمية توصي بإطلاق خطط التطعيم في مناطق تفشي جدري القرود وترصد «بوابة أخبار اليوم »، مخاطر المرض وطبيعة الوضع الوبائي له، وتستعرض أبرز المعلومات حول هذا المرض، بدءًا من أعراضه وسبل انتقاله وصولًا إلى الجهود المبذولة للسيطرة عليه. ◄ ما هو جدري القرود؟ جدري القرود هو مرض فيروسي ينتمي إلى نفس عائلة الفيروس المسبب لمرض الجدري، ولكنه أقل شدة. ينتشر هذا المرض عادةً عن طريق الاتصال المباشر بسوائل جسم شخص مصاب أو حيوان حامل للفيروس، أو عن طريق ملامسة مواد ملوثة بالفيروس. وأكد العديد من المسؤولين الصحيين حول العالم على أهمية التعاون الدولي للسيطرة على تفشي مرض جدري القرود. كما شددوا على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية والتوجه إلى المراكز الصحية فور ظهور أي أعراض مشابهه. ◄ وزارة الصحة: فرص تفشي المرض منخفضة للغاية واللقاحات متوفرة ◄ انتشار بطئ من جانبها، صرحت وزارة الصحة أن مصر خالية من حالات جدرى القرود ونشرت بياناً عبر صفحتها الرسمية فيسبوك لتطمئن المواطنين أننا لسنا أمام جائحة مثل جائحة كورونا. وينتشر المرض ببطء شديد على عكس فيروس كورونا، فبعد وقت قصير من تحديد فيروس كورونا في الصين، قفز عدد الحالات بشكل كبير من المئات إلى الآلاف في أسبوع واحد في يناير2020، وزاد عدد الحالات أكثر من عشرة أضعاف. وبحلول شهر مارس لنفس العام، عندما وصفت منظمة الصحة العالمية «كوفيد - 19» بأنه جائحة كان هناك أكثر من 126000 إصابة و4600 حالة وفاة، بعد حوالي ثلاثة أشهر من تحديد فيروس كورونا لأول مرة. على النقيض من ذلك، استغرق الأمر منذ عام 2022 حتى وصلت حالات الجدري إلى ما يقرب من 100000 إصابة على مستوى العالم، مع حوالي 200 حالة وفاة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وهناك لقاحات وعلاجات متاحة للجدري على عكس الأيام الأولى لجائحة «كوفيد - 19». ◄ فرص تفشي المرض العالم لديه ما يحتاجه لوقف الجدري وهذا ليس نفس الموقف الذي واجهناه أثناء كوفيد عندما لم يكن هناك لقاح ولا مضادات للفيروسات ولكننا نحتاج إلى مزيد من التنسيق والتكامل على المستوى الصحي العالمي لتحقيق ذلك، كما أن فرص تفشي المرض محليًا في مصر منخفضة للغاية. ◄ استشارى المناعة بالمصل واللقاح: مصر خالية من المرض ولدينا لقاحات للمرض وفى سياق متصل، قال أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة بالهيئة العامة للمصل واللقاح، ل «بوابة أخبار اليوم» إن مصر خالية من فيروس جدري القرود، وتلك الأيام هى موسم انتشاره من كل عام، ويتم السيطرة عليه فهو من الوبائيات التى يسهل السيطرة عليها لذا تم السيطرة عليه العام الماضى. ◄ سبب التسمية وأشار إلى أن العائل للفيروس هي «القرود والفئران» وبعض الثديات الأخرى وينتقل من الحيوان للإنسان ومن ثم من شخص لآخر من خلال الاتصال والاحتكاك المباشر. ◄ طرق العدوى أوضح «الحداد» أن جدري القرود من الوبائيات المحدودة لأنه ليس سريع الانتشار أو العدوى مثل فيروس كورونا وتحدث العدوى نتيجة لحدوث تلامس جلدى لشخص مصاب لفترة طويلة. وكشف عن أنه نادراً ما يحدث عدوى خلال «رزاز» الجهاز التنفسي وفيها يكون الشخص ملازم لشخص مصاب داخل غرفة مغلقة لفترة تمتد من 4 ل 6 ساعات فهو فيروس تلامسي وليس تنفسي ويتطلب تواجدك مع شخص مصاب لفترة طويلة. ويعتبر الفيروس مثلة مثل فيروس الجدرى العادى الذى تم القضاء عليه فى الثمانينات بفضل منظومة اللقاحات. ◄ الأعراض - ينقل الفيروس من الثديات مثل القرود لذا يكثر انتشاره فى دول أفريقيا، مسببًا صداع شديد والتهاب فى الغدد وحمى تؤدى لارتفاع درجة حرارة الجسم وآلام عظمية. ويظهر فى اليوم الرابع من الحمى طفح جلدى وبثور وتكمن خطورة الفيروس فى أنه يتسبب فى عدد كبير من الوفيات. ◄ العلاج واستكمل استشاري الحساسية والمناعة بالهيئة العامة للمصل واللقاح، وفي حالة الإصابة يتم عزل الشخص المصاب وإعطائه مضادات الفيروسات وخافض للحرارة ويتعافى الشخص تلقائيًا عن طريق مناعته ولكن تكمن المشكلة في الأشخاص التي لديها ضعف في المناعة. ◄ الدولة تتخذ إجراءاتها الاحترازية في المطارات والموانئ والحجر الصحى لمواجهة المرض ونوه إلى وجود لقاح للمرض منذ قديم الأزل ولكن إنتاجه محدود فهو لم يكن من قبل بالدرجة الوبائية التي عليها اليوم لنخبر الأشخاص بوجوب تلقى اللقاح، موضحًا أنه فى الوقت الحالى تدرس منظمة الصحة العالمية كيفية زيادة إنتاجه، وتطعيم الدول التى ينتشر بها الوباء مثل الكونغو. وأكد أن الدولة تتخذ إجراءاتها الاحترازية في المطارات والموانئ والحجر الصحى حال ظهور أى حالة مصابة بجدري القرود. ◄ الدول الأكثر تضررًا وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن جمهورية الكونغو الديمقراطية، هى بؤرة تفشي المرض في أفريقيا، حيث سجلت أعدادًا كبيرة من الحالات والوفيات وأن السلالة المنتشرة في هذه المنطقة أكثر شراسة وتسبب مضاعفات صحية خطيرة. وتوالت بعدها دول أفريقية أخرى أعلنت عن حالات إصابة، وإن كانت بأعداد أقل. ثم بدأ تفشى المرض فى بعض الدول أوروبية حيث شهدت تفشيات محلية، خاصة في بداية عام 2022، حيث انتشر المرض بين مجموعات معينة من السكان. كما أعلنت أمريكا الشمالية والجنوبية عن تسجيل حالات في بعض القارات، وخاصة في المجتمعات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأفريقيا. ◄ أسباب الانتشار أرجعت منظمة الصحة العالمية أن سبب انتشار المرض هو السفر الدولى حيث ساهم في نقل الفيروس إلى مناطق جديدة. كذلك التغيرات في السلوك الجنسي حيث ارتبط انتشار المرض في بعض المناطق تغيرات في السلوك الجنسي والتفاعل مع الحيوانات المصابة عند الاتصال المباشر بها. ◄ كيفية السيطرة على المرض تعمل المنظمات الصحية الدولية والحكومات على: - تتبع الحالات من خلال نظام مراقبة صحي فعال وتوفير التطعيم والعمل على تطوير اللقاحات لتوزيعها على مناطق تفشى المرض. - نشر التوعية حول طرق انتقال المرض وكيفية الوقاية منه. - توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين.