عادت مفاوضات الهدنة فى غزة وسط تفاؤل أمريكى بالتوصل إلى اتفاق قريب لوقف الحرب والإفراج عن الأسرى.. لكن لا تشارك إسرائيل وحركة حماس أمريكا فى هذا التفاؤل! ففى إسرائيل يرى كثيرون أن نتانياهو لا يرغب فى نجاح هذه المفاوضات والتوصل إلى اتفاق، ولذلك لجأ إلى نسفها قبل أن تبدً بإضافة مطالب جديدة لم تكن موجودة فى مقترح بايدن لوقف الحرب.. وأبرز هذه المطالب عدم الانسحاب من أماكن فى قطاع غزة من أهمها محور فيلادلفيا، وتفتيش الفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة، والتحكم فى اختيار الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بمقتضى الصفقة، وخروج وتهجير قادة حماس حتى الصف الثالث من قطاع غزة. أما حماس فإنها أعلنت أن هذه المفاوضات التى تجرى فى الدوحة استجابة لرغبة أمريكية لا جدوى لها ما دامت لا تتناول آليات تنفيذ وقف إطلاق النار وتحديد تاريخ ذلك، وهذا سبب ترددها فى المشاركة فيها وبذل القطريون جهدًا حثيثًا لحثهم على المشاركة، مثلما بذلت واشنطن وعواصم أوربية جهودا أخرى لحث إيران على تأجيل ردها على اغتيال هنية لتوفير فرصة لنجاح هذه المفاوضات باعتبارها الفرصة الأخيرة. وهكذا.. يبدو أن التفاؤل الأمريكى يرجع إلى رغبة إدارة بايدن فى نجاح هذه المفاوضات فى التوصل إلى اتفاق لوقف القتال من أجل تهيئة مناخ مناسب لحصد هاريس أصواتا أكبر للناخبين الأمريكيين، خاصة أصحاب الأصول العربية الذين أبدوا غضبهم من الإدارة الديمقراطية لدعم إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا وقال بعضهم صراحة لهاريس إنهم لن يمنحوها أصواتهم فى الانتخابات المقبلة ما لم تضغط واشنطن على إسرائيل لوقف تلك الحرب الوحشية ضد أهل غزة. ولعل ذلك يفسر إصرار واشنطن على التعجيل بهذه المفاوضات، والتقدم فيها بمقترحات جديدة قالت إنه ستقبلها إسرائيل وحماس.. ولكن ما لم تضغط واشنطن بشكل جاد على نتانياهو ستظل الحرب قائمة!