لم أجد غير عنوان المقال للتعبير عن رقصات الخريجين التى اجتاحت عدواها جامعاتنا مؤخراً، ولا أخص بالخطر الجامعات وطلابها أو حتى أساتذتها فقط، لكنه يشبه السرطان، ربما بدأ خارج أسوار الجامعات، وبدأ التسلل لقاعاتها، والكارثة أن يتوغل وينتشر بين شبابنا مهدداً بتراجع علمى وأخلاقى وثقافى وفنى الخ... لم أتوقف قبل أسابيع عند رقص طالبات فرحاً بتخرجهن، باعتبارها مواقف فردية، وإيماناً بحق الخريجين فى التعبير عن فرحتهم ولو بالرقص البسيط الراقي، وليس ما شاهدناه من بعض الشباب بأفعال المهرجانات وأفراح الشوارع، وكأنه ينقصهم «مطواة والذى منه»!!، بجانب إذاعة أغانى للأسف ساقطة، نسعى لإبعاد شبابنا عنها، فإذا بها تقتحم أسوار جامعاتنا، وتنتهك قدسيتها وتشوه احترامها.. خيراً فعل وزير التعليم العالى بالتحقيق فى رقصات مجون التخرج، وأثق فى جدية القرار وليس فقط لامتصاص حالة غضب وحزن على جامعاتنا وطلابها، والأدهى أساتذتها!!، ويجب أن يكون التحقيق شاملاً لمعرفة من سمح بدخول تلك الأغاني، بل ومحاسبة كل أستاذ وعميد كلية حضر تلك الحفلات، ولم يوقف هذه المهزلة فوراً، فهم بذلك ليسوا أهلاً لمسئولية إعداد أجيال المستقبل.. ولمن يطالب بعدم تهويل الأمر باعتبار أنه حال شبابنا، ويجب تقبله، وأقول لهم اتقوا الله والوطن، فهذا ليس بأملنا فى شبابنا، وهناك جامعات كثيرة تقيم حفلات ولا أروع تعكس الرقى العلمى والأخلاقي، وقد حظيت قبل أيام بحضور حفل تخرج بجامعة زويل، وكالعادة جاء مشرفاً تنظيماً وفقرات تشرح القلب من خطابة ونماذج لاحترام العلم وتقدير المتفوقين، وإلقاء أدبى رصين للخريجين، وسط فرحة الجميع دون إسفاف.. أطالب وزير التعليم العالى بإصدار آليات تنظيمية تمنع إقامة حفلات تخرج خارج قاعات الجامعات، أو بعيداً عن رقابة إداراتها، ووضع معايير تليق بمكانة الجامعات وآمالنا فى أساتذتها وخريجيها.. وتبقى كلمة مهمة أن ما حدث بتلك الحفلات لا تتحمل الجامعات وحدها مسئوليته، لكنها مسئولية مشتركة للأسرة والهيئات الدينية الإسلامية والمسيحية والنوادى والإعلام والمدارس بالطبع، إنها منظومة متكاملة لابد من مراجعتها حفاظاً على شبابنا نصف الحاضر وكل المستقبل، وأهم مقومات أمن مصر القومي.