واصل الاحتلال الاسرائيلى عدوانه الوحشى على قطاع غزة لليوم 310، عبر شن عشرات الغارات على مناطق متفرقة من القطاع، ووسع الاحتلال أوامر الإخلاء فى خان يونس جنوبى القطاع، مما أجبر عشرات الآلاف من النازحين على المغادرة وسط القصف العنيف. وشملت تعليمات الإخلاء فى خان يونس، أحياء فى الوسط والشرق والغرب، مما يجعلها من أوسع أوامر الإخلاء فى الهجوم الإسرائيلى على القطاع منذ أكثر من 10 أشهر، وتأتى بعد يومين من عودة الدبابات إلى شرق المدينة. وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى فى بيان «على خلفية استغلال المنطقة الإنسانية لأعمال إرهابية وإطلاق صواريخ متواصل نحو دولة اسرائيل من بلوك 36 أصبح البقاء فى هذا البلوك خطيرًا، ولذلك لم يعد ذلك البلوك جزءًا من المنطقة الإنسانية اعتبارًا من الآن»، وقال إن «كل السكان والنازحين الذين ما زالوا متواجدين فى حى الجلاء، نخبركم بأن جيش الدفاع الإسرائيلى سوف يعمل بقوة ضد المنظمات الارهابية هناك»، وبعد فترة وجيزة من الاعلان، قصف الاحتلال برجين سكنيين فى مدينة حمد السكنية شمال خان يونس. من جانبها، أكدت وكالة الاممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «أونروا» نزوح أكثر من 75 ألف شخص بجنوب قطاع غزة خلال الأيام الماضية، وقالت «أونروا» إن جيش الاحتلال يصدر أوامر لإجبار مزيد من الفلسطينيين فى قطاع غزة على النزوح. جاء ذلك بعد يوم من ارتكاب الاحتلال مجزرة «التابعين» التى راح ضحيتها أكثر من 100 فلسطينى وأصيب العشرات جراء قصف الاحتلال لمدرسة تؤوى أكثر من 6 آلاف نازح وسط مدينة غزة، وكشف الدكتور محمد المغير مدير دائرة الإمداد بجهاز الدفاع المدنى فى غزة أن الاحتلال ارتكب هذه المجزرة باستخدام 3 صواريخ أمريكية من طراز «إم كيه-84» التى تزن ألفى رطل، وتصل حرارتها إلى 7 آلاف درجة، وتعد «إم كيه- 84»، التى تُعرَف أيضًا ب«مارك 84»، سُمّيَت ب«المطرقة» للضرر الشديد الذى تلحقه إثر انفجارها، تزن ألفى رطل (900 كيلوجرام تقريبًا)، وهى قنبلة موجهة لها رأس حربى متفجر، استخدمت فى حربى الخليج وفيتنام. من جانبه، قال رامى عبده رئيس المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، إنَّ كل روايات الاحتلال حول مدرسة التابعين هى كذب وتضليل دأب الاحتلال على ممارسته. وأضاف «عبده» ل «القاهرة الإخبارية» أنّ المرصد لم يقم برصد أى مظهر لمسلحين فى مدرسة التابعين، والاحتلال الإسرائيلى أدرج أسماء فى قائمة المستهدفين بمجزرة التابعين لأشخاص استشهدوا قبل المجزرة بفترة. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة أن نحو 500 من كادر القطاع الصحى استشهدوا وأصيب المئات منذ بدء العدوان فى 7 أكتوبر الماضي. وأضافت الوزارة أن الاحتلال اعتقل أكثر من 310 آخرين، فيما دمرت 130 سيارة إسعاف فى القطاع، كما تعرضت المرافق الصحية والعاملون فيها فى الضفة الغربية لأكثر من 340 اعتداءً.وعلى الجانب السياسي، قال وزير الأمن القومى الإسرائيلى، إيتمار بن غفير، إن على قوات الاحتلال تشجيع هجرة سكان غزة، واحتلال أراضى القطاع لإبقائها تحت سيطرتنا إلى الأبد، وطالب الوزير بحكومة الاحتلال، بإيقاف نقل المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة حتى يعود جميع المحتجزين، وهاجم بن غفير حركة «حماس» قائلًا إنه يجب أن تستمر إسرائيل فى «سحق الحركة». وقال بن غفير فى تغريدة على موقع «إكس»: «هذا الصباح نشرت قنوات حماس مقطع فيديو مرة أخرى، يدعو لقتلي، أنا لا أخاف منهم، يجب أن يستمر سحق حماس، والدوس على رأسها حتى تستسلم تمامًا، وألا يتم رفعها فى القمة». اقرأ أيضًا| أوروبا فى مفترق طرق.. هل تتخلى أمريكا عن الهيمنة؟ وفى تحدٍ لمساعى أمريكا للتوصل إلى حل للحرب الإسرائيلية على غزة، أكد وزير المالية الإسرائيلى المتطرف بتسلئيل سموتريتش، عدم الاستسلام فى غزة، مشبهًا قضية القطاع بمواجهة أمريكا لتنظيم القاعدة التى قضت على قائدها دون استسلام. وجاءت تصريحات «سموتريتش»، ردًا على الانتقادات اللاذعة التى وجهت إليه من البيت الأبيض، بعد أن اتهمه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربى ب«تعريض المحتجزين للخطر». فى الوقت نفسه، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن قادة الجيش الإسرائيلى يعانون من إحباط متزايد بسبب الحرب المستمرة فى غزة منذ أكثر من 10 أشهر، والتى تُخاض دون هدف سياسى واضح. وفى الضفة الغربية، دعا وزير خارجية إسرائيل «يسرائيل كاتس» إلى إخراج سكان مخيم جنين ب الضفة الغربية ومعاملتهم كسكان غزة، وقال «كاتس» خلال اجتماع مع قادة المستوطنات إن مخيمات اللاجئين بؤر للشر لا تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية وإنما تخضع لإيران، يجب إخلاء مخيم جنين للاجئين من المدنيين ومن ثم التعامل معه كما يتم التعامل مع قطاع غزة. من جانبه، قال أمير داوود مدير التوثيق بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان فى فلسطين إن الاحتلال يستهدف كل الأرض الفلسطينية، وأن مدينة جنين تتعرض لاجتياحات متواصلة، وشدد داوود فى مداخلة لقناة «القاهرة الاخبارية» على أن تصريح كاتس، بإخلاء مخيم جنين «يُعد امتدادًا لمشروع الاحتلال الاستعماري».