أحمد إبراهيم - محمد إسماعيل لا تزال كلاسيكيات الزمن الجميل من أعمال سينمائية لعمالقة الشاشة والتي ظلت تعرض لسنوات طويلة وحفرت في أذهان أجيال متعاقبة مثار جذب لشركات الإنتاج في مصر والوطن العربي بسبب النجاح الكبير الذي حققته وتعلق الكثيرين بتلك الأعمال مهما تكرر عرضها أو اختلفت الأجيال، وقامت مؤخرا بعض الشركات بإعادة إنتاج بعض الأعمال، مثل "جري الوحوش" و"أنف وثلاث عيون".. إلا أنه مؤخرا أعلنت الشركة المتحدة بالتعاون مع هيئة الترفية بالمملكة العربية السعودية عن تعاون إنتاجي ضخم لإعادة إحياء فيلمي "البحث عن فضيحة" و"شمس الزناتي"، وهما أحد أهم أفلام الزعيم عادل إمام على مدار تاريخه الحافل.. وقد أثار الإعلان عن تنفيذ هذه المشروعات ردود أفعال إيجابية بسبب اختيار تلك الأعمال بالتحديد، بالإضافة إلى أفلام أخرى، من أهمها "إشاعة حب" للمخرج فطين عبد الوهاب الذى يعد من أهم الأفلام الكوميدية فى تاريخ السينما المصرية.. "أخبار النجوم" قامت بطرح تساؤلات على النقاد عن رأيهم في فكرة إعادة إحياء الأعمال التراثية، وهل تعتبر مغامرة إنتاجية أم تحد جديد؟ وهل نجاح الاعمال القديمة من الممكن ان يؤثر بالسلب علي الاعمال التي سيتم انتاجها من عدمه؟ وكان قد أعلن الفنان هشام ماجد في تصريحات سابقة عن سعادته بإعادة انتاج فيلم "البحث عن فضيحة" ولكن بمنظور آخر مختلف عن الفيلم، وانه كان أحد أحلامه أن يعيد تقديم هذا الفيلم بالتحديد خاصة وأنه للزعيم عادل إمام، ويعتبر أن هذا العمل أيقونة الكوميديا في السينما المصرية، وقال أنه من خلال هذا الفيلم لا يسعى لتقليده لاستغلال نجاحه أو محاولة تحدي الفيلم القديم لإثبات شئ على الإطلاق، ولكنه صرح أنه يسعى لتقديمه بشكل معاصر ويعتبرها فرصة للأجيال الحالية والمقبلة أن تشاهد الفيلم الذي لم تشاهده من قبل، مضيفا أنه يعلم تماما أنه سيتعرض للمقارنة والهجوم والانتقادات حتى من قبل عرض الفيلم، ويعتبر أن هذا أمر طبيعي ولكنه يراهن على تقديم عمل محترم يتناسب مع فيلم رائع للزعيم عادل إمام. وعن هذا يقول الناقد طارق الشناوي: لا يمكننا في الوقت الحالي الحكم بنجاح أو فشل الأعمال التي يتم إعادة إنتاجها لأن في هذا ظلم كبير لها، ولكن علينا أن ننتظر عرض الفيلم ومن ثم الحكم عليه بناء على جودته سواء بالنجاح أو الفشل، ومن وجهة نظري فإنه ليس هناك ما سيقدم في الأعمال السينمائية التي سبق وأن تم انتاجها منذ سنوات وحققت نجاحا كبيرا لأنه ليس هناك ما يمكن تقديمه، وستظل النسخة الأصلية من العمل هي العالقة في الأذهان على مدار سنوات عديدة، حتى وإن تم معالجتها بشكل معاصر لأن لكل زمن وقته وأفكاره التي يمكن تنفيذها والتي تتناسب مع الزمن الحالي وهناك أفكار قديمة بني على أساسها العمل في ذلك الوقت، فكيف سيتم معالجته وتقديمه بعد ذلك ؟ ويضيف الشناوي: هناك أعمال تم انتاجها خلال السنوات الماضية أضاف فيها الممثل للعمل وترك بصمة قوية بأدائه، ولكن العمل كان ضعيف فضاع مجهوده لأن العمل لم يشاهده أحد والعكس صحيح، الفكرة بشكل عام كانت جيدة ولكن أداء الفنانين ومقارنتهم بنجوم الزمن الجميل العمالقة أضر بالعمل تماما، ومن المنتظر أن يتم انتاج فيلم "البحث عن فضيحة" بطولة هشام ماجد وهنا الزاهد، وأيضا فيلم "شمس الزناتي" بطولة محمد إمام. في حين يقول الناقد أحمد سعد الدين أن إنتاج أعمالا سينمائية سبق وأن تم تقديمها من قبل بنجوم الزمن الجميل هو إفلاس فكري، ويقول: كان الأولى البحث عن موضوعات تتناسب مع وقتنا الحالي وموضوعات مجتمعية تمس حياتنا اليومية، كما أنها مغامرة في حد ذاتها لأن الجمهور قد تعلق بالفعل بهذا العمل لفترة زمنية طويلة وشاهده مئات المرات، ولذلك من الصعب أن تأتي بعد كل تلك السنوات وتعلن أننا بصدد إنتاج نفس العمل مرة أخرى بأبطال الجيل الحالي حتى وإن كان من زاوية أخرى أو تمت معالجته بشكل معاصر لأن الجمهور لن يتقبله، وهناك محاولات مستمرة لإنتاج مثل تلك الأعمال، وكانت آخر الأعمال التي قدمت مؤخرا هو إعادة تقديم رواية "أنف وثلاث عيون" للأديب إحسان عبد القدوس التي سبق أن قدمت في فيلم حمل الاسم نفسه عام 1972 بطولة محمود ياسين، ماجدة، نجلاء فتحي، ميرفت أمين وإخراج حسين كمال، كما سبق أن قدمها المخرج نور الدمرداش في مسلسل تلفزيوني بالاسم نفسه عام 1980 بطولة كمال الشناوي ويسرا وليلى علوي وماجدة الخطيب، وأيضا في مسلسل إذاعي من بطولة عمر الشريف ونادية لطفي وسميرة أحمد ومحسن سرحان وإخراج محمد علوان، ليعاد تقديمه بشكل معاصر بعمل من إخراج أمير رمسيس وهو حلمه الذي تحقق من بطولة ظافر العابدين وصبا مبارك وجيهان الشماشرجي، إلا أن العمل للأسف لم يسمع عنه الكثيرين ولم يشاهده أحد. ويضيف سعد الدين: العمل الجديد وأبطاله سيتعرضون للظلم لأنه ستكون هناك مقارنة بين نجوم الماضى وأبطال العمل الحالي، ومهما كان الفنانين في الوقت الحالي على درجة من القبول والقدرات التمثيلية إلا أن جيل الزمن الجميل لا يعوض، كالأنباء التي ترددت مؤخرا عن إعادة تقديم فيلم "إشاعة حب" لعمر الشريف وسعاد حسني ويوسف وهبي وعبد المنعم ابراهيم، وهو أحد أهم الأفلام في تاريخ الفن العربي، وقيل أن شركة الانتاج بدأت في ترشيحات أبطاله، والتساؤل هنا من في وقتنا الحالي يستطيع أن يقوم بدور الفنان العملاق يوسف وهبي ؟ وبالتأكيد لن يستطيع أحد تجسيد هذا الدور ومن يحاول ذلك فهو يظلم نفسه. ويستطرد: بمراجعة سريعة للأعمال التي تم إعادة إنتاجها في السنوات الماضية سواء الدرامية أو السينمائية فإنها كلها فشلت تماما _ وإن كانت الفكرة يتم تقديمها أكثر في الدراما عن السينما_ باستثناء مسلسل "العار" لمصطفي شعبان واحمد رزق وعلا غانم والراحل حسن حسني وقد حقق هذا العمل نجاحا كبيرا وإن كان ليس في نفس نجاح الفيلم الذي يحمل نفس الاسم، ومؤخرا ايضا تم تقديم "جري الوحوش" وفشل تماما أيضا. ومن ناحية أخرى يقول الناقد رامي المتولي أن اعادة إحياء أعمال التراث هو أمر طبيعي ومقبول ولا أراه مغامرة من وجهة نظري لأن صناعه بالتأكيد سيكون لديهم وجهة نظر ورؤية للعمل من منظور مختلف، ويضيف: هناك أعمال سبق تقديمها مرتين مثل فيلم "أمير الانتقام" الأول بطولة أنور وجدي والثاني لفريد شوقي، والاثنين حققا نجاحا كبيرا ولم يؤثرا أو يتعارضا مع بعضهما، والحكم يكون على كيفية المعالجة والإخراج في النهاية. يتابع: الأمر ليس استغلالا لنجاح الأعمال الأصلية، ولكنها فرصة للأجيال الحالية والمقبلة من هم أقل من 25 عاما لمشاهدة تلك الأفلام والتعرف على الأعمال القديمة التي لم يشاهدوها نظرا لتعلقهم بأبطال الوقت الحالي، ومن وجهة نظري فإن الحكم المبكر على تلك الأعمال هو خطأ كبير، ومن الأفضل انتظار عرضها قبل التقييم خاصة وأن تلك الأعمال من المرجح أن تحقق إيرادات كبيرة في الأسابيع الأولى من عرضها، إلا أنه من المتوقع أن تتراجع تلك الإيرادات مع مرور الوقت. اقرأ أيضا : أحمد السقا: كنت هنتحر وأنا في المعهد.. ووالدي علمني الجدعنة من صغري