رشا صبيح «آكسيوس»: البيان «المصرى - الأمريكى - القطرى» فرصة أخيرة لوقف الصراع ومنع حرب إقليمية وسط تصاعد التوتر فى الشرق الأوسط وحبس الجميع انفاسه خوفاً من انزلاق المنطقة لحرب إقليمية مع استمرار الحرب فى غزة وانتظار الضربة الإيرانية التى تأتى رداً على اغتيال اسماعيل هنية، تبدو بارقة أمل فى إحياء محادثات وقف اطلاق النار وبالتالى إلقاء الماء على النار المشتعلة فى المنطقة وذلك بعد جهود حثيثية لم تتوقف تبذلها القيادة المصرية بالتعاون مع قطروالولاياتالمتحدة. بارقة الأمل تجلت فى البيان الرئاسى الثلاثى المشترك لقادة مصر والولاياتالمتحدةوقطر بشأن ضرورة استئناف محادثات الهدنة فى غزة، الذى لاقى اهتماما عالميا كبيرا احتفت به الصحف الدولية باعتباره محاولة جادة وقوية لوقف إطلاق النار فى غزة ومنع نشوب حرب إقليمية فى الشرق الأوسط. وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن زعماء مصر والولاياتالمتحدةوقطر دعوا إسرائيل وحماس إلى استئناف المفاوضات العاجلة من أجل الانتهاء من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، قائلين إنه لا توجد أعذار «من أى طرف لمزيد من التأخير». وترى وكالة «رويترز» أن هذا البيان جزء من الجهود التى يبذلها الزعماء الثلاثة لبدء المحادثات، مع تزايد المخاوف من صراع أوسع نطاقا محتملا فى المنطقة يشمل إيران بعد مقتل أعضاء كبار فى جماعتى حماس وحزب الله. وفى تحليل لموقع «آكسيوس» الأمريكى يرى الكاتب «باراك رافيد» أن استئناف المفاوضات ووقف إطلاق النار فى غزة هى السبيل الوحيد لتهدئة التوترات الإقليمية، التى وصلت إلى مستوى جديد بعد أن اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الفلسطينية أثناء وجوده فى إيران وفؤاد شكر القيادى الكبير فى حزب الله فى غارة استهدفت معقل حزب الله فى الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. ويقول الكاتب إن هذا البيان الثلاثى محاولة قوية وجادة للوصول إلى وقف إطلاق النار فى غزة ويؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة أن الاتفاق هو المسار الوحيد لإعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم. ويقول الموقع ان المفاوضات بشأن صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار تعثرت فى الأسابيع الأخيرة بسبب الشروط الجديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. وأدى اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية إلى تعميق الأزمة بشأن محادثات احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار. وأشار الموقع إلى تصريحات مصدر مطلع على المفاوضات إن المحادثات المخطط لها هى محاولة «معجزة» للتوصل إلى صفقة ومنع حرب إقليمية.. وسلطت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» الضوء على البيان، وترى أن الدفع الدبلوماسى المتجدد سيُنظر إليه على أنه محاولة لوقف التوترات الإقليمية من الخروج عن نطاق السيطرة، بعد اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية، وتعهد إيران، التى حمّلت إسرائيل مسئولية الاغتيال، بالرد - رغم أن إسرائيل لم تعلق بشكل مباشر على القتل. وأشارت صحيفة «الجارديان» أن البيان جاء فى الوقت الذى جدد فيه الجيش الإسرائيلى أوامر الإخلاء للسكان الفلسطينيين فى عدة مناطق فى شرق خان يونس، قائلاً إنه سيعمل بقوة ضد المسلحين الذين أطلقوا الصواريخ من تلك المناطق. وقال السكان إن عشرات العائلات بدأت مغادرة منازلها والتوجه غربًا نحو المواصى، وهى منطقة مخصصة للأغراض الإنسانية ولكنها مكتظة بالعائلات النازحة من جميع أنحاء الجيب. وعانت ثانى أكبر مدينة فى غزة، خان يونس، من دمار واسع النطاق خلال العمليات الجوية والبرية فى وقت سابق من هذا العام. بعد لحظات من إصدار البيان، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن المفاوضين الإسرائيليين سيكونون هناك. وقال إن الهدف هو «الانتهاء من التفاصيل وتنفيذ اتفاقية الإطار». ولم يصدر أى تعليق فورى من حماس.. وقال مسئول أمريكى كبير إنها ستكون هناك مشاورات تحضيرية مسبقة وان الولاياتالمتحدة ومصر وقطر قد يقدمون اقتراحًا لسد الفجوات. وقال المسئول الأمريكى.. «أجرينا مناقشات عميقة مع الإسرائيليين هذا الأسبوع. ونعتقد أن هناك طريقا للمضى قدما. وسيتعين على إسرائيل وحماس اتخاذ القرارات. لقد تم إنجاز معظم العمل والصفقة على الطاولة - ومن الممكن التوصل إلى صفقة. هناك أرواح على المحك».