ذكرت وكالة «شينخوا» الصينية، في تقرير لها، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، يعتبر أكبر تحد تواجهه الحركة منذ 20 عاما، وقد يعطل محادثات وقف إطلاق النار للوصول إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل. ورصد التقرير تصريحات لبعض المحللين السياسيين، حيث نقلت عن الخبير إبراهيم المدهون، أن اغتيال هنية أقوى ضربة توجه إلى حماس بعد مقتل مؤسسها الشيخ أحمد ياسين ونائبه عبدالعزيز الرنتيسي باستهدافات إسرائيلية في عام 2004، وهو ما أدى إلى تصعيد غير مسبوق بين الجانبين. وذكر المدهون أن هنية من أهم الشخصيات المركزية التي قادت حماس سواء في غزة أو الخارج منذ عام 2017، وقال إن اغتيال هنية من الضربات الصعبة والقاسية على الحركة، وهي بمثابة تعد صارخ على الأعراف الدولية والدبلوماسية، إذ أن جيش الإحتلال الإسرائيلي ذهب بعيدا في ذلك باستهداف هنية أثناء استضافته من قبل إيران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إن التحقيقات في أبعاد الحادث وتفاصيله مستمرة من قبل الجهات والسلطات الإيرانية المعنية، مؤكدا أن «دماء هنية لن تضيع سدى». وجاء اغتيال هنية بعد ساعات من شن غارة إسرائيلية على مبنى في ضاحية بيروت الجنوبية، استهدفت القائد في حزب الله اللبناني فؤاد شكر. وذكر أستاذ العلوم السياسية من رام الله أحمد رفيق عوض، أن حادثة اغتيال هنية من شأنها تعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار للوصول إلى صفقة تبادل لفترة من الزمن، ورجح عوض أن تؤدي عملية الاغتيال إلى اتساع رقعة الحرب الدائرة في قطاع غزة لتطال مناطق أخرى، ولا أحد يعرف إلى أين ستصل إقليميا. وتابع: إسرائيل تعرف عواقب ونتائج مثل هذه الأعمال، وهي أرادت ذلك لإضعاف وكسر وحدة الجبهات، معربا عن اعتقاده بأن اغتيال هنية سيدفع الجبهات المقاتلة إلى الرد إما بشكل جماعي أو تغيير الأسلوب الذي كان يُعمل به حتى اللحظة، وجاء اغتيال هنية بعد أيام من عقد اجتماع الأحد الماضي في العاصمة الإيطالية روما، لبحث المقترح الإسرائيلي بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى. وقال الخبير الفلسطيني جهاد حرب، إن اغتيال هنية قد يعطل مفاوضات وقف إطلاق النار، معربا عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد الوصول إلى هذا الأمر، مشيرا إلى أن عملية الاغتيال شكلت صورة نصر لنتنياهو أمام الجمهور الإسرائيلي وأنه قادر على اتخاذ قرارات صعبة تستعيد جزءا من الردع الإسرائيلي على المستوى الخارجي. وأوضح أنه مازال من المبكر التكهن باتساع رقعة الحرب، مشيرا إلى وجود سيناريوهات أخرى للرد على اغتيال هنية، كالقيام بعمليات مماثلة ضد إسرائيل أو من خلال رفع حدة المواجهة، بإطلاق صواريخ موجهة ومركزة من لبنان أو سوريا باتجاه بعض المدن الإسرائيلية. وبشأن الخيارات المتاحة أمام حماس لاختيار زعيم جديد لها خلفا لهنية، قال أن الحركة لن تتمكن من إجراء الانتخابات بسبب ظروف الوضع في الداخل والخارج، مشيرا إلى أنها قد تعمد إلى اختيار قائم بأعمال كبديل مؤقت يسير عمل الحركة «سريا» لحمايته من أية استهدافات إسرائيلية لحين إجراء انتخابات داخلية للحركة، والتي تجري كل 4 سنوات. وأكد أن نظام حركة حماس الداخلي يشير إلى أن لرئيس المكتب السياسي للحركة نوابا سريين، موضحا أن أحد النواب كان معلن عنه بشكل رسمي، وهو صالح العاروري الذي تم اغتياله في بيروت في لبنان في يناير الماضي، مستبعدا أن تجري الحركة انتخابات في الوقت الحالي بسبب ظروف الحرب، ونقلت إن هناك عدة مرشحين يعتقد أن الحركة ستختار أحدهم لخلافة هنية من بينهم خالد مشعل الذي سبق أن شغل منصب رئيس المكتب السياسي لسنوات، وكان نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في الأردن عام 1997 ويقيم حاليا في قطر، بالإضافة إلى يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة والذي تتهمه إسرائيل بأنه المسؤول عن هجوم 7 أكتوبر الماضي.