في الأسابيع الأخيرة، شهدت بنجلاديش موجة عنف غير مسبوقة، فقررت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد الاستقالة من منصبها، مغادرةً مقر إقامتها الرسمي في العاصمة دكا، والفرار إلى خارج البلاد هربًا من الأوضاع المتدهورة. وتسلط «بوابة أخبار اليوم» خلال السطور التالية، الضوء على محطات من حياة زعيمة بنجلاديش السابقة التي واجهت تحديات سياسية جسيمة خلال فترة ولايتها؟ اقرأ أيضًا: احتجاجات جديدة في بنجلاديش رغم الإفراج عن قادة التظاهرات الطلابية قصة حسينة واجد.. «فصول متناقضة في السياسة» ولدت الشيخة حسينة واجد عام 1947، وهي ابنة الشيخ مجيب الرحمن، مؤسس بنجلاديش وأول رئيس للبلاد، وعُرفت مسيرتها السياسية بأنها مليئة بالتحديات والتناقضات، منذ أن دخلت عالم السياسة في وقت مبكر بعد اغتيال والدها. ففي عام 1975 فقدت حسينة عائلتها بالكامل خلال الانقلاب الدموي في بنجلاديش، والذي شهد اغتيال والدها حينها، بينما كانت هي وشقيقتها في زيارة لأوروبا في ذلك الوقت فنجوا بحياتهما من المصير المأساوي. وعلى الرغم من هذه المأساة، فقد نجحت حسينة، في تحقيق العديد من الإنجازات السياسية خلال مسيرتها، حيث لعبت دورا بارزا في تقديم المساعدة واللجوء لأكثر من مليون من الروهينجا الذين فرّوا من أعمال العنف في ميانمار إلى بنجلاديش خلال فترة توليها منصب رئيسة الوزراء. نهاية حقبة حسينة.. اضطرابات ومظاهرات ومع ذلك، فإن سجل الشيخة حسينة واجد لم يكن خاليا من الانتقادات، فقد وثق تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" حالات اختفاء قسري وقتل لسياسيين وصحفيين، وتعرضت لانتقادات دولية بشأن مزاعم التلاعب في الانتخابات لانتزاع بعض الولايات. اقرأ أيضًا: طلاب بنجلاديش يدعون إلى العصيان المدني في عموم البلاد ومنذ دخول الشيخة حسينة واجد، عالم السياسة في عام 1981، بعد انتخابها لرئاسة رابطة عوامي أثناء إقامتها في الهند، أثبتت حسينة أنها قوة لا يستهان بها. وتولت منصب رئيسة الوزراء ببنجلاديش لأول مرة من عام 1996 إلى 2001، ثم عادت إلى المنصب في عام 2009 بعد فوز حزبها في الانتخابات التشريعية. وترأست الشيخة حسينة واجد، الحكومة بنجاح خلال أربع فترات متتالية حتى إعلان استقالتها مؤخرًا، والتي جاءت في أعقاب مظاهرات حاشدة، ما ترك البلاد في حالة من الترقب بشأن المستقبل السياسي لبنجلاديش. ورغم ما حققته الشيخة حسينة واجد من إنجازات، فإن مسيرتها كانت مليئة بالمحطات المتناقضة، وانتهت بقرار الاستقالة والتوجه إلى الهند وسط مظاهرات واضطرابات ضخمة اجتاحت شوارع البلاد والتي ما زالت مستمرة حتى اللحظة، لتنقلب الآن صفحات جديدة في تاريخ بنجلاديش مع رحيل هذه الشخصية البارزة.