المسح الصحي للأسرة المصرية الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، يشير إلى أن نحو ثلث السيدات اللاتى سبق لهن الزواج فى العمر 15-49 قد تعرضن للعنف من قبل الزوج. وبشكل عام، تتعرض النساء داخل نطاق الأسرة إلى العنف الجسدي بنسبة 25%، و22% يتعرضن للعنف النفسي، و6% للعنف الجنسي. وفى مسح آخر للنوع الاجتماعى بين المركز والمجلس القومى للمرأة أشار إلى معاناة أطفال ل 300 ألف أسرة من الكوابيس والخوف بسبب العنف المرتكب على يد الزوج سنويًا. ويتغيب أطفال نحو 113 ألف أسرة عن الدراسة بسبب العنف المنزلى على يد الزوج، وقد لعبت صلة القرابة دورًا وثيقًا فجاءت أغلب حالات العنف من الأقارب بمختلف الدرجات. وتجسد هذه الاحصائيات حالة حبيبة ذات السبعة عشر عاماً ابنة مدينة رشيد التى لم تعش طفولتها وألقت الحياة بهمومها فوق كاهلها، قيل إنها ألقت بنفسها من الطابق الرابع، وبعد 33 يوماً قضتها بمستشفى رشيد العام فاضت روحها إلى بارئها ، لعلها تجد فى الموت راحة بعد أن انفصل أبواها وعاشت مع جدتها وبعد وفاة الجدة منذ أربعة أعوام لفظتها خالتها وعمتها وزوجة أبيها فاضطر والدها إلى إقامتها بغرفة المواشى ولمدة أربع سنوات عاشت فيها تنظف المواشى وتقوم بكل أعباء المنزل مع الضرب والإهانة من والدها وزوجته، عانت حبيبة من كل أنواع العنف الأسرى جسدياً ونفسياً فآثرت الانتحار للتخلص من حياة لم تجد فيها لحظة سعادة..! وتلعب وسائل التواصل الاجتماعى دوراً وثيقاً فى الكشف عن هذه الجرائم التى تُعد من أهم التحديات التى تواجه الأسرة المصرية والمجتمع ككل، ووضعها على طاولة الحوار المجتمعى أهم من جميع التشريعات العقابية.