في تطور لافت على الساحة السياسية الأمريكية، أعلنت نائبة الرئيس كامالا هاريس رسمياً حصولها على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، وفي خطوة استراتيجية هامة، قامت هاريس بتعيين كوادر من من حملة الرئيس السابق باراك أوباما الانتخابية، ما يشير إلى تسارع وتيرة الاستعدادات لما يتوقع أن تكون واحدة من أكثر الانتخابات الرئاسية إثارة في التاريخ الأمريكي الحديث. وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تمكنت نائبة الرئيس كامالا هاريس من تجاوز العتبة المطلوبة من أصوات المندوبين لتأمين ترشيح الحزب الديمقراطي رسمياً، وقد تم الإعلان عن هذا الإنجاز خلال عملية تصويت افتراضية بدأت يوم الخميس واستمرت حتى ظهر يوم الجمعة. وفي هذا السياق، صرح جيمي هاريسون، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، في بث مباشر قائلاً: "إنني فخور بتأكيد أن نائبة الرئيس هاريس قد حصلت على أكثر من أغلبية أصوات جميع مندوبي المؤتمر وستكون مرشحة الحزب الديمقراطي بعد انتهاء عملية التصويت". وقد احتاجت هاريس إلى تأمين 2,350 صوتاً لضمان الترشيح، وهو ما تحقق بعد الساعة الواحدة ظهراً بقليل يوم الجمعة. وفي اتصال هاتفي مع البث المباشر، عبرت هاريس عن سعادتها بهذا الإنجاز قائلة: "بالطبع، سأقبل ترشيحكم رسمياً الأسبوع المقبل، بعد إغلاق فترة التصويت الافتراضي، ولكنني سعيدة بالفعل لمعرفة أن لدينا العدد الكافي من المندوبين". اقرأ أيضًا: كامالا هاريس تتقدم على ترامب في أحدث استطلاعات الرأي في أمريكا استعانة هاريس بخبراء حملة أوباما في خطوة استراتيجية هامة، أعلنت حملة هاريس عن تعيين ديفيد بلوف، مدير حملة الرئيس السابق باراك أوباما لعام 2008، كمستشار كبير. ويعتبر بلوف من أبرز الاستراتيجيين السياسيين في الحزب الديمقراطي، وقد لعب دوراً محورياً في فوز أوباما التاريخي. وإلى جانب بلوف، انضمت ستيفاني كاتر، وهي مساعدة سابقة في حملة أوباما وخبيرة في المؤتمرات الديمقراطية، إلى حملة هاريس كمستشارة استراتيجية كبيرة. كما تم تعيين ميتش ستيوارت، وهو أيضاً من قدامى حملة أوباما، كمستشار كبير لشؤون الولايات المتأرجحة. وفي إشارة إلى أهمية البحوث واستطلاعات الرأي في الحملات الانتخابية الحديثة، انضم ديفيد بيندر، وهو مساعد سابق لهاريس قاد عمليات بحوث الرأي العام لحملة أوباما، ليتولى نفس المهمة في حملة هاريس. تداعيات انسحاب بايدن وتوحيد الحزب خلف هاريس يأتي ترشيح هاريس في أعقاب انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي الشهر الماضي وإعلانه دعمه لها. وقد أدى هذا التطور إلى توحيد صفوف الحزب الديمقراطي خلف هاريس بشكل سريع ولافت. وتشير صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إلى أن معظم منافسي هاريس المحتملين أعلنوا تأييدهم لها في غضون 24 ساعة من انسحاب بايدن، مما جعلها المرشحة الوحيدة المؤهلة للمشاركة في عملية التصويت الرسمية للحزب. التحديات والفرص أمام حملة هاريس مع تأمين الترشيح رسمياً وتشكيل فريق انتخابي قوي، تواجه هاريس الآن تحدي بناء حملة قادرة على منافسة الحزب الجمهوري في الانتخابات العامة. وسيكون من المثير للاهتمام مراقبة كيفية استفادة هاريس من خبرات فريقها الجديد، خاصة في ظل التحديات الفريدة التي تواجهها كأول امرأة ملونة تترشح للرئاسة عن حزب رئيسي في الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع أن تركز حملة هاريس على قضايا مثل الاقتصاد والرعاية الصحية والعدالة الاجتماعية، مع الاستفادة من تجربتها كنائبة للرئيس ومدعية عامة سابقة لولاية كاليفورنيا.