المنتخب الأولمبى أظهر الوجه الحقيقى للكرة المصرية فى أولمبياد باريس خاصة فى مباراته الحاسمة أمام الماتدور الأسبانى التى فجر فيها المفاجأة وتسديدها بأداء تكتيكى وانضباط دفاعى وتقارب بين خطوطه ليحقق الفوز ويتصدر المجموعة ويلتقى باراجوى فى ربع نهائى الحدث الرياضى الأبرز فى العالم والتى مهما كانت نتيجته إلا أن ميكالى نجح فى تقديم منتخبا قويًا يضم لاعبين متميزين يستطيع حسام حسن المدير الفنى للفراعنة الكبار الاستعانة بهم بل الاعتماد عليهم لأنهم أفضل بكثير من بعض النجوم الذين ينضمون ولا يقدمون العطاء والأداء المنتظر منهم. نجوم كثيرين بروزا فى صفوف المنتخب الأولمبى أرى أنهم سيكونون عناصر قوية فى المنتخب الأول إذا ما أحسن العميد توظيفهم مثلما فعل ميكالى الذى أخرج طاقاتهم وأفضل ما لديهم أمثال محمد شحاتة وإبراهيم عادل وأسامة فيصل وأحمد عيد الظهير الأيمن وكذلك الننى الذى قدم مباريات قوية فى الأولمبياد أكد خلالها على قدرته اللعب بأدوار مختلفة فى الملعب لا غنى عنها لأى مدرب ولكن هناك من كان يقسو عليه فى الانتقاد وهو عن فنون كرة القدم ودهاليزها بعيد. لاشك أن منظومة كرة اليد لا تحتاج للإشادة أو الثناء لأنها منذ قديم الأزل تقدم نجاحات على جميع المستويات والمنافسات القارية والدولية والأولمبية وهو ما نشاهده فى فرنسا حاليًا بعدما قدم «كوماندوز» الفراعنة مباريات قوية للغاية بداية من الفوز على المجر ثم الخسارة من الدنمارك بفارق ثلاثة أهداف فقط وكنا نستطيع التعادل مع بطل العالم والتعادل مع الديوك الفرنسية صاحبة الأرض والجمهور والذين لهثوا طوال مجريات اللقاء وراء أبناء النيل من أجل التعادل ولولا الرعونة فى الشوط الثانى لخرجنا منتصرين ، وبالأمس كانت مواجهة النرويج القوى الفائز على المجر وفرنسا والأرجنتين والمنافس على المركز الثانى. التخطيط السليم والإعداد الجيد وفق أسلوب علمى وليس ب»الفهلوة والهمبكة» تتحقق النتائج المرجوة ونصل إلى مقدمة الصفوف وهو ما نشاهده مع كل بطولة عالمية أو قارية من فراعنة اليد على مختلف المراحل السنية لأن البداية تأتى من الأندية التى تنفق للتعاقد مع مدربين جيدين يصنعون أجيالًا قوية للمنتخبات الوطنية التى يعتقد البعض أن الفضل الأول والأخير للاتحاد فى صناعة البطل ولكن الحقيقة أن البناء والتأسيس يكون منذ الصغر وعلى مدار شهور وسنوات وتدريبات يومية وليس من خلال معسكرات لمدة قصيرة تقام قبل البطولات تتكون شخصية اللاعب الدولى. والمؤكد أن منظومة اليد استفادت كثيرًا من تواجد الدكتور حسن مصطفى على رأس الاتحاد الدولى للعبة وبالتالى وصل لاعبونا لآفاق جديدة فى الاحتراف الأوروبى فى أفضل الأندية العالمية وانعكس ذلك على المردود الفنى والبدنى والنتائج مع المنتخبات التى اعتلت عرش العالم فى مراحل الشباب والناشئين فى فترات مختلفة وأصبح الجميع يعمل لمنتخبنا الأول ألف حساب وبالتالى استفاد الاتحاد الحالى المعين من كوكبة المحترفين رغم إخفاقه فى التعامل مع أعضاء جمعيته العمومية وتفرغه فقط لجمع الأموال من الأندية سواء بداعى المشاركة فى المسابقات المحلية أو التعاقدات مع اللاعبين بداية كل موسم. الحصول على ميدالية أولمبية لا يأتى بالأمنيات والأحلام والرغبات ودعاء الوالدين ولكن الأمر يتطلب تعب وجهد سنوات كثيرة من اللاعب والمدرب والمسئول فى التدريب والمعسكرات والبطولات لصناعة بطل قادر أولًا على تحقيق التأهل و ثانيًا على مجابهة المنافسين الأقوى أثناء المنافسات الأقوى والأشرس فى الأولمبياد. فوز محمد السيد ببرونزية سلاح سيف المبارزة ستكون بإذن الله بداية لميداليات أخرى هذا الأسبوع وشخصيًا أرفض نغمة التقطيع عمال على بطال التى تنال بعثتنا المصرية فى أولمبياد باريس وتضع ضغوطًا كثيرة على الأبطال والمسئولين على حد السواء مع أن الهدف المنشود مازال قائمًا فى ظل الجهد الكبير الذى يبذله د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة ومثل الدولة من دعم مالى ومعنوى للبعثة قبل السفر من خلال توفير الأموال ومنحها بانتظام للاتحادات للإعداد والتجهيز وأثناء البطولة بالتواجد الدائم خلف الأبطال لتحفيزهم وشحذ همهم لرفع علم مصر خفاقًا فوق منصات التتويج. وكم كان جميلًا تلك العلاقة الرائعة التى تجمع أسرة الرياضة فى الوقت الحالى خاصة بين وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية بما ينعكس بالإيجاب على الأبطال والبطولات الذين وعدوا ببذل أقصى الجهد من أجل اسعاد الشعب المصرى بالحصول على الميداليات الأولمبية الأمر الذى يؤكد أن الأمانى مازالت ممكنة فى حصد ميداليات جديدة.. قولوا يارب.