أعرب وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامى فى اتصال مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، عن «قلقه إزاء تصاعد التوتر فى المنطقة»، تزامنا مع دعوة لندن لرعاياها بمغادرة لبنان. ورحب لامى خلال اتصاله الهاتفى ب «بيان السلطات اللبنانية الذى حض على وقف العنف»، وأكد أن «اتساع الصراع فى المنطقة ليس فى مصلحة أحد»، كما دعا «الى حل النزاعات سلميا وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة». ودعت عدد من الدول الأجنبية والعربية رعاياها إلى مغادرة الأراضى اللبنانية على الفور وسط تصاعد التوتر بين «حزب الله» اللبنانى والجيش الإسرائيلي، ورد تل أبيب المرتقب على حادثة مجدل شمس. وطلبت بريطانيا وفرنسا وكندا والدنمارك والنرويج والمملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة وأستراليا واليونان والعديد من الدول من رعاياها تجنب السفر إلى لبنان، والمتواجدين على الأراضى اللبنانية بالمغادرة بشكل فورى «ما دام ذلك ممكناً». فى الوقت نفسه، قال وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، أمس: إن أى تصعيد بين لبنان وإسرائيل يمكن أن يفجر الوضع فى المنطقة. وكانت تقارير قد كشفت عن أن الولاياتالمتحدة تقود حملة دبلوماسية لردع إسرائيل عن ضرب بيروت أو البنية التحتية المدنية الرئيسية ردًا على هجوم مجدل شمس. ونقلت رويترز عن خمسة أشخاص مطلعين بينهم مسئولون لبنانيون وإيرانيون، بالإضافة إلى دبلوماسيين شرق أوسطيين وأوروبيين، إن واشنطن تسابق الزمن لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وقالت المصادر لرويترز: إن الدبلوماسية السريعة تركز على تقييد الرد الإسرائيلى من خلال حثها على عدم استهداف بيروت ذات الكثافة السكانية العالية أو الضواحى الجنوبية للمدينة التى تشكل معقل حزب الله أو البنية التحتية الرئيسية مثل: المطارات والجسور. وفى روما، حذرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، إسرائيل من «السقوط فى فخ» لبنان، معربة عن قلقها من خطر التصعيد فى المنطقة. وفى تصريحات لها، قالت ميلوني: «هناك أطراف إقليمية تحاول استفزاز إسرائيل ويجب على تل أبيب عدم السقوط فى الفخ». وتابعت ميلونى: إنه «يمكن للصين أن تلعب دورا مهما فى تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، بسبب علاقاتها مع طهران والرياض». ومن جانبه، حذّر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان فى اتصال هاتفى مع نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، من أى اعتداء إسرائيلى على لبنان ومن تبعاته، مؤكداً أنّ الكيان الإسرائيلى سيرتكب خطأ كبيراً فى حال قيامه بأى عدوان ضد لبنان وسيواجه تداعيات جسيمة. ومن طهران أيضًا، حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، من «أيّ مغامرة صهيونية جديدة ضد لبنان، بذريعة حادثة مجدل شمس فى منطقة الجولان السورى المحتل»، وأكد كنعانى أنّ «الكيان الصهيونى هو المسئول الرئيسى عن العواقب غير المتوقعة لمثل هذا السلوك الأحمق». فى غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلى أنه نفذ خلال ليل أول أمس سلسلة من الضربات فى جنوبلبنان أدت إلى مقتل أحد عناصر «حزب الله». وفى الأثناء نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسئولين بدولة الاحتلال إن الجيش يستعد لهجوم «كبير» متوقع ضد حزب الله على خلفية هجوم مجدل شمس، وتوقعت الصحيفة أياماً من القتال بعد الهجوم الإسرائيلي. وذكرت الصحيفة أن الجيش ينتظر الفرصة العملياتية المناسبة لشن ضربة انتقامية فى لبنان وافق عليها مجلس الوزراء الأمنى الأحد الماضي.