مع اقتراب انتخابات امريكا 2024 أصبحت الألحان تتربع على عرش الحملات الانتخابية، لتتحول من كونها مجرد خلفية ترفيهية لتصبح أداة استراتيجية رئيسية في صياغة الرسائل السياسية، لتكون مرافقًا لظهور المرشحين في الإعلام والفعاليات الانتخابية، بحيث تنسجم بشكل مثالي مع السياسات والمواقف التي يسعون للترويج لها. وفي مشهد السياسة الأمريكي، باتت الموسيقى تستخدم الآن لخلق أجواء تعزز من الهوية السياسية، حيث تلعب دورًا محوريًا في كيفية استجابة وتفاعل الجمهور مع الحملات الانتخابية. اقرأ أيضًا: صراع ترامب وهاريس على لقب رئيس أمريكا.. من يربح أصوات الولايات المتأرجحة؟ ويتم اختيار الأغاني بعناية فائقة لتكون مرآة تعكس وتدعم الأهداف السياسية للمرشحين، مما يعزز قدرتهم على التواصل بفعالية مع الناخبين، وبهذه الطريقة، تساهم الموسيقى في تشكيل التجربة الانتخابية، وتجعل الرسائل السياسية أكثر تأثيرًا. موسيقى هاريس وترامب.. رسائل انتخابية من نوع «خاص» وفي إطار حملتها الانتخابية بسباق انتخابات امريكا 2024، اختارت نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية المحتملة، كامالا هاريس، أغنية "Freedom" للفنانة بيونسيه، لتكون الصوت الذي يخاطب النساء من أصول أفريقية، وتم اختيار هذه الأغنية بعناية فائقة، لتلخص بشكل مثير سياسات هاريس ورسائلها الأساسية في حملتها. وفي المقابل، سعى فريق الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب إلى ترك انطباع قوي خلال المؤتمر الوطني للحزب في ميلواكي، حيث اختاروا أغنية "It's a Man's World" لجيمس براون لتسليط الضوء على الشجاعة الاستثنائية التي أظهرها ترامب بعد محاولة اغتياله، والتي لاقت إشادة كبيرة، وفقًا لشبكة "العربية" الإخبارية. اقرأ أيضًا: مرشحة محتملة بانتخابات أمريكا 2024| حقائق خفية عن مسيرة كامالا هاريس المهنية وتجدر الإشارة إلى أن اختيارات ترامب الموسيقية في حملاته بانتخابات امريكا، لها تأثير ملحوظ في تعزيز رسائله السياسية وصورته العامة، فمنذ عام 2016، كانت أغنية "God Bless America" جزءًا أساسيًا من حملاته، لدعم رسائله الانتخابية. إلا أن بعض الفنانين قد رفضوا استخدام أغانيهم من قبل بالحملات السياسية في ساحة الانتخابات الأمريكية، كما حدث مع المغنية البريطانية أديل، التي طلبت من حملة ترامب عام 2016 عدم استخدام أغانيها في تجمعاته، رغم إعجاب الرئيس السابق بأعمالها.