قنا: أبو المعارف الحفناوي الحزن على الفراق، كان صعبًا للغاية، كثيرون أصيبوا بصدمة نفسية، ودخلوا في نوبات من البكاء، صراخ دوى بأحزانه على الجميع، وذكريات جميلة أصبحت كابوسًا لم يستطع أحد أن يفيق منه. قبل حفل زفافهما بأيام، تحول منزل شقيقين في قرية فاو بحري بدشنا، شمالي محافظة قنا، إلى تجمعات كبيرة من الأهل والأقارب والأحباب والأصدقاء، لتجهيز حفل الشقيقين، وإحياء ليلة من ألف ليلة وليلة، يحكي عنها الجميع، لكن ما خبئه لهما القدر فاق كل احتمال. بدأ الشقيقان في تجهيز دعوات الحضور، لإحياء حفل زفافهما في ليلة واحدة، وبالرغم من فرحتهما بقرب تحقيق حلمهما، إلا أن هناك مخاوف من الحسد، ف"العين فلقت الحجر" كما يقولون في الأمثال، ولكنهما كانا على يقين أن فرحهما سيكون فرحة للجميع. دخل العريسان الشقيقان حفل الزفاف، كانت فرحة ما بعدها فرحة، كل المشاهد كانت مبهجة للغاية، الجميع يرقص ويغني ويصفق وزغاريد النساء تملأ أرجاء المكان، حتى حدث ما لم يتوقعه أحد؛ فجأة مات أحدهما بعد دخوله عش الزوجية بساعة واحدة لا أكثر ولا اقل، في مشهد كان قاسيا على الجميع، لم يتوقعه أحد. قبل لحظات حمله أصدقاؤه على الأعناق، غنوا ورقصوا، فرحة لا توصف، ولكن سرعان ما تبدلت الفرحة إلى حزن شديد، بعد دقائق من دخول العريس عش الزوجية، عقب إصابته بأزمة قلبية مفاجئة وكأن الفرحة قضت على حياته وكسرت فرحة عروسه وكل محبيه. كان الجميع ينتظر إطلاق الزغاريد من عش الزوجية، بعد دخول العروسين كعادة أهل الصعيد، إلا أن أصوات الصراخ، هزت أرجاء المكان، الجميع هرول ليعرف ماذا يحدث، وعند سماعهم خبر الوفاة، أصيب البعض بصدمة نفسية، والبعض الآخر تعجب ولم يصدق ما يحدث وكأنها دعابة سخيفة. أزمة قلبية مشاهد قاسية وحزينة، خيمت على الجميع، الحزن سكن قلوب الأهل والأقارب، وزوجته انهارت لم تتحمل صدمة ما حدث لها فشريك حياتها مات فجأة ولم يكمل حلمها. عدلي رياض، 30 عاما، هو عريس وميت الليلة، هكذا تبادل الجميع العبارة فيما بينهم، كان ينتظر ليلة العمر في اليوم الموعود، كان محبوبا منالجميع، وهذا ظهر في التجهيزات لفرحته الكبيرة، لم يتركه أحد في جميع تجهيزات الفرح، سواء في تجهيزات عش الزوجية، أو ليلة الحناء أو حتى في زفافه، وأيضا أثناء تشييع جثماته. وأوضح أهالي القرية، أن العريس المتوفى أقيم حفل زفافه هو وشقيقه في ليلة واحدة، وبعد قرابة ساعة من حفل الزفاف شعر بحالة إعياء شديد، وتم نقله إلى المستشفى ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك، بعد صابته بأزمة قلبية مفاجئة. وشيع المئات من أهالي القرية جثمان الشاب عدلي المتوفى، وسط حالة من الحزن سيطرت على الجميع، كما خيم الحزن على الجميع الذين لم يصدقوا حتى بعد دفنه ماذا حدث؟! اقرأ أيضا : مصرع شخص أسفل عجلات القطار في قنا