■ كتب: أحمد مصطفى شعبان تدخل كامالا هاريس المنافسة على ترشيح الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية لعام 2024، وهى تحلم بصناعة التاريخ إذ ستكون أول امرأة من الأقليات بشكل عام تحصل على ترشيح أحد الحزبين الكبيرين فى الولاياتالمتحدة حال نجاحها فى ذلك. وقد تكون هاريس، وهى ابنة مهاجرين من الهند وجامايكا، على بعد خطوات الجلوس على كرسي البيت الأبيض في سابقة تاريخية باعتبارها أول امرأة وأول أمريكية من أصول سوداء وآسيوية تتولى هذا المنصب. ورغم خلفيتها متعددة الأعراق وجنسها ونشأتها ومسيرتها السياسية التى يعتبرها أنصارها من نقاط القوة فى شخصيتها، إلا أن كل هذه الآمال قد تتلاشى فى ظل ما يعانيه حزبها الديمقراطى من انقسام حتى بعد انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق وإعلانه تأييده هاريس لمنصب الرئيس. ولطالما كانت الأقليات وخاصة الناخبين السود (من أصول إفريقية) وأبناء المهاجرين قاعدة انتخابية أساسية دعمت بزوغ نجم بايدن، ولكن ذلك قد لا يتكرر الأمر مع هاريس لعدة أسباب يعود بعضها إلى فترة عملها كمدعية عامة فى كاليفورنيا حيث اشتهرت بصرامتها وهو ما عرضها للانتقادات بسبب تداعيات ذلك على الأقليات. وتعرضت نائبة الرئيس لأمريكى البالغة 59 عاما، لانتقادات من اليمين لعدم تخصيصها وقتًا كافيًا لمواجهة أزمة الحدود ومن اليسار لأنها قالت للمهاجرين فى خطاب لها:«لا تأتوا» إلى الولاياتالمتحدة. ومنذ انتخابات الرئاسة لعام 2020، حقق الجمهوريون نجاحات فى كسب تأييد الناخبين السود واللاتينيين. ورغم أن بعض التقارير الواردة من واشنطن، تشير إلى أن هاريس قد تكون أكثر حدة فى انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الحرب الوحشية على غزة، إلا أن ذلك قد لا يضمن لها الفوز بأصوات قطاع عريض من الناخبين المسلمين وذوى الأصول العربية خاصة أنها تعرضت أيضًا لانتقادات مع بايدن بسبب عدم قيام الإدارة بما يكفى لوقف الحرب. بعض هذه المخاوف تردد صداها فى مقابلات أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز» مع ناخبين سود والذين أعربوا عن قلقهم بشأن ما إذا كان الأمريكيون مستعدين لانتخاب لهاريس. وشكك الناخبون فى قدرة هاريس على تحقيق نتائج إيجابية، مشيرين إلى أن الولاياتالمتحدة ليست مستعدة بعد لتولى امرأة سوداء منصب الرئيس. ولطالما استغلت هاريس الزخم فى الأحداث السياسية لصالحها على غرار ما حدث فى عام 2017 عندما تم انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ. ◄ اقرأ أيضًا | كامالا هاريس تشيد بإنجازات الرئيس الأمريكي في أول ظهور لها بعد انسحاب بايدن واستمر طموح المدعية العامة السابقة ليصل إلى البيت الأبيض وترشحت بالفعل للرئاسة عام 2019 ولكنها انسحبت من السباق وأيدت المرشح الديمقراطى آنذاك بايدن. ومنحها التاريخ فرصة جديدة بعد أن اختارها بايدن نائبة له ونجحا فى الفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2020 بعد هزيمة دونالد ترامب. وبرز نجم هاريس مرة أخرى باعتبارها أول امرأة تشغل هذا المنصب فى الولاياتالمتحدة، ولكن سرعان ما تبدد ذلك وتراجعت معدلات شعبيتها وضربت موجة من الاستقالات مكتبها منذ العام الأول لها فى المنصب. ويعزو مراقبون ذلك إلى تكلفيها بمعالجة مهام قد تكون مستحيلة بالإضافة إلى الهجوم المنظم والمتكرر باعتبارها الوريثة الديمقراطية الأقرب للرئاسة وممثلة الجيل الجديد من التيار اليسارى. والآن تغيرت كل قواعد اللعبة بعد انسحاب بايدن، وعادت الأنظار تتجه إلى هاريس باعتبارها البديل البديهى لأكبر رئيس سنًا فى التاريخ الأمريكى.