واجه العالم حالة من الفوضى العارمة بعد حدوث العطل التقني العالمي في نظام الحماية الذي تقدمه شركة CrowdStrike، المتخصصة في الأمن السيبراني والتي تأسست في الولاياتالمتحدة عام 2011 وتخدم الحكومات والمطارات والشركات الكبرى. ومع تعطل النظام التقني الذي يعد أحد الأركان الأساسية للأمن الرقمي، وجد القراصنة في هذا الاضطراب فرصة ذهبية لزيادة نشاطاتهم الخبيثة، وحولوا الفوضى التي أعقبت العطل إلى سلاح فعال لتحقيق أهدافهم. مما أتاح لهم فرصة التحرك بحرية أكبر واستغلال الثغرات في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة. اقرأ أيضًا: شركات الطيران العالمية تستأنف رحلاتها بعد العطل التقني ب«CrowdStrike» كيف استغل القراصنة العطل العالمي ل«CrowdStrike»؟ وأفادت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، بأن قراصنة على الإنترنت استغلوا العطل التقني العالمي في نظام الحماية الذي تقدمه شركة "CrowdStrike" لإطلاق حملات تصيد إلكتروني وتوزيع روابط تحتوي على برامج ضارة. مستهدفين الأفراد والمنظمات الذين كانوا يبحثون بشكل مكثف عن حلول لإصلاح العطل التقني العالمي الذي أصاب عدة قطاعات. واستغل هؤلاء القراصنة حالة الفوضى عن طريق خداع الضحايا للنقر على روابط مزيفة تدعي أنها تحديثات لتحديد مشكلة شركة "CrowdStrike"، التي كانت محط الأنظار بسبب هذه الأزمة. «فالكون» من أداة حماية إلى تهديد خطير ورغم التحذيرات المتكررة من السلطات في عدة دول حول العالم بشأن التحقق من الأخبار فقط من المصادر الرسمية، ازدادت التساؤلات حول طبيعة الضرر الذي لحق بأنظمة الشركات والمؤسسات، خاصةً المطارات، كما أثيرت التساؤلات حول سبب عدم تأثر روسيا أو الصين بالأزمة. فالجدير بالذكر أن نظام ويندوز من مايكروسوفت هو نظام التشغيل الأكثر شيوعا عالميا، حيث تعتمده المطارات بشكل كبير لتنظيم الرحلات الجوية وتفويج الركاب. ولتأمين البيانات الهائلة التي تُخزن في "السحابة الإلكترونية"، تعتمد الشركات والحكومات على أنظمة حماية متقدمة مثل تلك التي تقدمها "CrowdStrike"، والتي تشمل أداة "فالكون" لحماية البيانات من أي اختراق. وقررت شركة "CrowdStrike"، تحديث مستشعر "فالكون"، المصمم لحماية الأنظمة من الفيروسات والاختراقات. لكن الصدمة كانت أن هذا التحديث حول المستشعر نفسه إلى تهديد رئيسي، حيث اعترفت الشركة بوجود خلل تقني ناتج عن التحديث، مما أدى إلى ظهور ما يُعرف ب"شاشة الموت الزرقاء". كيف ساهمت العقوبات الغربية في حماية الأنظمة الروسية؟ وتسبب هذا العطل في شلل تام في العديد من المناطق حول العالم، باستثناء روسياوالصين، وفقًا لقناة العربية الإخبارية. وذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، أن موسكو لم تتلق أي تقارير عن أعطال في أنظمة مطاراتها. حيث أشار صندوق تنمية الاقتصاد الرقمي إلى أن العطل لم يؤثر على روسيا بسبب العقوبات الغربية التي حظرت استخدام البرمجيات الغربية التي تعطلت. كيف تجنبت بكين تأثير العطل التقني العالمي؟ ومن جهتها، أفادت وسائل الإعلام الرسمية الصينية بأن حركة الرحلات في مطار بكين لم تتأثر، مشيرةً إلى أن الصين تعتمد على التكنولوجيا المحلية، كما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست". وعلى الرغم من تأكيد مايكروسوفت استعادة معظم خدماتها السحابية بعد الانقطاع، وأيضًا تأكيد شركة "CrowdStrike" بأنها على علم بالعطل المرتبط بأجهزة ويندوز الخاصة ببرنامج "فالكون سينسور" وتعمل على إصلاحه فورًا، شهدت أسهم الشركتين انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 2.5% و14% على التوالي.