تطغى غطرسة القوة على تفكير الحكومة الصهيونية المتطرفة فى اسرائيل فتظن انها بقتل وقهر الفلسطينيين، يمكن أن تؤمن الامن والامان لمواطنيها، لكن تأتى مسيرة صغيرة من اقصى الجنوب «اليمن» وتحدث تفجيرا قويا فى قلب تل ابيب لتضرب هذه الغطرسة فى مقتل. لايمكن ان نغفل الربط بين هذه العملية وبين قرار الكنيست قبلها بيوم برفض إقامة الدولة الفلسطينية. المسيرة كانت رسالة لكل مواطن اسرائيلى انك لن تشعر بالامان ابدا ما لم يحصل كل مواطن فلسطينى على حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وهو ما أكدته محكمة العدل الدولية أول امس حين اعلنت عدم شرعية الاحتلال الاسرائيلى. لقد جرب الكيان الصهيونى على مدى 76 عاما كل اشكال القتل والقهر والسجن للفلسطينيين باستخدام كل ما هو محرم من اسلحة وذخائر دون ان يؤمن هذا يوما واحدا دون عملية للمقاومة الفلسطينية سواء فى الضفة الغربية او داخل الخط الاخضر، يصرع فيها عدد من الاسرائيليين او يصابون، وما يجرى حاليا فى قطاع غزة من استبسال للمقاومة الفلسطينية وتكبيد العدو الالاف من القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى ومبتورى الاطراف والمرضى النفسيين وخسائر جمة فى المدرعات والعتاد، سوى دليل بليغ على أن غطرسة القوة لن توفر أمانا حتى لحيوان أليف فى تل ابيب،فما بالك بالبشر. هل تنتظر اسرائيل ليبلغ عدد قتلاها 52 الفا كما حدث لامريكا فى فيتنام، حتى تقتفى أثر واشنطن حين انسحبت من فيتنام بل هى اليوم أكبر مستورد للمنتجات الفيتنامية. إصرار تل ابيب على رفض الدولة الفلسطينية يعنى أنها تصر على الدخول فى دائرة مفرغة من العنف لن تهنأ معها بلحظة من الاستقرار. الدولة الفلسطينية امان لكم ان كنتم تفقهون.