نحتفل فى غداً بالانطلاق الرسمى للبث التلفزيونى المصرى الذى بدأ قبل 64عاما بالبث عدة ساعات على قناة واحدة ليتطور ويتوسع لنعيش عصرالإعلام المرئى ويصبح التلفزيون جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة المصريين وحافظًا لتاريخنا الحديث والوسيلة الشعبية لتكوين منظومة القيم والسلوك والأكثر تأثيرًا فى الرأى العام وصنع القرار. بدأ مشروع التلفزيون عام 1954ثم تعطل بسبب العدوان الثلاثى حتى أعاد طرح الفكرة الدكتور عبد القادر حاتم عام 1959ولكن قوبل المشروع بهجوم شديد خوفا من تأثيراته السلبية على حياة المصريين ولكن الأيام والسنوات أثبتت أن الريادة الإعلامية المصرية من أهم عناصر القوى الناعمة للدولة المصرية والقيام بتحديث البنية التحتية الإعلامية الذى تم على مدار السنوات الأخيرة ضرورى لخدمة المصالح المصرية. توقع الكثيرون أن ظهور التلفزيون سيقلل من دور الصحافة والإذاعة خاصة أن التلفزيون يمتلك مميزات كلتا الوسيلتين ولكن ماحدث كان العكس فقد أعطى التلفزيون زخما للصحافة والإذاعة بفضل علاقة التكامل والتعاون لتطوير الوسائل الثلاث حتى فى عصر السوشيال ميديا لم يتأثر التلفزيون والإعلام التقليدى سلبا بل ساهمت السوشيال ميديا فى منح الإعلام التقليدى شكلا جديدا وأكثر تأثيرا . خلق ظهور التلفزيون واقعا جديدا للحياة فى مصر وساهم فى تطور مجالات عديدة منها قطاع السينما والمسرح وظهور نجوم وأعمال خلدها التلفزيون حتى الآن . ولكن أكبر قطاع استفاد من وجود التلفزيون كانت الرياضة عامة وكرة القدم بصفة خاصة فقبل التلفزيون كان جمهور كرة القدم مقتصرًا على الحضور فى المدرجات إلى جانب برامج محدودة فى الإذاعة ووصف لأهم المباريات ولكن الانطلاقة الكبرى لكرة القدم كان مع بث مبارياتها عبر التلفزيون الذى له الفضل الأول فى الشعبية الجارفة لكرة القدم والأموال الكثيرة التى تُضخ فيها حيث تعد عائدات البث التلفزيونى الممول الأكبر لميزانيات الأندية والتى أصبحت علامات تجارية وتحولت كرة القدم إلى صناعة ضخمة تسهم فى الناتج القومى.