بحادثة إطلاق النار الأخيره على المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب ، تيقن الجميع أن الانتخابات الأميريكية لا تختلف كثيرا عن أي انتخابات أخرى تُجرى وتُقام في أصغر جمهورية من جمهوريات الموز . فما ينطبق على كتير من التجاوزات التي تتم في انتخابات جمهوريات الموز ، تجري وتُطبق وتحدث في الانتخابات الأمريكية . فهذه التجاوزات لم تحدث في هذه الانتخابات فقط ، لكنها حدثت منذ الانتخابات السابقة ، والتي شهدت كم غير مسبوق من انتهاكات وكافة أنواع و صور وأشكال الخروج عن النزاهة والتجرد والأمانة والموضوعية والديمقراطية الحقة . ووصل الأمر إلى حد التشابك واقتحام الكونجرس والاتهامات العلنية بتزوير الانتخابات واللعب في الصناديق ، ومطالبة أربع ولايات أمريكية بالانفصال ، ورغبة كل منها في أن تستقل وتكون دولة قائمة بذاتها ، واشتداد نزعة ما يسمى بالقوميين الأمريكيين المتطرفين العنصريين ، الذين يرفضون كل ما هو ملون ، أو من أصول تنتمي إلى العالم الثالث ، سواء أصول أفريقية أو آسيوية أو من أمريكا الجنوبية أو من أصحاب ديانات أخرى ، بجانب النزعة العنصرية الأصلية نزعة "البيض ضد السود". و رغم سيل الاتهامات المتبادلة بالتزوير بين المرشحين الرئاسيين في الانتخابات السابقة "ترامب و بايدن" ، لكن استمرت هذه الممارسات فى الإنتخابات الحالية ، وتُوجت بمحاولة الاغتيال الفاشلة للمرشح ترامب . ولاننسى أن ترامب ، قد حذر منذ نحو شهرين من أنه في حالة سقوطه في الانتخابات الأمريكية المقبلة ، فإن أمريكا سوف تشهد حمامات من الدماء ، وربما تكون محاولة اغتياله الفاشلة هى البروفة الأولى أو الخطوة التمهيدية ، لما يمكن أن يرتكبه أنصاره ضد خصومه . وبصرف النظر عما إذا كانت محاولة الاغتيال هذه حقيقيه ، أو مجرد تمثيلية ، إلا أنها تقدم مؤشرا خطيرا حول مدى التدهور الذي أصاب الممارسة السياسية الأمريكية ، والذي يأخذها نحو المجهول. ربما ما زال الوقت مبكرا للحكم على طبيعة محاولة الاغتيال الفاشلة هذه ، خاصة وأن التحقيقات لم تنته ، وأن المجرم الذي حاول التنفيذ ، قُتل كالعادة على غرار المجرم "لي هارفي أوزوالد" الذي قٓتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي عام 1963 . ورغم عدم انتهاء التحقيقات وعدم الجزم النهائي ، بأنها كانت تمثيلية أو جريمة حقيقية من متطرف عنصري أمريكي ، إلا أنه في النهاية لا نستطيع القول سوى أن هذه الحادثة ربما تكون سببا في تسريع وتيرة إنهيار أمريكا . كلها أمور سوف تؤدي لا محالة إلى انهيار الإمبراطورية الأمريكية خلال السنوات المقبلة ، والتي يتنبأ كثير من الخبراء والمراقبين السياسيين ، إنها قد لا تتعدى ال 20 عاما القادمة . فهل سنرى سقوطا أمريكيا على غرار ما شاهدناه من قبل من سقوط وتفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي ؟ هل نجد هذا الأمر يتحقق قريبا في أمريكا ؟ أعتقد أنه أمر وارد الحدوث ولا يمكن استبعاده ، ودعونا نرى ونراقب الأحداث ، وما سوف تنتهي إليه . [email protected]