فقد كشف تقرير مثير للجدل نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن قيام متبرعين رئيسيين بممارسة ما يمكن وصفه ب"الابتزاز السياسي" ضد الحزب الديمقراطي، مهددين بتجميد تبرعات ضخمة ما لم يتم استبدال الرئيس جو بايدن بمرشح آخر للانتخابات الرئاسية القادمة، ما يضع الحزب في مأزق خطير ويهدد بتقويض أسس الديمقراطية الأمريكية. وفقًا لتقرير نيويورك تايمز، فإن ما يقدر بنحو 90 مليون دولار من التبرعات لمجموعة "Future Forward"، وهي لجنة عمل سياسي تعتبر محورية لحملة بايدن، قد تم تجميدها. هذه اللجنة، التي كان من المتوقع أن تجمع 700 مليون دولار لإعادة انتخاب بايدن، تجد نفسها الآن في موقف دفاعي حرج. يقول مصدر مطلع للصحيفة: "إن التزامات متعددة بعشرات الملايين من الدولارات معلقة حاليًا. المتبرعون يريدون رؤية تغيير جذري في استراتيجية الحزب، وهم مستعدون لاستخدام نفوذهم المالي لتحقيق ذلك". اقرأ أيضًا: بعد محاولة اغتيال ترامب.. بايدن: يجب علينا أن نتوحد كأمة خلفيات الأزمة يبدو أن الشرارة التي أشعلت هذه الأزمة كانت الأداء المخيب للآمال للرئيس بايدن في المناظرة التي جرت في 27 يونيو مع منافسه الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، ما دفع لجنة العمل السياسي إلى اختبار بدائل محتملة، مما أدى إلى تسرب استطلاع للرأي أظهر أن بايدن يتمتع "بتصنيف إيجابي إجمالي أسوأ من جميع البدائل المحتملة". يقول محلل سياسي بارزللصحيفة الأمريكية: "لقد كان أداء بايدن في المناظرة بمثابة جرس إنذار للحزب. المتبرعون الكبار لا يريدون المخاطرة بأموالهم على مرشح يرون أنه قد يخسر الانتخابات." ردود الفعل داخل الحزب على الرغم من تصريحات بايدن المؤكدة على عزمه البقاء في السباق، قائلاً: "أعتقد أنني الأفضل تأهيلاً للحكم، وأعتقد أنني الأفضل تأهيلاً للفوز"، إلا أن القلق يتزايد داخل أروقة الحزب الديمقراطي. نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول ديمقراطي مخضرم قوله: "الحملات السياسية يجب أن تلهم الناس وتمنحهم الأمل والتفاؤل. لكن للأسف، ما نراه الآن هو حالة من الخمول والقلق بين صفوف الناخبين والمتبرعين على حد سواء". وفي تطور لافت، كشفت الصحيفة عن وجود مجموعة أطلقت على نفسها اسم "الأصدقاء الخارقين" داخل الحزب الديمقراطي، تعتزم الضغط على البيت الأبيض لإقناع بايدن بالتنحي. وقال أحد أعضاء مجلس النواب الديمقراطي للصحيفة: "سنتعرض لهزيمة ساحقة إذا لم يتنح بايدن. نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة قبل فوات الأوان." تداعيات الأزمة تتجاوز مخاوف الديمقراطيين مجرد خسارة الانتخابات الرئاسية. فهناك قلق متزايد من أن ضعف أداء بايدن قد يؤثر سلبًا على السباقات الانتخابية الأخرى، مما قد يكلف الحزب مقاعد حاسمة في الكونجرس. يقول خبير في الشؤون السياسية الأمريكية: "ما نشهده الآن هو أكثر من مجرد أزمة مرشح. إنها أزمة ثقة في قيادة الحزب وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة في الوقت المناسب." مستقبل غامض وخيارات صعبة مع اقتراب موعد المؤتمر الوطني الديمقراطي، يجد الحزب نفسه في موقف لا يحسد عليه. فمن ناحية، هناك ضغوط هائلة من المتبرعين الكبار لاستبدال بايدن. ومن ناحية أخرى، فإن تغيير المرشح في هذه المرحلة المتأخرة قد يُنظر إليه على أنه علامة ضعف ويؤدي إلى اضطراب أكبر. يختتم محلل سياسي بارز قائلاً: "الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الحزب الديمقراطي والسياسة الأمريكية ككل. السؤال الآن هو: هل سيستجيب الحزب لضغوط المتبرعين، أم سيتمسك ببايدن مهما كانت العواقب؟ الإجابة على هذا السؤال قد تشكل مسار الديمقراطية الأمريكية لسنوات قادمة."
