لم تكن السباحة مجرد رياضة يمارسها الكثير من الأشحاص ولكنها كانت من أولى وصايا سيدنا عمر بن الخطاب حيث قال: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل»، فعندما جعلها أولوية فى أسلوب التربية السليمة لم يأتِ هذا من الهواء ولكن جاء بعد التأكد من أهمية هذه الرياضة للحالة النفسية والجسدية والعقلية أيضاً، ومساعدة السباحة لكبار السن ليست مجرد وسيلة لتحسين الصحة البدنية، بل هى أيضًا فرصة لتحسين الصحة النفسية والاجتماعية حيث تمنح الأفراد الكبار فى السن القدرة على الاستمتاع بحياة نشيطة ومفعمة بالحيوية.. الكابتن حمدى نور مدرب السباحة بنادى الزهور الرياضى لكبار السن أكد أن أول مرحلة فى تدريب السباحة لمن فى عمر التقاعد أو أصغر أو أكبر هى: تحديد المستوى فى السباحة سواء كان له تاريخ رياضى وتوقف لفترة أم تعتبر هذه أول مرة له فى هذا المجال، وبعد ذلك يتم تحديد الخطة المناسبة له ولحالته وهدفه الذى قرر التوجه للتدريب من أجله.. وأضاف: أن السباحة لها شقان.. أولاً الشق الصحى فهى تعالج خشونة الركبة وفقرات الرقبة.. والأغلبية تأتى للتدريب لتخفيف آلامها، وهذه الحالات يجب البدء معها بالعلاج المائى أولاً ثم تدريب السباحة، مضيفاً أن الشق الثانى هو الجزء النفسى فهى تساعد على إفراز هرمون السعادة فى الجسم، حيث تعمل على تخفيف القلق والتوتر بشكل كبير. أما الكابتن محمد حامد مدرب السباحة الخاص فقال عن تدريب كبار السن: إن الرياضة ليس لها عمر محدد وفى بداية التدريبات لابد من التأهيل النفسى للمتدرب وإقناعه بسهولة الأمر حتى يتقبل المدرب وتعليماته له وسرد الفوائد التى تعود عليه وعلى صحته من تعلم السباحة، مضيفا: أنه من أصعب الحالات التى تقابلنا فى النظريات هى حالات الرهبة من الماء وهى تقل تدريجياً بعد التعود عليها والاطمئنان والثقة فى المدرب، وأضاف «حامد»: أن السباحة لها تأثير كبير على الحالة النفسية، فهى تعمل على تغيير الحالة تماماً من الشد والتوتر إلى الاسترخاء والراحة وكسب حالة من المرح بالتعرف على المتدربين بينهم وبين بعضهم وتزيد من فرص خلق صداقاتٍ جديدة. أما عن الجزء العلاجى فالسباحة لكبار السن تعمل على تخفيف آلام الانزلاق الغضروفى وآلام المفاصل بالإضافة إلى التمرينات اللازمة له ولكل حالة تدريباتها الخاصة بالتعاون مع الطبيب المعالج له، ومن جانب آخر تساعد السباحة المتقاعدين عن العمل على الهروب من فكرة أنه أصبح بلا عمل وبدون أى مهام يومية فهى تحل محل العمل وتصبح من الروتين اليومى له كأنه عاد لعمله مرة أخرى.. وبعد ذلك لا يستطع الاستغناء عنها. أما الكابتن أحمد السيد مدرب السباحة فأكد أن تدريب كبار السن يساعدهم على الحركة فى الماء ويجدون نتيجته فى حركتهم خارج الماء، مضيفاً: أن المتدرب الذى لديه فكرة عن السباحة يكون التعامل معه أسهل بشكل ملحوظ عن المتدرب الذى يمارسها لأول مرة فى حياته.. وهذا النوع يتم وضع قيم فى البداية لتهيئته للتدريب مثل: تمارين التنفس والاسترخاء فى الماء. وأكد السيد أن الدافع وراء توجه بعض الأشخاص من كبار السن للسباحة هو فكرته عنها من قبل وأنها الحل الأمثل له، وأن الحالات الصحية التى تعانى من الروماتويد أو التهاب المفاصل لم تساعدهم السباحة على الشفاء التام ولكنها تعمل على تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل لكى يستطيع مقاومة الألم فهى أمراض مزمنة لا يمكن الشفاء منها. هنا تحدثنا إلى أحد الذين يحرصون على ممارسة السباحة وهو الدكتور خالد الكيلانى الذى أكد أن الدوافع له ولوالده للتدريب فى رياضة السباحة هى: أنها الرياضة الآمنة بالشكل الأمثل لكافة الأعمار، وأنه كان يتدرب فى طفولته وحتى سن ال15 عاماً ثم توقف عن التدريبات.. ومع مرور الوقت قرر العودة لها مرة أخرى لأهميتها البالغة فى الصحة بشكل عام وأنها تعمل على تحريك عضلات الجسم بشكل كامل. وأضاف الطبيب الصيدلى: أن السباحة تعمل على تطوير عملية التنفس، ولكن كان السبب الأساسى فى عودته للسباحة هو تقاعد والده عن العمل فكان الهدف هو إدخاله فى رياضة تساعده على التحرك وخاصة أنه يعانى من مشاكل صحية فى العمود الفقرى فكانت فكرة السباحة فكرة آمنة وناجحة تماماً له وتعطيه الثقة بأنه يستطيع القيام بمهام أخرى بديلة لعمله لأنها رياضة غير مؤذية. وعن تجربته مع السباحة بعد ال 60 قال الدكتور عبدالحكيم كيلانى أستاذ بجامعة أسيوط قسم الهيستزلوجى علم الأنسجة والتشريح: إنه كان يعانى من الديسك فى الظهر، وأن السباحة أفادته كثيراً فى تخفيف هذا الألم خلال عام كامل من التدريبات، بالإضافة إلى خسارته للوزن، وكان السبب وراء اختياره للسباحة هو ترشيحات الأطباء لتخفيف آلام العظام.. وأضاف عبدالحكيم: أن السباحة أتاحت له الفرصة لتكوين صداقات جديدة فى نطاق النادى كما سمحت له أيضاً باستغلال الوقت بعد التقاعد عن العمل، وجعلته لا يشعر بالملل اليومى الذى يحدث فى سن المعاش، مؤكداً أنه استفاد استفادة كبيرة صحياً ونفسياً وأصبحت من روتينه اليومى.