نحن ندرك ان التحديات كبيرة وعظيمة، وشاقة أمام كل الوزراء دون استثناء علينا الصبر والتفاؤل بالحكومة الجديدة، لست مع من يهاجمون من رحل، أو تحميلهم مسئولية أى فشل، فالظروف المحيطة والتحديات التى واجهت الحكومة السابقة ولازلنا نعانى من آثارها،كانت هائلة وادعى انها كانت مدمرة،مع نقص حاد فى العوائد والموارد والايرادات،فمن خرج من الوزراء قطعا كان ينشد النجاح والانجاز. وإذا كان لم يحالفه التوفيق، فله ايضا كل الشكر على مجهوده،ونثق فى اختيار الوزراء الجدد. قطعا أسعدنى كما أسعد كل مصرى ماتضمنه خطاب التكليف للوزارة وما طالب به الرئيس السيسى رئيس الوزراء والوزراء فى أول اجتماع لهم،بأن تكون الاولوية بتخفيف الاعباء فالناس»تعبانة»،أما التكليف الذى اجده أكثر ضرورة وأعتقد انه السبب فى «زعل» الناس من الوزارة السابقة وغضبهم عليها،هو عدم التواصل المباشر مع الرأى العام،وعندما يكلف الرئيس الحكومة بذلك يكون وضع يده على الداء،فالتواجد الميدانى للتعامل الصحيح مع المطالب ضرورة لحل المشاكل،طالب الرئيس بالتواصل مع الرأى العام،فأسوأ شيء ألا تستمع وتسد الاذن،وهو ماكان يفعله العديد من الوزراء الذين وضعوا انفسهم فى «ابراج» وتركوا أمر التواصل مع الجماهير للمستشار الإعلامى دون غيره،ليعلن ما ترغب ان تعلنه وفقط دون ان ينقل لها مايريده الناس أومشاكلهم،البيانات التى تصدر عنه خلقت فجوة، مع الأسف. جميل أن يعلن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء انه سيعقد المؤتمرات الصحفية اللازمة لشرح الأوضاع وتقديم الحقائق دون تزويق وفى الأوقات المناسبة التى لاتخلق الحيرة للناس، وهو مانتمنى ان يفعله كل وزير فى وزارته،الا يكتفى ببيانات المتحدث الرسمى ولكن ليعود للمؤتمرات الصحفية يدعو لها أى عدد من الصحفيين،للتفاعل مع الرأى العام وهو ما طلبه الرئيس من التواصل المباشر،فقد يستمع إلى فكرة جديدة أو حل لمشكلة أو طرح لأفكار،قد تساهم حتى ولو فى تحسين الصورة. نحن ندرك ان التحديات كبيرة وعظيمة، وشاقة أمام كل الوزراء دون استثناء خاصة وزراء الخدمات أو المجموعة الاقتصادية،التى عليها ان تخفف من المعاناة كما طالبها التكليف. وإذا كنا نطالب الحكومة بتخفيض مانعانى فيجب ان نشاركها الأمر فليست وحدها التى عليها الحلول،يجب أن نساعدها،وألا نثقل عليها وان نصبر إذا ماتطلب الأمر ذلك،شريطة ان تكون صادقة ودائما فيما تعلنه أو تقوله مباشرة للناس، وعلينا ان نساهم،وكم ربطنا الأحزمة على البطون وليس صحيحا ما يردده البعض من انه ليس هناك مايمكننا أن «نربطه»،لقد مررنا بأصعب مما نحن فيه،بل واقسى،فمن عاش من من هو فى جيلى مابعد الهزيمة فى سنة 1967المريرة،اتذكر كيف رفض الشعب الانكسار،وعقد العزم على استرداد الكرامة رغم صعوبة الأزمة،وضراوتها وتأثيرها المدمر علينا جميعا، لازلت اتذكر ابى وامى عليهما رحمة الله وهما يقدمان،ومثلهما الآلاف من أفراد الشعب البسطاء ، عن طيب خاطر وبلا أى ضغط اللهم الا واجبهم القومى تجاه بلدهما أغلى شيء ربط بينهما منذ تعارفا،وهو دبلتى الزواج، الرباط الذى جمعهما فى الحياة، للمجهود الحربى،نحن شعب يعشق الوطن لايقبل إلا الخير كل الخير له ونتمنى لبلدنا أن تتبوأ منزلتها العليا بين الأمم،ولحكومتنا الجديدة كل التوفيق والنجاح وان تحقق مانريده ونتمناه إن شاء الله.