بعد أن تشكلت الحكومة الجديدة وحلفت اليمين وبدأت مهام أعمالها رسميا.. بما يعطى قدرا من التفاؤل بدخول دماء جديدة شغلت عددا من الوزارات السيادية المهمة سواء على المستوى الخارجى مثل وزارة الخارجية أو الداخلى والذى يمس حياة المواطنين بشكل مباشر مثل وزارة المالية والتموين وغيرها.. والسؤال الذى يطرح نفسه: ترى ما التحديات التى تواجه الحكومة الجديدة وما أولوياتها؟.. وما الحلول المناسبة والمستقبلية للتصدى لها؟ فى رأيى أن أهم تحد يواجه الحكومة الجديدة هو استعادة «ثقة المواطن» الذى عاش فترة ليست بقصيرة يستمع إلى تصريحات واهية تبشره بأن القادم أفضل.. وأن الغد مشرق.. غير أنه كان يصطدم دائما بواقع مر أليم وتخبط من قبل المسئولين فى قراراتهم فلا يلمس أى تقدم أو تغيير أو تحسن فى مستوى معيشته على أرض الواقع.. إذن المواطن بحاجة ليس لتغيير السياسات فقط بل العمل على تحقيقها بحذافيرها بما يخدم الناس.. ويجب أن نعلم أن استعادة ثقة المواطن تأتى بإعلان الحكومة عن سياسات وبرامج شاملة واضحة ومدروسة ويتم تنفيذها وفق جدول زمنى محدد معد مسبقا.. وهناك تحد آخر لا يقل أهمية عن الأول.. وهو العمل على إيجاد حلول حقيقية للخروج من عنق الزجاجة وعبور الظروف الاقتصادية الصعبة فى محاولة اللحاق بركب التنمية الاقتصادية بمعناها الواسع فى مختلف المجالات الصناعية والتجارية من إنتاج وتصدير.. وإعادة مصر إلى تصنيفها المتقدم وفق مؤشرات المؤسسات الاقتصادية العالمية.. باختصار.. أمام الحكومة الجديدة أجندة سياسية واقتصادية واجتماعية ضخمة تتطلب العمل الجاد الدءوب.. فلنعطها الفرصة ونترك لها المجال ولا نتعجل فى الحكم عليها.. وإن شاء الله القادم أفضل.