مديحة عزب تحسين الظروف المعيشية للناس يجب أن يكون على رأس أولويات المكلفين الجدد سواء وزراء أم محافظين أعباء كثيرة تنتظر الحكومة الجديدة، وآمال كثيرة يعقدها الناس عليها وأعتقد أن أولى هذه الأمنيات وبعد الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعمل على بناء الإنسان واستعادة وعيه، هو ضبط الأسواق والسيطرة على الأسعار والتى جمحت للحدود القصوى وصارت فوق مستوى معظم الطبقات وليس فقط محدودى الدخل.. وأنا كمواطنة أضع هذا البند الذى يمس صميم الحياة اليومية للمواطن وبه يقاس فى المقام الأول رضا الناس عن الدولة وعن الحكومة.. أعترف بأن تحسين جودة الحياة للمواطن المصرى كان ولا يزال هو الشغل الشاغل للحكومات المتعاقبة خاصة فى عهد الرئيس السيسى، وأعترف بأن هناك تحديات كبيرة تواجه الحكومة الجديدة مثلما واجهت الحكومة السابقة، وفى هذا الصدد يمكن الإشارة إلى الأزمة الأوكرانية وانعكاسهاعلى الاقتصادات الناشئة والتى منها الاقتصاد المصرى، كذلك العدوان الإسرائيلى على غزة وما نتج عنه من شلل فى شرق المتوسط وصراع يتمركز فى جنوبالبحر الأحمر واشتباكات مسلحة بين العديد من الأطراف الدولية تسببت فى تعطيل الملاحة فى قناة السويس مما انعكس بشكل خارج عن إرادتنا تماما فى خفض معظم دخلنا القومى من القناة، وبالتالى خفض عائداتنا الدولارية بنسب قياسية وانعكس بدوره على تقييد وارداتنا الضرورية من غذاء ودواء وطاقة ولوازم إنتاج.. ويضاف إلى كل ذلك تقلبات أسعار الصرف وأسعار الطاقة وزيادة تكاليف الشحن والتأمين.. لا شك إطلاقا أن كل هذه العوامل كانت ولا تزال كفيلة برفع الأسعار فى جميع دول العالم وليس فى مصر فقط وبالتالى رفع معدلات التضخم لمستويات قياسية خاصة ونحن نستضيف قرابة العشرة ملايين لاجئ من مختلف الدول العربية فزادونا عذابا فوق العذاب، وقد تكاتفت علينا كل هذه الظروف الصعبة فى أوقات قصيرة متزامنة أحيانا ومتتابعة فى أحيان أخرى، وبالطبع نعترف بتفانى حكومة الدكتور مصطفى مدبولى السابقة فى بذل كل الجهد فى مواجهة التحديات الاقتصادية والتى تثقل كاهل أقوى الدول، وإذا كنا قد شكونا من رفع أسعار السلعة فإن هذا فى حد ذاته أرحم من عدم وجودها.. ولذلك أعود للتأكيد على أن أولى المهام الأساسية التى تواجه الحكومة الجديدة هى تخفيف الأعباء الاقتصادية التى تواجه المواطن المصرى ويدخل أيضا فى صميم هذه المسئولية المحافظون كل فى محافظته.. إن تحسين الظروف المعيشية للناس يجب أن يكون على رأس أولويات المكلفين الجدد سواء وزراء أم محافظين وأعتقد أن الحل لن يأتى من خلال إعادة تدوير السياسات والطرق التقليدية ولكن لابد أن يأتى الحل وكما يقال من خارج الصندوق.. ولعل المسئولين يعلمون أنه من رابع المستحيلات أن نبحث عن حلول للمشاكل من خلال تكرار نفس الأخطاء ثم ننتظر أن يأتى ذلك بنتائج جيدة.. نريد أن يشعر المواطن المصرى بأن هناك عوائد إيجابية للتغييرات الجديدة وضخ دماء وأفكار ورؤى جديدة وكفاه ما تحمله فى السنوات السابقة من دفع فواتير باهظة للإصلاح.. وبمعنى آخر فإذا كانت الحكومات السابقة معنية بأعباء الإصلاح فيجب أن تكون الحكومة الجديدة معنية بعملية الحصاد وقطف ثمار التنمية وتوزيعها توزيعا عادلا على جموع الشعب المصرى.. وتمتد أمنياتى أيضا لتحسين الخدمات المقدمة للمواطن من الجهاز الإدارى للدولة وتقليل التعقيدات الإدارية وحبذا لو استطعنا تنفيذ اقتراح فى منتهى الذكاء قدمه القارىء شريف عبد القادر محمد وهو تركيب كاميرات مراقبة فى كل مكان يتعامل فيه المواطن مباشرة مع موظف الدولة، فإن هذا كفيل بتحسين الخدمة المقدمة المواطن. وقديما قالوا فى الأمثال «وش جديد ورزق جديد».. كل الدعوات بالتوفيق والسداد للوزراء والمحافظين الجدد وكل الشكر والتقدير للذين أنهوا فترة تكليفهم.. ما قل ودل: لو عايز تعرف عيوبك قل لزوجتك على عيب واحد فيها وهى حترص لك كل عيوبك وعيوب اللى خلفوك.