غزة- وكالات الأنباء: قال مصدر كبير فى حركة حماس أمس لوكالة رويترز إن مقترح الاتفاق المعدل بين حماس وإسرائيل متفق عليه على أن تبدأ المحادثات لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، من بينهم الجنود والمدنيون، خلال 16 يومًا بعد المرحلة الأولى من الاتفاق. وذكر المصدر أن الاقتراح يضمن قيام الوسطاء بضمان اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية طالما استمرت المحادثات غير المباشرة لتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق. فى الأثناء، نقلت القناة ال13 الإسرائيلية عن مصادر أن المفاوضات لن تكون سهلة، وقد تستغرق من 3 إلى 5 أسابيع. ومن الممكن الإفراج عن بعض الأسرى فى غضون أسبوعين. وفى وقت سابق، بحثت حماس مع فصائل فلسطينية جهود وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وعقد صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل. وعلى مدار أشهر تحاول جهود وساطة تقودها مصر وقطر والولاياتالمتحدة إلى التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل يضمن تبادلًا للأسرى من الجانبين ووقفًا لإطلاق النار، يفضى لضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطينى. غير أن جهود الوساطة أُعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب. وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية فى 6 مايو الماضى على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه لا يلبى شروطها. فى الوقت نفسه، غادر رئيس الموساد دافيد برنياع مساء أمس الأول الدوحة عائدًا إلى تل أبيب بعد محادثات مع وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، بشأن المفاوضات. وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: «رئيس الموساد عاد من الدوحة بعد عقد جلسة أولى مع الوسطاء»، مضيفًا «تقرر إرسال وفد آخر الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات، علمًا بأنه لا تزال هناك فجوات بين الطرفين». وأبدى مسئولون فى الموساد تفاؤلهم للوسطاء فى شأن موافقة «الكابينيت» على الصفقة حسبما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية. وأورد موقع «واللا» الإلكترونى العبرى نقلًا عن مسئولين إسرائيليين اثنين لم يسمهما، أن برنياع توجه إلى الدوحة من أجل نقل رسالة للوسطاء مفادها أن إسرائيل ترفض طلب حركة «حماس» الحصول على التزام خطى من الولاياتالمتحدة ومصر وقطر يتضمن التفاوض فى المرحلة الثانية من الاتفاق بدون قيد زمنى. وأشارا إلى أن الخلاف بين الطرفين هو حول البند 14 فى المقترح الإسرائيلى، والذى يتعلق بمدة المفاوضات بين الطرفين فى المرحلة الثانية التى ستؤدى إلى هدوء مستدام فى غزة. وذكر مسئولون إسرائيليون، أنه «إذا تضمن الاتفاق التزامًا خطيًا من الوسطاء، فستكون حماس قادرة على تمديد المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق إلى أجل غير مسمى حتى بعد وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا بالمرحلة الأولى، وذلك من دون إطلاق سراح الجنود والرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا». فى سياق متصل، نقلت القناة 12 العبرية عن عضو مجلس الحرب السابق جادى آيزنكوت، قوله إن الاتفاق المطروح لإعادة الأسرى صعب جدًا لكن لا مفر منه. وداخليًا، أفاد استطلاع رأى للقناة ال12 العبرية بأن 67% من الإسرائيليين يرون الأولوية فى استعادة الأسرى مقابل 26% فى مواصلة الحرب. ميدانيًا، تواصل القصف الإسرائيلى على غزة فى اليوم ال274 من العدوان على القطاع. واستشهد 25 فلسطينيًا فجر أمس- بينهم صحفى وزوجته وطفلهما- نتيجة غارات إسرائيلية على مخيم النصيرات والبريج ودير البلح وسط غزة. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشرقية من حى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق طائرة مروحية للنار بشكل عشوائى. واستقبل مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح ومستشفى العودة فى مخيم النصيرات وسط القطاع عددًا من الجرحى، بينهم أطفال فى حالات حرجة. إنسانيًا قال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن تقديراته تفيد بوجود أكثر من 10 آلاف فلسطينى فى عداد المفقودين تحت الأنقاض فى غزة، ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم أو إبقائهم فى قبور لا تحمل أى علامات مميزة. وقالت وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر وصل منها إلى المستشفيات 29 شهيدًا و100 مصاب خلال 24 ساعة الماضية، وبذلك ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 38 ألفًا و98 شهيدًا و705 مصابين منذ 7 أكتوبر الماضى. وأفاد المكتب الإعلامى الحكومى بغزة بارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 158 صحفيًا منذ السابع من أكتوبر الماضى. وتظهر البيانات والإحصاءات -بحسب لجنة حماية الصحفيين التى تعمل على التحقيق فى جميع التقارير المتعلقة بمقتل وإصابة وفقدان الصحفيين والعاملين بمجال الإعلام- أن هذه الحرب أصبحت الأكثر دموية على الصحفيين منذ بدء عمل اللجنة عام 1992.