زراعة الأرض أمر سهل ولكن زراعة الأمل فى القلوب يحتاج لمجهود شاق وفى توشكى نجح المصريون فى زراعة الأرض وصناعة الأمل. خلال الأيام الماضية تعرفنا على ملحمة وطنية فى جنوب مصر وكشفت أرض توشكى عن مشروع عظيم يفتح الباب أمام تحقيق حلم نسعى إليه من سنين وهو توفير الأمن الغذائى للمصريين. رسالة طمأنة غاية فى الأهمية فى هذا التوقيت خاصة أن المشروع نجح فى زراعة 500 ألف فدان بالمحاصيل الاستراتيجية المختلفة وعلى رأسها القمح والذرة ومزرعة للتمور هى الأكبر على مستوى العالم إلى جانب المشروعات الصناعية القائمة على هذه المحاصيل لتحقيق طفرة فى التصنيع الغذائى. رؤية مساحات شاسعة من الأرض الخضراء تنضم إلى الرقعة الزراعية فى مصر أمر رائع ولكن الجانب الأجمل فى هذا المشروع الأربعة آلاف من شباب ورجال مصر الذين يعملون فى المشروع ونجحوا فى ترويض الصحراء وزراعة الأرض فى أصعب ظروف مناخية ودرجات حرارة شديدة. هؤلاء المهندسون والعمال ساروا على درب أجدادهم القدماء الذين صنعوا الحضارة المصرية القديمة القائمة على الزراعة وستكتب الأجيال القادمة عنهم بكل فخر كما نكتب اليوم عن أجدادنا القدماء. العمل العظيم الذى تم فى توشكى يؤكد أن ثقافة العمل جزء من شخصية الإنسان المصرى ورد بليغ وحقيقى موجود على أرض الواقع بعيدًا عن الكلام المرسل على الدعايات المغرضة والأفكار المغلوطة التى كانت توسم الشباب المصرى بأنه لا يحب العمل ويهرب من العمل الشاق حتى لو كان أكثر ربحًا وكانت هذه الدعايات المغرضة ممزوجة بمقارنات مع شعوب أخرى وترويج مثل هذه الأفكار المغلوطة والدعايات السلبية هو أسلوب أهل الشر للإيقاع بالشعب المصرى وهز ثقة المصريين بأنفسهم وخاصة الشباب مستخدمين فى ذلك وسائل التواصل الاجتماعى ومع التكرار تصبح عقيدة راسخة وهذا جزء من حروب الجيل الرابع التى تهدف إلى التدمير الذاتى للشعوب.