حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، من أن نقص الوقود يشكل خطرا "كارثيا" على النظام الصحي في قطاع غزة الذي أنهكته الحرب الإسرائيلية الدائرة منذ حوالى تسعة أشهر. وفي سياق متصل، كتب جيبريسوس على منصة "إكس" مساء الخميس، أن "نحو 90 ألف لتر من الوقود فقط دخلت غزة أول أمس الأربعاء". اقرأ أيضًا: الصحة العالمية: تسليم إمدادات طبية إلى شمال غزة للمرة الأولى منذ أسبوعين وقال مسئول الصحة العالمية، إن القطاع الصحي وحده يحتاج إلى 80 ألف لتر يوميا "وهذا يُضطر الأممالمتحدة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، وشركاؤها لاتخاذ خيارات مستحيلة". وفي الوقت الحالي، تُخصص كميات محدودة من الوقود "للمستشفيات الرئيسية في قطاع غزة" مثل مركز ناصر الطبي ومستشفى الأمل والمستشفى الميداني الكويتي بالإضافة إلى 21 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني. ويصر تيدروس، على الحاجة إلى الوقود "لتجنب وقف توفير الخدمات الصحية تماما". وقال مدير منظمة الصحة العالمية، إنه بعد خروج المستشفى الأوروبي في غزة عن الخدمة منذ 2 يوليو، فإن "توقف الخدمة في أي مستشفى آخر سيكون له وقع كارثي". وفي سياق مشابه، أفادت وكالة "وفا" الفلسطينية، صباح اليوم، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت بالضرب على شقيقين واعتقلت أحدهما، وذلك بعد مداهمة منزلهما في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وكشفت مصادر أمنية للوكالة الفلسطينية ذاتها، عن أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب شرف الدين رياض أبو رموز عقب الاعتداء عليه بالضرب، عقب مداهمة منزله وتفتيشه والعبث بمحتوياته في مدينة الخليل، كما اعتدت بالضرب على شقيقه أيوب، وسرقت مبلغ 40 ألف شيقل من داخل المنزل. وخلال مساء أمس الأربعاء، استشهد 9 فلسطينيون وأصيب آخرون، في غارات شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة. ووصلت جثامين 5 شهداء إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في مدينة غزة، إثر قصف طيران الاحتلال شقة سكنية في محيط مسجد السوسي. وانتشل مسعفون، جثامين 4 شهداء، من تحت أنقاض شقة سكنية في منطقة المشاهرة بحي التفاح شرق مدينة غزة، عقب قصفها بصاروخ من طيران الاحتلال، وجرى نقلهم إلى مستشفى "المعمداني". وفي وقت سابق، استشهد 3 أشخاص، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي المسيّر تجمعا للمواطنين في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة. كما تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال شهيدين، ونقل 7 إصابات، عقب استهداف طيران الاحتلال شقة سكنية لعائلة الزرد بالقرب من حي الدرج في مدينة غزة. وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 37953، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 87266، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من أكتوبر الماضي، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم. وخرج مستشفى غزة الأوروبي في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة عن الخدمة، بعد أن أضطرت طواقم المستشفى تفريغ الأجهزة الطبية والمعدات داخل المستشفى، وإخلائه من الجرحى والمرضى، وذلك بعد تهديدات الاحتلال الإسرائيلي و"أوامر الإخلاء" التي أصدرها للمواطنين في مناطق شرق المحافظة ومنطقة الفخاري التي يقام عليها المستشفى. وجرى نقل الأجهزة الطبية والمعدات إلى مجمع ناصر الطبي على بعد نحو ثمانية كيلومترات غرب خان يونس، والذي عاد إلى العمل جزئيا، رغم ما تعرض له من قصف وحصار واقتحام من قوات الاحتلال قبل أشهر. وبخروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة نتيجة لتهديدات الاحتلال، تزداد معاناة المواطنين في الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، حيث كان المستشفى يقدم خدمات صحية كبيرة في ظل خروج المستشفيات في جنوب قطاع غزة عن الخدمة أو عملها جزئيا. واستشهد نحو 500 كادر في القطاع الصحي، وأصيب المئات، واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 310 آخرين، ودمرت قوات الاحتلال 130 مركبة إسعاف، خلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ 9 أشهر. وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن حجم الإمدادات الطبية التي تدخل غزة غير كاف لاستدامة الاستجابة الصحية وأن جميع عمليات الإجلاء الطبي خارج غزة لا تزال متوقفة. ورغم تأكيدات المنظمات الأممية والحقوقية الدولية على أن استهداف المستشفيات والمنظومة الصحية هو مخالفة واضحة لمبادئ ومعايير القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة التي تكفل حماية خاصة للمستشفيات والمراكز الصحية وقت نشوب النزاعات المسلحة والحروب. وأشارت المنظمات الأممية، إلى أن استهداف المستشفيات بقطاع غزة يشكل جريمة ضد الإنسانية وترقى لجريمة حرب، إلا أن الاحتلال يواصل استهدافه للمستشفيات والبنية التحتية الصحية في قطاع غزة، ضاربا بعرض الحائط كل القوانين الدولية والإنسانية.