ونحن على أعتاب حكومة جديدة فرضت على المواطن المصري حوارا لا بديل له في كل بيت ومقهي وشارع وتطور الأمر إلى حوار وطني تتبادل فيه الأراء حول الحكومة الجديدة وماذا ينتظر المواطن منها خاصة وأن أحلامه انحصرت في حلم واحد هو الأستقرار في المعيشة والأسعار ومهما تعددت الأسباب لابد أن نسلم بأن المصري منذ أيام الفراعنة يتمتع بصفات تميزه حتي وإن ذهب إلى بلاد الواق الواق ! فهو يفهم في الطب ويشخص المرض ويصف لك الدواء ويفهم في النقاشة والكهرباء والطبخ والضمنة والشطرنج ويضع الريموت كونترول في كيس نايلون عشان ما يتغبرش ويتوقف عند الباب نصف ساعة بعد إنتهاء الزيارة والسلامات! ويفهم في السياسة وكما يقول ابن البلد الفصيح "هذه لعبتي". والحقيقة أن الماضي في حياة المواطن المصري أقصد الماضي القريب والذي عاشه بالطول وبالعرض، جعلت للسياسة عنده معني ومدلول أجبرته علي الحياة ضمن السياسة وبالتالي هو في المقام الأول لايريد إلا حكومة تعيش حلمه البسيط الذي يتلخص في الإستقرار في المعيشة والأسعار وهذا لن يتأتي إلا بمزيد من الرقابة والمواجهة دون مواربة لمعلومة حتي لو كانت بسيطة خاصة في القضايا التي تحتك احتكاكا مباشرا بأحوال المواطن المصري. وأعتقد أن ماراثون ارتفاع الأسعار بين التجار خاصة في السلع الاساسية كانت عيانا بيانا وأصبحت شغلنا الشاغل هنا يزيد التأكيد على أننا لا ننتظر تخفيضات وعروض بل رقابة حقيقية لمن تسول له نفسه العكننة علينا ليل نهار! التحديات كبيرة ولكن مواجهتها ليست علي الوزير المسئول أو الحكومة بل المسئولية على عاتق الجميع وفي المقام الأول أنا وأنت، بمعني أنه من يري منكم منكرا فليغيره ولو بلسانه وهذا أضعف الآيمان.