اندلعت اشتباكات عنيفة، صباح أمس، بمدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان، بين قوات الفرقة الخامسة مشاة (الهجانة) التابعة للجيش السودانى وقوات الدعم السريع. وأفادت وسائل إعلام، بسماع أصوات انفجارات ضخمة، بجانب إطلاق نار كثيف بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة. فيما قام طيران الجيش، بقصف تجمعات لقوات الدعم السريع بمدينة الأُبيّض. وتقع مدينة الأُبَيِّض وسط ولاية شمال كردفان فى السودان وتبعد حوالي 588 كيلو مترًا جنوب غرب العاصمة الخرطوم، وهى واحدة من أكبر مدن السودان وتشتهر بأكبر سوق للمحاصيل النقدية بالسودان، وبها أكبر بورصة للصمغ العربى فى العالم، وبها ملتقى طرق مهمة، ومركز تجارى وزراعى بارز، كما يمر عبرها خط أنابيب النفط الممتد من الجنوب نحو الشرق إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر. وبعد أن دخل الاقتتال الدامى فى السودان عامه الثانى الأسبوع الماضي، لا تتوقف التحذيرات من مخاطر الموت جوعًا.فقد أعلن برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة أمس، أن 90% ممن يواجهون مستويات الطوارئ من الجوع فى السودان محاصرون فى مناطق القتال الدائر. وأعرب البرنامج عن حاجته العاجلة إلى الوصول بشكل منتظم ودون عوائق إلى جميع المحتاجين بالسودان. جاء ذلك بعد أيام قليلة من تحذير المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمى سيندى ماكين، على هامش مؤتمر دولى فى باريس حول السودان، من أن الأزمة الغذائية التى يمر بها قد تكون «الأكبر من نوعها على الإطلاق». وقالت ماكين الأسبوع الماضي، إن الوضع فى السودان «شبه كارثي»، مضيفة: «هناك جوع، الكثير من الجوع». وكانت الأممالمتحدة أكدت أن نحو خمسة ملايين شخص مهددون بانعدام غذائى كارثى خلال الأشهر المقبلة، وهو أعلى مستوى فى التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، وقَدَّرت المسئولة الأممية أن الأزمة بالسودان قد تكون أكبر أزمة غذائية على الإطلاق.
