تتصاعد حدة الخلافات داخل إسرائيل على خلفية استمرار الاحتلال فى حربه على غزة، وهو ما أدى إلى تقاقم الانقسام ليطال قضايا سياسية آخرى من بينها الجيش والاستخبارات. وأفادت تقارير صحفية بأن وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير مُنع من حضور إحاطات استخباراتية بعد سلسلة من التسريبات لوثائق حساسة. اقرأ أيضاً | جانتس في أمريكا رغم أنف نتنياهو.. وبن غفير يمنع مساعدي رئيس الوزراء من حضور اجتماع وذكرت صحيفة «تليجراف» البريطانية، أن الوزير اليمينى المتطرف بن غفير متهم بخرق القواعد الأمنية ذاتها التى يقع على عاتقه حمايتها، وأن مجلس الأمن القومى الإسرائيلى قاطعه. ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتى إسرائيلى كبير أن «أكبر تهديد لإسرائيل من الداخل هو بن غفير. إنه يتصرف وفق قواعده الخاصة ويحاول تجاهل جميع من حوله، رغم أنه لا يملك أى خلفية فى قضايا الأمن القومى والدفاع. لقد بات يمثل عبئًا»، كما ينخرط بن غفير فى خلاف حاد بشأن دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وتشير مصادر مطلعة لصحيفة معاريف إلى أن مفوض الشرطة كوبى شبتاى لن يحاول معارضة موقف بن غفير الذى يطالب بمنع المصلين من دخل الأقصى. ويعتقد الجيش الإسرائيلى أن تقييد الدخول إلى الاقصى خلال هذه الفترة يمكن أن يؤدى إلى تصعيد، إلا أن الشرطة ووزارة الأمن القومى تصران على السماح بدخول عرب إسرائيل إلى الأقصى والذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا والأطفال دون سن 10 سنوات فقط. يأتى ذلك فيما كشفت القناة «14» الإسرائيلية، عن استقالات واسعة مؤخراً فى صفوف الجيش الإسرائيلي، على خلفية الحرب الدائرة فى قطاع غزة. وقالت القناة إن عدداً من كبار المسئولين فى وحدة المعلومات فى الجيش الإسرائيلى قدموا استقالاتهم، رغم استمرار الحرب. وأفادت القناة بأن «الكولونيل شلوميت ميلر بوتبول الذى يعتبر الرجل الثانى فى قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى بعد دانيال هاجاري، قدم استقالته أيضاً، بالإضافة إلى عدد كبير من الضباط المسئولين فى قسم المعلومات بالجيش». وأضافت أن «موران كاتز رئيسة دائرة الاتصالات فى وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى ستترك وظيفتها، بالإضافة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى لشؤون الإعلام الأجنبي، الجنرال ريتشارد هيشت. وفى دليل واضح على مدى عمق الخلافات التى تعصف بالمجتمع الإسرائيلي، تجدّدت المواجهات بين شرطة الاحتلال، ومتظاهرين من اليهود المتشددين «الحريديم»، خلال احتجاجهم، رفضاً لقانون التجنيد فى الجيش. وأفادت «القناة 12» الإسرائيلية، بأنّ المئات من «الحريديم» يتظاهرون ويغلقون الطريق السريع فى القدسالمحتلة، وهتفوا بعبارات مثل «نموت ولا نتجنّد»، وفقًا لما أفادت به صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، دعا إلى سن قانون جديد يلغى إعفاءات التجنيد والخدمة العسكرية التى يحظى بها اليهود المتشددون. ويشهد مجلس الحرب الإسرائيلى (الكابينت) انقسامات واسعة مع رئيس الحكومة بينامين نتنياهو حول إدارة الحرب وتفاصيل صفقة الهدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس. وكشف استطلاع للرأى أجرته القناة 13 العبرية، أن 53% من الإسرائيليين يرون أن البقاء فى السلطة هو الدافع وراء إطالة نتنياهو للحرب على غزة.