يراود آلاف الجرحى الفلسطينيين المصابين فى أحداث غزة الأمل للخروج من القطاع للعلاج فى مصر، فهم يصارعون الموت فى رحلة انتظار، باتت أطول مما تخيلوا، لتأمين تحويلهم للعلاج خارج قطاع غزة، بسبب القيود المشددة التى تفرضها إسرائيل على سفر الجرحى، وعدم القدرة على تحرك قوافل الإسعاف لنقل حالات الجرحى لتلقى العلاج فى مستشفيات مصر. وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فى إصابة نحو 60 ألف فلسطينى فى مختلف مناطق قطاع غزة، منهم 6 آلاف مصاب هم فى حاجة ملحة للسفر للعلاج خارج القطاع بشكل عاجل، وفق آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة. وقد تمكن 1329 جريحًا ومريضًا فلسطينيًا من السفر إلى خارج القطاع من أجل تلقى العلاج اللازم منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. وأكدت عبير الجمال، ناشطة فلسطينية، أن الجريح الفلسطيني، أبو شعبان، ينتظر منذ نحو الشهرين حصوله على الموافقة اللازمة من أجل السفر لخارج غزة وتلقى العلاج، موضحًا أن إصابته بسبب الحرب تزداد سوءًا يومًا بعد يوم وأن هناك مخاوف حقيقية على حياته. وأوضحت أنه أصيب بجروح بالغة فى العمود الفقرى وأنحاء متفرقة من جسده، فى قصف استهدف الحى السكنى الذى يقيم فيه بمخيم النصيرات وسط القطاع، فهو طريح الفراش ولا يتلقى العلاج اللازم. وأضافت أن مشاهد التوغل البرى لقوات الاحتلال الإسرائيلى شرق خان يونس، لها تأثير كبير على سكان المنطقة، خاصة الأطفال الذين أصابتهم نوبة من الصراخ والفزع من شدة العمليات التفجيرية التى تهز الأرض من تحت أرجلهم، حيث يقصف الطيران بعض المنازل فى نطاق المستشفى الميداني، والتى تهدمت على رءوس ساكنيها، مما أوقع عددًا من الضحايا، ما بين شهيد وجريح، ولم تتمكن فرق الإسعاف من الوصول إلى أماكن البيوت المدمرة إلا بشق الأنفس. وقدمت الشكر للقيادة السياسية فى مصر للسماح بإقامة أكبر مخيم إغاثى تحت إشراف فريق من الهلال الأحمر المصري، فى منطقة خان يونس لإقامة النازحين الفلسطينيين من مناطق شمال قطاع غزة، وحل أزمة التكدس التى تشهدها المنطقة منذ بداية الحرب. وقال أبو إياد: إن إسرائيل تضغط على النازحين وسكان المنطقة للنزوح إلى مناطق الجنوب فى رفح، فى الوقت الذى لم تتمكن فيه سيارات الإسعاف للوصول إلى الجرحى. وأكد أن محطات النزوح لا تنتهى فى قطاع غزة، وسيناريو التهجير يطارد الفلسطينيين من شمال ووسط غزة إلى جنوبها، تحت وطأة ضربات الطيران المتلاحقة التى تستهدف حتى أماكن الإيواء، لذا فإن الكل بات خائفا على أطفاله وأفراد أسرته، فهم رهن لعبة الموت التى تلاحقهم أما بعمليات القصف الإسرائيلى أو أمراض الشتاء. وأشار إلى أن النازحين فى جنوب ووسط قطاع غزة، يواجهون ظروفًا غير طبيعية بسبب تكدس الآلاف داخل المدارس، والتى تصل إلى عشرات أضعاف طاقتها، فى ظل وجود نقص فى المواد الغذائية، والمياه والأغطية فى ظل موجات برد الشتاء القارس. ويقول أبو طه: إنه يتحصل على المساعدات التى لا تكفى بالكاد وجبة واحدة، إلى جانب نقص الأدوية فى أماكن النزوح خاصة لكبار السن وكذلك نقص مياه الشرب، كما لا يجد السكان فى قطاع غزة أدنى مقومات الحياة الطبيعية بسبب ما آلت إليه أوضاع قطاع غزة التى باتت صعبة. وقال «إننا نبحث عن كل هذ الاحتياجات من خلال المساعدات التى يتم توزيعها عن طريق الأونروا، ولم نحصل إلا على القليل منها، فالأولوية إلى النازحين فى المدارس والمستشفيات التابعة للأونروا.