كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس مقالا تحدثت فيه عن أزمة الثقة فى إسرائيل بين بنيامين نتنياهو والجيش الإسرائيلي، وذلك بعد مرور 17 يوما منذ هجوم 7 أكتوبر الذى شنته حركة «حماس». وقالت الصحيفة إن «الحكومة تواجه اليوم صعوبة فى التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية». «فقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس صراحة أنه ينتظر موافقة المستوى السياسى على العمل البري، لكن الإدارة الأمريكية تضغط على إسرائيل لتأجيل الدخول البرى إلى قطاع غزة من أجل السماح بإحراز تقدم فى قضية المختطفين، فيما ترغب إسرائيل بفصل مسألة الدخول البرى عن مسألة المختطفين. وفى ظل هذه الظروف، من المشكوك فيه ما إذا كان هذا ممكنا».. وبعيدا عن الجدل حول التوقيت، نشأت أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلى وداخل الحكومة المصغرة والحكومة بشكل عام. وأضافت الصحيفة العبرية أنه قد مر 17 يوما على هجوم 7 أكتوبر.. وبالنسبة للعائلات التى يحتجز أبناؤها فى مكان ما فى غزة، فإن هذه فترة طويلة جدا. كذلك هى فترة طويلة حتى بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون الأوامر فى الوحدات العسكرية فى الشمال والجنوب، وبالنسبة للمجتمع الإسرائيلى ككل. واعتبرت الصحيفة أن الحلقة الضعيفة هى الحكومة. وبحسب شهادات مسئولين سياسيين وعسكريين، فإن الحكومة تواجه صعوبة فى التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال. وهذا الأسبوع، ادعى الوزراء مرة أخرى أن نتنياهو هو الذى يقف وراء تأخير الدخول البرى إلى غزة. ووصف وزير لم يجرؤ على ذكر اسمه نتنياهو بأنه «جبان». وقالت الصحيفة إن أحداث 7 أكتوبر خلقت أزمة ثقة، فنتنياهو غاضب من كبار مسئولى الجيش الإسرائيلي، الذين يتحملون المسئولية بتصوره لكل ما حدث وهو يتفاعل ببرود أعصاب مع الآراء والتقديرات التى يعبر عنها الجنرالات. والعلاقة المتوترة بين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت تجعل من الصعب جدا العمل.. وتصاعدت حدة التوترات بعد تسرب أخبار مفادها أن نتنياهو استخدم حق النقض (الفيتو) ضد عملية عسكرية فى الشمال. وفى تصريحات مختلفة، وعد نتنياهو وغالانت بمحو حماس من على وجه غزة، ولم يوضحا المعنى العملى لهذا الالتزام. وقالا: سنقوم بتفكيك البنية التنظيمية بأكملها التى هى فى عهد السنوار، ولكن كيف سيتم تحقيق هذا الهدف؟ هل هى فى مدينة غزة فقط أم تسيطر بشكل كامل على القطاع بأكمله؟ ومتى سيعرف الجيش الإسرائيلى والحكومة أن إسرائيل قد انتصرت بالفعل؟، وفقا للصحيفة.
