الاحتلال يكثف غاراته على غزة استعدادًا للهجوم البري

دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه السادس عشر فيما كثف الاحتلال غاراته على قطاع غزة الذى يخيم عليه شبح المجاعة ويعيش سكانه «كارثة إنسانية» مع استمرار التحذيرات الإسرائيلية لهم بالنزوح جنوبا.
وأعلنت حكومة حماس أمس استشهاد أكثر من 55 شخصا فى غزة جراء الغارات الإسرائيلية خلال الليل والتى أسفرت عن تدمير أكثر من 30 منزلا. وأعلنت وسائل إعلام فلسطينية، استشهاد 12 شخصا وإصابة آخرين جراء القصف الإسرائيلى لمقهى «ريو» فى شارع جلال وسط خان يونس والذى لجأ إليه عدد من النازحين بعد تدمير منازلهم.
وقال المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إن «جيش الاحتلال كثف غاراته على مناطق حيوية فى غزة، مثل المخابز والأسواق بهدف القتل ورفع عدد الضحايا». وبحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحماس استشهد 4385 فلسطينيا بينهم 1756 طفلا و967 امرأة منذ 7 أكتوبر.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري أمس أن قواته كثفت خلال الليلة قبل الماضية هجماتها فى غزة استعدادا للمرحلة التالية من الحرب فى إشارة للهجوم البرى المتوقع. وقال إنه تم اغتيال العشرات من أعضاء «حماس»، بينهم نائب قائد نظام إطلاق الصواريخ التابع للحركة.
من جهة أخرى، وصف برنامج الأغذية العالمى الوضع فى غزة بال «كارثي» بسبب نقص الغذاء والماء والكهرباء والوقود، ودعا إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات. وقالت سيندى ماكين، المديرة التنفيذية للبرنامج لشبكة «سي.إن.إن» الأمريكية، إن المجاعة متفشية فى القطاع، وأضافت أن «الملايين سيموتون جوعا حرفيا فى غزة».
من جانبه، كشف رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية ظافر ملحم عن أن إسرائيل هددت بقصف محطة توليد الكهرباء فى غزة حال تشغيلها، مشيرا إلى أن مصادر الطاقة فى قطاع غزة حاليا وصلت إلى مستوى صفر. وقال ملحم إن خسائر شبكة الكهرباء فى قطاع غزة تجاوزت 30 مليون دولار حتى اللحظة. وأضاف «على أبعد حد اليوم أو غدا، سيكون قطاع غزة خاليا من الوقود المخزن مسبقا» وهو ما يعنى كارثة إنسانية بسبب توقف الكهرباء التى تحتاجها المستشفيات.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة أمس إن المنظومة الصحية فقدت كل قدراتها العلاجية والوقود اللازم لتشغيلها، وأضاف أن المساعدات المحدودة التى دخلت القطاع غير كافية ولم تصل للمستشفيات.
جاء ذلك فى الوقت الذى قال فيه فلسطينيون إنهم تلقوا تحذيرا جديدا من جيش الاحتلال يأمر بالتحرك من شمال غزة إلى جنوبها. وأضاف التحذير أن من يظل فى مكانه قد يتم تحديد هويته على أنه متعاطف مع «منظمة إرهابية» فى إشارة إلى حماس». ووصل التحذير على منشورات وعليها شعار جيش الاحتلال منذ أمس الأول وعبر الهواتف المحمولة ورسائل صوتية فى أنحاء القطاع.
وفى الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة استشهاد رجلين فى ضربة جوية إسرائيلية على مسجد فى جنين. وزعمت إسرائيل أنها «قتلت إرهابيين من حركتى حماس والجهاد الإسلامي» فى الضربة الجوية على المسجد الذى ادعت أن مسلحى الحركة كانوا يستخدمونه كمركز قيادة للتخطيط والتنفيذ لهجمات وشيكة. وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى استشهاد رجل خلال توغل قوات الاحتلال فى مخيم عسكر شرق نابلس، كما استشهد آخر فى مواجهات مع القوات الإسرائيلية فى طوباس.