غداة إعلان انتصارها فى عملية عسكرية خاطفة شنّتها فى إقليم ناجورنو كاراباخ، عقدت أذربيجان مباحثات سلام بوساطة روسية مع الانفصاليين الأرمن الذين اتهموا باكو بانتهاك وقف إطلاق النار فى حين اتهمتها أرمينيا بارتكاب «تطهير عرقى». وأعلنت وسائل إعلام رسمية فى أذربيجان أمس انتهاء أول جولة محادثات بين السلطات والأرمن بشأن دمج إقليم ناجورنو كاراباخ الانفصالى. وقالت وسائل الإعلام إن المحادثات استمرت ساعتين فى مدينة يفلاخ الأذربيجانية لكنها لم تكشف أى تفاصيل بشأنها. اقرأ ايضاً| جوتيريش يعتزم زيارة فلسطين الشهر المقبل ومع انطلاق المحادثات، اتهم الانفصاليون الأرمن أذربيجان بانتهاك وقف إطلاق النار لكن وزارة الدفاع فى باكو سارعت إلى نفى هذه الاتهامات واعتبرتها «خاطئة كليا وتضليل إعلامى». وفى خطاب للأمة فى ذكرى الاستقلال، أقر رئيس الوزراء الأرمينى نيكول باشينيان الذى يواجه انتقادات شعبية على خلفية إدارته للأزمة أمس بصعوبة مسار السلام فى ناجورنو كاراباخ لكنه أكد ضرورة الخوض فيه. وأمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اتهمت أرمينياأذربيجان أمس بارتكاب «تطهير عرقي» و»جرائم ضد الإنسانية» فى ناجورنو كاراباخ بعد العملية العسكرية التى شنّتها قوات باكو أمس الأول وانتهت باستسلام الأرمن. وقال السفير الأرمينى أندرانيك هوفهانيسيان إن بلاده سبق لها أن حذرت من «تطهير عرقى يلوح فى الأفق» بالإقليم مشيرا إلى أنه «يجرى الآن». وأضاف «هذا ليس نزاعا فقط، بل جريمة ضد الإنسانية ويجب أن يتم التعامل معه بوصفه ذلك». وأوضح أن «المدنيين فى الإقليم محاصرون وليس لديهم وسيلة للإخلاء»، فى ظل إغلاق الطريق البرى الوحيد الذى يربط الإقليم ب أرمينيا. فى المقابل، أكدت ممثلة أذربيجان ديلارا عبداللييفا أمام المجلس أن بلادها «اضطرت إلى اتخاذ إجراءات محلية لمكافحة الإرهاب»، وأشارت إلى أنها «استهدفت فقط التشكيلات والتحصينات العسكرية غير القانونية». جاء ذلك قبل ساعات من جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولى دعت إليها فرنسا لبحث الأزمة فى الإقليم.وخلال اتصال هاتفى أمس، حض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين نظيره الأذربيجانى إلهام علييف على احترام أمن وحقوق الأرمن فى ناجورنو كاراباخ. وقال الكرملين إن علييف تقدم ب»اعتذار» لبوتين على مقتل جنود من قوات حفظ السلام الروسية بالرصاص خلال العملية العسكرية التى شنّتها باكو فى الإقليم، وأعرب علييف «عن تعازيه العميقة على الوفاة المأسوية لجنود الكتيبة الروسية»، متعهدا إجراء «تحقيق معمّق فى هذا الحادث ومعاقبة كل المسئولين عنه». وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس الأول مقتل عدد من عناصر قوات حفظ السلام جراء إطلاق نار استهدف السيارة التى كانوا يستقلونها دون تقديم تفاصيل إضافية.
