رغم ما نحن فيه من ظروف ضاغطة، فإننا لم نتوانَ عن الوقوف مع الأشقاء فى ليبيا والمغرب وتقديم العون والمساعدة سواء فيما يطلب منا أو بمبادرة أخوية إنسانية منا، أو من خلال دعمنا للمنظمات والهيئات الدولية مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، وغيرهما، هكذا هى مصر دوما فى السراء والضراء تقف مع الأشقاء والأصدقاء، للتخفيف من الآثار الكارثية للزلزال الذى ضرب مدينة مراكش المغربية بقسوة، والسيول التى اجتاحت بلا رحمة مدينة درنة الليبية الساحلية. وبجانب إعلان حالة الحداد الرسمى وتنكيس الأعلام، أعلنت مصر رفع حالة الطوارئ فى قواتها المسلحة واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسى بكبار القادة، وكلف رئيس هيئة الأركان بزيارة عاجلة وطارئة إلى ليبيا للاطلاع على الأوضاع عن كثب، والتعرف على احتياجات الأشقاء هناك للتعامل مع الأزمة والكارثة الإنسانية التى أودت بحياة آلاف من الليبيين والمصريين والأفارقة والمبانى، وتضاعفت الكارثة بآلاف الجثث التى قذفت بها السيول الجارفة فى مياه البحر المتوسط. وكما هى دوما قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للتعامل مع كل الأمور بما فيها الكوارث الطبيعية، فكان المشهد مهيبا ومفخرة مصرية وقوات مصر المسلحة تصطف للتوجه إلى الجارة والشقيقة ليبيا، وخلال ساعات كانت هناك وبتنسيق كامل مع الأخوة الليبيين، وكم كانت فرحة الشعب الليبى وهم يصطفون فى الطرقات مرحبين بالقوافل المصرية التى هبت لمساعدتهم وأعلام مصر ترفرف على المركبات. وفى لمح البصر افترشت الأرض الليبية بالمخيمات لإيواء المتضررين، وأقيمت الأفران والمطابخ لتلبية احتياجاتهم، ووجه الرئيس السيسى بتجهيز حاملة الطائرات الميسترال كمستشفى ميدانى فى الأراضى الليبية. ● وحاضنة لطلاب العلم من دول العالم. فى أوقات متقاربة ساقنى القدر للصلاة فى بعض مساجد القاهرة العامرة صلاة الجمعة، وصلاة الجنازة ، وصلاة العشاء، ففى مسجد الرحمن الرحيم المهيب بالعباسية أديت صلاة الجمعة، بين العشرات من أبناء العالم الإسلامى المبتعثين للدراسة فى مصر، وفى مسجد السلام بمدينة نصر كانت صلاة الجنازة على أحب بنات شقيقاتى بين العشرات من أبناء العالم الإسلامى وهم يصطحبون أسرهم وأطفالهم للصلاة بالمسجد، وفى مسجد الشيخ صالح الجعفرى بالدراسة يتكرر المشهد المفرح لتواجد العشرات من طلاب الأزهر بجانب المصريين من زوار ضريح الشيخ الجعفرى، أمنا طالب إندونيسى لصلاة العشاء، وأنت تستمتع بتجويده لآيات الذكر الحكيم تدرك أنه امتداد للمدارس المصرية لتجويد القرآن. هذا المسجد كما علمت من هذا الطالب يعد ملتقى مكملا لجامع الأزهر الشريف، إذ يفد إليه طلاب العلم الدارسون بجامعة الأزهر، ويأتى إليهم كبار علماء الأزهر فى حلقات الدرس بترتيب جيد لكل علوم الدين وتقام حلقات العلم فى جنبات المسجد، وتنظم فيه موائد لرواد المسجد يومين أسبوعيا فى قاعاته السفلية للرجال والنساء. ورحلت الصحفية بنت الأصول. فقد مؤسستنا الصحفية أخبار اليوم الكاتبة الصحفية عفاف يحيى رئيسة قسم التحقيقات الصحفية لعقدين من الزمان، وأشرفت بسخاء وبكرم وأمانة على المشروع الإنسانى (ليلة القدر) لثلاثة عقود، كانت خلالها مثالا نبيلا فى التعامل مع الجميع، وتخرج على يديها العشرات من الصحفيين والصحفيات المرموقين. رحم الله أستاذتنا وجعل مستقرها جنة الفردوس الأعلى.
