«الحمد لله الذى خلقنى ولم أكُ شيئا.. اللهم أعنِّى على هول الدنيا، وبوائق الدهر، ومصائب الليالى والأيام».. هكذا دعا النبى صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكة إلى المدينة. أيام خير وبركة، فى هجرة الرسول، عبرة وعظة، ورسالة صبر وتحمل وجهاد فى سبيل الحق لنشر دين الله وتحمل البلاء والمشقة، ناصره أصحابه وآمنوا به وتحملوا ليُظل الإسلامُ العالمَ بسماحته. فى ذكرى الهجرة دعوة لترك المعاصى والتمسك بتعاليم الدين والأخلاق وهجرة الرذائل والتحلى بمبادئ الدين الحنيف. نفحات عطرة ومعان متدفقة للتضحية وتجسيد لليقين والإخلاص والثقة بالله. علمت قريش بهجرة المسلمين فأرادت قتل النبى، وقرروا أن يشترك من كل قبيلة شاب ليتفرق دمه بين القبائل، ذهب المشركون إلى فراش النبى ليقتلوه فوجدوا علىَّ بن أبى طالب مكانه، جن جنونهم وخصصوا جائزة كبرى لمن يعثر على النبى، تحصَّن الرسول وصاحبه أبوبكر فى غار ثور، وكانت أسماء بنت أبى بكر تأتى لهما بالطعام، وعبد الله بن أبى بكر يأتى لهما بالأخبار، رحلة مليئة بالصعاب وصولا للمدينة، التى استقبله أهلها بالأناشيد والفرح. من أهم دروس الهجرة النبوية، اختيار الصديق.. صديقك من صدقك.. فكان أبو بكر الصديق مثالا بالمعنى الراقى للصداقة، وهب نفسه لمؤازرة صاحبه إيمانا وثقة فى دعوته، غامر بروحه وضحى بماله، مواقف أبى بكر تحمل رسائل إيمانية تعلى قدر الصداقة. كانت ثقة الرسول «صلى الله عليه وسلم» فى محلها، أحسن اختيار صديقه فكان على قدر الثقة وتحمل الأمانة. يا حبيبى يا رسول الله، نتقرب الى الله بحبك، فكن شفيعنا يا من تحملت وقاسيت من أجل نشر دين الله. فى ذكرى الهجرة النبوية الشريفة نستذكر خلق سيدنا محمد، فقد كان أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم، وكانت عظمة أخلاق الرسول ملهمة لمن حوله، وبعظمة أخلاقه ولين قلبه وطيب لسانه استطاع أن يؤلف القلوب ويجمع شتات النفوس. ذكرى عظيمة تجعلنا نتمسك بأخلاق الرسول الكريم ونبتعد عن كل ما يغضب الله ليكون رسولنا قدوة ونبراسًا. دروس الهجرة لا تحصى، اللهم اجعلها أياما مباركة بذكر حبيبك محمد «صلى الله عليه وسلم» وأكرم مصر وأهلها واجعلها رخاء آمنة مطمئنة.
