قناوي يكتب: حضور بارز لمهرجان البحر الأحمر في مهرجان كان السينمائي

تنطلق مساء اليوم الدورة السادسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، والذي يقام في الجنوب الفرنسي ويعد المهرجان السينمائي رقم واحد في العالم وأكبر وأهم تجمع لنشاط صناعة السينما على هذا الكوكب ، والمتابع لفعاليات المهرجان هذا العام والاختيارات الرسمية تشير وبشكل واضح الى حضور متنامي واضافي للسينما السعودية، ومهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي، ومؤسسة البحر الأحمر، وصندوق دعم الأفلام التابع للمهرجان والمؤسسة، وقد ظهر واضحا هذا الحضور من خلال الأفلام المشاركة في مسابقات المهرجان المختلفة والتي حصلت علي دعم من صندوق البحر الأحمر خلال العاميين االماضيين أولهما اختيار فيلم "جان دي باري"اخراج الفرنسية من اصول جزائرية ماوين وبطولة النجم الاميركي جوني ديب ومعه ماوين ايضا في دور البطولة، الفيلم فرنسي وأسهمت السعودية في تمويله عبر مهرجان البحر الأحمر واختياره لافتتاح الدورة له دلالات كبيرة، وسيكون له أثر كبير في تعميق حضورالتعاون السينمائي السعودي عالميا، كما أنه لها أن تفخر بأن فيلماً شاركت في تمويله افتتح مهرجان كان السينمائي الدولي.
ومن فيلم الافتتاح إلي المسابقة الرسمية للمهرجان تشارك المخرجة التونسية "كوثر بن هنية" بفيلم وثائقي درامي يحمل عنوان "بنات ألفة"، وهو الفيلم الذي حصل على دعم صندوق البحر الأحمر بالسعودية، ويقدم الفيلم قصة أم ل 4 بنات تختفي اثنين منهن في ظروف غامضة، لتكشف بعد ذلك الأم تفاصيل حول هذا الاختفاء، الفيلم يجمع عدد كبير من النجمات أبرزهن هند صبري، ونور القروي وإشراق مطر.
كما يشارك في المسابقة الرسمية فيلم "بانيل وأداما وهو من الأعمال السينمائية التي نالت دعم صندوق البحر الأحمر السينمائي، وتدور قصته بقرية في شمال السنغال، حول قصة شابين يواجهان لحظة حاسمة في حياتهما، بعدما يتم رفض زواجهما، من مجلس القرية، للتحول القصة الرومانسية إلى واقع حزين، ويركز الفيلم بشكل كبير على قصة "بانيل"، ومحاولتها إثبات نفسها وسط كل هذه الظروف التي تواجهها، الفيلم يعد العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة السنغالية راماتا تولاي سي، التي نجحت في المنافسة على السعفة الذهبية في كان هذا العام، ويعد محطة مهمة في مسيرة المخرجة السنغالية، الفيلم يشارك في بطولته كل من كادي ماني، و مامادو ديالو.
ومن المسابقة الرسمية إلي قسم "نظرة خاصة" أحد الأقسام المهمة في المهرجان نجد الفيلم المغربي الوثائقي "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير، الذي حصل أيضا ًعلى دعم صندوق وسوق البحر الأحمر السينمائي، ويحمل الفيلم رحلة المخرجة التي تغوص في تفاصيل طفولتها وزيارتها إلى القرية الصغيرة التي عاشت فيها والدتها، حيث سعت المخرجة المغربية أن تكشف عن المصير الذي كان ينتظرها في حال لم تغادرعائلتها هذه القرية، الفيلم يرصد كذلك تفاصيل كثيرة حول ما استمعت له البطلة من أحداث أو قصص أخبرتها بها عائلتها، لتبحث عن مدى صدق ما قيل لها، لتتعرف في النهاية عن العديد من الأسرار والحقائق، وفي قسم "نظرة ما" يشارك الفيلم المغربي "عصابات" الحاصل على دعم صندوق البحر الأحمر السينمائي، اخراج كمال لزرق، وتدورقصته حول الأبن والأب اللذان يقومان بعمليات إجرامية صغيرة في إحدى الضواحي بمدينة الدار البيضاء لصالح أحد رجال العصابات، لكنهما يقعان في جريمة بعدما يقومان باختطاف شخص لكنه يموت عن طريق الخطأ، ليسعى الثنائي للتخلص من الجثة وسط ظلام الليل الذي يطول عليهما وسط خوف وترقب، الفيلم من بطولة أيوب العيد وعبد اللطيف المنصوري.
وفي قسم "نظرة ما" ايضا يشارك فيلم "وداعا جوليا" العمل الأول للمخرج محمد كردفاني، صانعًا التاريخ للسينما السودانية بكونه أول فيلم سوداني يشارك في المهرجان المرموق، وياتي هذا الفيلم بدعم من صندوق البحر الأحمر، ويحمل رسالة للتصالح ما بين الانقسامات التي قد يواجهها أفراد المجتمع، حيث يقدم قصة امرأتين من شمال وجنود البلاد، أحدهما مطربة كانت سببا في وفاة زوج المرأة الثانية التي لا تعرف هذا السر، فتسعى الأولى لتعويض الثانية عن ما حدث من خلال توفير فرصة عمل لها، تساندها في تحسين ظروفها، وقد شارك في بطولة الفيلم عدد من النجوم منهم إيمان يوسف، سيران رياق، نزار جمعة، جير دواني.
لا يقتصر التواجد السعودي في مهرجان كان علي الافلام المشاركة في المسابقات المختلفة بل يتعداها إلي تواجد قوي في سوق الافلام ومنصات المهرجان وبرنامج "صُناع كان" وغيرها من الفعاليات المهمة ، فقبل أربعة سنوات فقط لم يكن للسينما السعودية أي تواجد في مهرجان كان أو غيره ولكن السعودية تستطيع الآن، بعد أن حققت قفزات كبيرة خلال الأربعة سنوات الأخيرة، منذ صدورقرارات الحكومة السعودية بتعزيز الصناعة السينمائية عبر كل البوّابات المتاحة مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي وصندوق البحر الأحمر ومؤسسة البحر الأحمر، وهيئة الأفلام ومركز اثراء وغيرها.