كنا نظن أن تقنيات الذكاء الاصطناعى المزعومة هذه ما هى إلا خيال وأحلام لن يتحقق على أرض الواقع، وإن حدث وتحقق ذلك لن يكون إلا بعد أعوام وأعوام. لكنها باتت حقيقة ملموسة الآن، وأصبح الذكاء الاصطناعى يشكل جزءا كبيرا فى حياتنا اليومية ، بل يهدد العديد من الصناعات المهمة، ومنها صناعة الإعلام بشكل عام والموسيقى بشكل خاص. فعلى مدار الأشهر القليلة الماضية تم صناعة أكثر من 14 مليون أغنية عن طريق الذكاء الاصطناعى، ليس على المستخدم سوى أن يدخل الى إحدى التطبيقات مثل boomy ويطلب أغنية أنت عمرى لأم كلثوم بصوت بريتنى سبيرز، أو أغنية لايدث بياف الفرنسية بصوت حمادة هلال. وقد انتشرت فى الأيام الأخيرة أغنية أسعد واحدة لإليسا بصوت أصالة ولاقت الأغنية نجاحا كبيرا، أيضا انتشرت أغنية كتر خيرى لشيرين عبد الوهاب بصوت إليسا وأصالة ولاقت الأغنية نجاحا كبيرا، حيث صممت الأغنية على أنها مشاركة فنية بين الثلاثى شيرين وإليسا وأصالة. الأمر وصل إلى حد إنتاج أغنية كاملة عن طريق الذكاء الاصطناعى تأليف موسيقى وكلمات وتوزيع موسيقى وأيضا استنساح لصوت المغنيين البريطانيين دريك وذا ويكند وهذا ما أثار غضب العديد من النقابات الموسيقية ضد الذكاء الاصطناعى، وطرح عدة تساؤلات مهمة. هل يدمر الذكاء الاصطناعى صناعة الموسيقى أم أنه سيدعم هذه الصناعة؟! أثار الشاعر أيمن بهجت قمر أول أمس الأمر، حيث نشر على صفحته قائلا: كنت أجلس مع أحد الأصدقاء أحدثه عن الذكاء الاصطناعى وأخبره أن يوما ما سيقوم أحد التطبيقات باستنساخ كلمات أغنياتى.. ضحك صديقى كثيرا وقال إن الأمر قائم وأصدر أمره للتطبيق بتأليف أغنية عن البحر بأسلوب أيمن بهجت قمر وبالفعل بعد لحظات تم كتابة أغنية عن البحر بأسلوب قريب من طريقة كتابتى. وأضاف الشاعر أن الصناعة الآن أمام تحد هائل. المتحدث باسم نقابة الموسيقيين د.محمد عبد الله يقول إن الذكاء الاصطناعى يتسرب للمهنة شيئا فشيئا لكن الأمر غير واضح حتى الآن، فلا نستطيع الحكم على هذه التجربة هل ستكون مفيدة لصناعة الموسيقى وتدفعها للأمام، أم أنها ستؤثر بالسلب عليها، ولهذا لا تستطيع النقابة التعامل مع الأمر الآن، وخاصة أنه لم يحدث ما يستدعى التحرك النقابى.. ويضيف، أعتقد أن التأثير الأكبر لن يكون على الموسيقيين، فلا غنى عنهم فى العملية الفنية، فإن كان الذكاء الاصطناعى يمكنه تقليد الأصوات عن طريق الترددات فلا يمكنه تقليد آلة الكامنجا مثلا.. وتطرق د.محمد الى الحفلات الموسيقية وقال إن كان الذكاء الاصطناعى يمكنه تقليد أصوات موسيقية الا انه تبقى الحفلات المباشرة وتفاعل المطرب مع الجمهور جزءا لا يتجزأ من الصناعة، وهذا بعيد للغاية عن الذكاء الاصطناعى وتقنياته المتقدمة. إقرأ أيضاً|كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأمراض الوراثية؟
