مشاعر متداخلة بين الفخر والوجع حيث تدمى القلوب وتتساقط الدموع مع نهاية كل حلقة من حلقات مسلسل «الكتيبة 101» واستعراض صور وأسماء أبنائنا الأبطال الشهداء والمصابين الذين منحونا الفخر بانتصاراتهم وتقديم أرواحهم فداء لنا جميعنا فى حربنا ضد الإرهاب .. فمن منا لا يعرف شهيدا من أقاربه أخا كان أو صديقا أو جارا أو والدا أو غيرهم من أطهر أبناء الوطن الذين ماتوا لنحيا ورغم قسوة تلك المشاهد التى نشاهدها والتى تقل كثيرا عن فظاعة ما حدث على أرض الواقع طبقا لما أكده الرئيس السيسى بنفسه بأن حجب الكثير من اللقطات الدامية عن الشعب رأفة به من قسوة ما سيشاهده. ورغم ما تتسبب فيه مسلسلات تصدى رجالنا للإرهابيين من إعادة فتح الجروح وانتزاع الآهات والدموع إلا أنها ضرورة حتى لا ننسى حجم التضحيات ويبقى الشهداء دائما فى ذاكرتنا فنتذكرهم بالدعاء ونصون ذويهم ونعى الدرس ولا نعود إلى هذا المصير مهما مرت بنا السنين وأن نروى هذه القصص والحكايات الخالدة لأبنائنا وأحفادنا وننقش أسماء هؤلاء الأبطال براقة ناصعة على جبين الوطن. امتداد لملحمة الاختيار نجح المسلسل فى أن يكون امتدادا للدراما الوطنية التى أصبحت أحد أهم اهتمامات المشاهد المصرى والعربى بخريطة دراما رمضان2023 كل عام بعد مسلسلات «الاختيار» بأجزائه الثلاثة و«هجمة مرتدة» و«العائدون» التى فتحت الشركة المتحدة الطريق لعودتها بعد سنوات من الغياب هرب فيها المنتجون من تقديم هذه النوعية من الأعمال بحجة ضعف التسويق وعدم إقبال الجمهور فشكرا لمن أدرك سبيل الوصول إلى وجدان الشعب المصرى وإشباع نهمه الشديد لتلقى جرعات فنية تشبع مزاجه وتنمى حالة الوعى وتوقظ الشعور الوطنى وروح الانتماء خاصة إذا رصد العمل الدرامى توثيقا لأحداث حقيقية كانت ومازالت جزءا من حياة كل منا بما يجعل تناولها فرضا إجباريا على صناع الفن المصري. السيناريو والحوار نجح المؤلف إياد صالح فى المزج بين خط المعارك العسكرية ضد التكفيريين من جهة وبين الحياة الاجتماعية بشخصيات أحادية وإذا كان ذلك معيبا دراميا فى الأعمال التقليدية فله فى الكتيبة 101 مبرر درامى لإبراز المفارقة بين الأبيض والأسود وخدمة الفكرة الأساسية للعمل بين معسكرى الخير والشر. اقرأ ايضاً| «جعفر العمدة» الحلقة 22.. محمد رمضان يتراجع عن المصالحة مع عائلة فتح الله ممثلون بدرجة جنود نجح المخرج محمد سلامة والشركة المنتجة فى اختيار الفنانين وتوظيفهم بشكل رائع فى فكان النجوم الذين جسدوا شخصياتهم بصدق وحب فوصل أداؤهم إلى القلوب والعقول فبدا الفنانون آسر ياسين وعمرو يوسف ومحمود عبد المغنى ومحمد رجب وأحمد صلاح حسنى وعمر زهران وباقى فريق التمثيل وكأنهم جنود وضباط فى مشروع حرب وليسوا ممثلين يجسدون أدوارا كتبت لهم بحرفية كما أبدع فتحى عبد الوهاب ووليد فواز وبهاء ثروت. أمهات الشهداء حرص النجوم والنجمات على شرف المشاركة فى العمل الذى يعد أحد الملاحم الوطنية مهما كانت مساحة الدور ولو بمشهد واحد فوجدنا نجمة بقيمة وتاريخ لبلبة زاهية أو «زوزو» والدة الرائد نور «عمرو يوسف» فجسدتها بامتياز فلم تفقد حالة المزج بين الأم المبهجة الحنونة والمتلهفة على ابنها بشغف رغم آلام المرض الذى يتصاغر أمام أمومتها كما أبدعت نهال عنبر والدة عمر ضابط المخابرات الحربية «آسر ياسين». وأيضا لبنى ونوس أم المجند الشهيد البطل لو بمشهد واحد.. وقدمت وفاء عامر ظهورا قويا لشخصية المرأة البدوية الوطنية تاركة أثرا كبيرا فصعدت بالشخصية لمكانة تستحق صدارة التيتر. وغيرهن من النماذج النسوية التى أراد المؤلف والمخرج من خلالهن تجسيد دور المرأة المصرية بمختلف مواقعها. الموسيقي تميز تيترالبداية والنهاية بالطابع الرسمى الذى تتشابه بعض نغماته مع موسيقى نشرات الأخبار والبرامج السياسية والعسكرية ليؤهل المشاهد نفسيا لاستقبال ومتابعة أحداث مهمة وعمل وثائقى وطنى فى قالب درامى كما جمعت الموسيقى التصويرية التى وضعها المتمكن خالد حماد بين الحماسة والشجن بتوظيف رائع يتناغم مع طبيعة كل مشهد. المعارك جاءت مشاهد المعارك التى قام بالإشراف على تنفيذها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بشكل ينقل الكثير من تفاصيل ما دار على أرض الواقع فتضمنت عمليات الجيش ضد التكفيريين والهجمات الغادرة التى تعرض لها أبطالنا فى كمين كرم القواديس وغيره على مدار حلقات العمل وخصوصا فى الحلقات ال16 وال17. التى سيطرت عليها مشاهد المعارك فى صورة أقرب للحرب الشاملة التى شنها التكفيريون على مدينة الشيخ زويد وكمائن الجيش المحيطة بها واستعادة القوات المسلحة للسيطرة على المدينة واحباط الهجوم والقضاء على العناصر المهاجمة مع الحرص على الابتعاد عن وجود قسوة مشاهد الأشلاء حتى للتكفيريين.