صادق مجلس الدوما الروسي، اليوم الأربعاء، على مشروع قانون قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتعليق مشاركة روسيا في معاهدة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية «ستارت». وجاء في المذكرة التفسيرية لنص مشروع القانون، إن «مشروع القانون ينص على أن تعلق روسيا الاتحادية المعاهدة المبرمة بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن التدابير الرامية إلى زيادة خفض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والحد منها، والموقعة في براغ بتاريخ 8 أبريل عام 2010». وسيدخل القانون حيز التنفيذ بعد نشر نص القانون بشكل رسمي، بحسب ما ذكر في نص الوثيقة، مشيرة إلى أن قرار استئناف مشاركة روسيا في المعاهدة سيتخذه الرئيس. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، أن بلاده تعلق مشاركتها في معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والحد منها "ستارت" الموقعة بين موسكو وواشنطن. وقال بوتين خلال خطابه أمام الجمعية الفيدرالية: "أنا مضطر لأن أعلن اليوم أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الإستراتيجية". وأضاف بوتين بالقول: "أكرر روسيا غير منسحبة من المعاهدة، لكنها تعلق مشاركتها، دول مثل فرنسا وبريطانيا سوف نأخذ في الاعتبار ترساناتهم الاستراتيجية، أي القدرة الهجومية المشتركة لتحالف (شمال الأطلسي)". وأشارت الخارجية الروسية إلى أن موسكو ستواصل الالتزام بالقيود المفروضة على الترسانة النووية، التي نصت عليها المعاهدة، على الرغم من تعليق عملها. وفي وقت لاحق، أعرب مجلس الأمن القومي الأمريكي عن استعداده للعودة إلى المفاوضات مع روسيا حول موضوع "ستارت". وقبل ثلاثين عامًا، تم التوقيع على معاهدة "ستارت" بين روسيا وأمريكا بشأن زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها في 3 يناير 1993 في موسكو وهي جزء لا يتجزأ من معاهدة "ستارت -2" التي تعتبر مذكرة تفاهم بشأن تسجيل الرؤوس الحربية والبيانات الخاصة بالقاذفات الثقيلة. وكان الشرط الرئيسي لمعاهدة "ستارت 2" هو التزام روسياوالولاياتالمتحدة بتخفيض عدد الرؤوس الحربية على منصات الإطلاق الاستراتيجية إلى مستوى 3-3.5 ألف وحدة. في الوقت نفسه، وفقًا للوثيقة لا يمكن للصواريخ الباليستية البحرية حمل أكثر من 1750 رأسًا حربيًا. ونهاية الشهر الماضي، أعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض روبرت أوبراين، أن الولاياتالمتحدة تتوقع العمل مع روسيا بشأن شروط تمديد معاهدة "ستارت-3" لمدة عام واحد، وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فإنها مستعدة لعقد صفقة التمديد. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أكد استعداد بلاده لمناقشة بناءة ومتكافئة مع الولاياتالمتحدة حول جميع المسائل، بما فيها الأمن الاستراتيجي وأمن المعلومات. واقترح بوتين سابقا تمديد معاهدة "ستارت-3" الحالية من دون أي شروط لمدة عام، كما أصدر تعليماته لوزير الخارجية، سيرغي لافروف، لصياغة موقف روسيا الاتحادية من معاهدة "ستارت-3"، وعرضه على الولاياتالمتحدة والحصول على إجابة واضحة منها في المستقبل القريب جدًا. وتتفاوض الولاياتالمتحدة مع روسيا الاتحادية، بشأن الاستقرار الاستراتيجي، على خلفية انتهاء مدة سريان معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت-3"، التي وقعها الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ودميتري مدفيديف، في 8 أبريل من عام 2010، في براغ، التي تظل المعاهدة الوحيدة النافذة بين روسياوالولاياتالمتحدة بشأن الحد من الأسلحة.