استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأربعاء، في شرم الشيخ، الرئيسة سامية حسن، رئيسة جمهورية تنزانياالمتحدة، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العالمية للمناخ COP27". صرح بذلك السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة أمس خلال تدشين المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر الخاص بشركة سكاتك النرويجية. وجاء في نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم فخامة السيد/ يوناس جار ستوره رئيس وزراء النرويج السيدات والسادة الحضور، بداية يسعدني ويشرفني مشاركة سيادتكم تدشين المرحلة الأولى من المشروع الأول لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك على هامش القمة العالمية للمناخ COP 27. وانتهز هذه الفرصة لأعرب عن خالص التقدير للسيد/ يوناس جار ستوره رئيس وزراء النرويج، وأن أشيد بالدور القيادي للنرويج في مواجهة تغير المناخ والتعامل مع آثاره، والذي يتضح في التزامها السياسي على أعلى مستوى بدعم عمل المناخ الدولي وتعزيز جهود التحول العادل نحو الاقتصاد الأخضر. ولعل خير دليل على ذلك هو اجتماعنا اليوم لافتتاح المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر وهو ما يمثل فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ، ولحشد التوافق الدولي على المستوى السياسي حول الموضوعات المختلفة التي يتم التفاوض حولها خلال مؤتمرات الأطراف. السيدات والسادة الحضور، من هذا المنطلق وفي ظل الاهتمام العالمي المتسارع بالطاقات المتجددة، وتحسين تقنيات توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، والتي تزامنت مع الاهتمام العالمي المتزايد بتغير المناخ وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، وفي إطار الاستفادة من ثروات مصر الطبيعية وبخاصة مصادر الطاقة المتجددة فقد تم في عام 2016 اعتماد استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة في مصر حتى عام 2035 والتي تتضمن تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لتصل نسبتها إلى حوالي 42% عام 2035، هذا وقد اتسقت استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة في مصر مع استراتيجية التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030) والاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 والأهداف الأممية ال 17 للتنمية المستدامة. ويعد المشروع العملاق لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من أهم المواقع الجغرافية على مستوى العالم حيث سيمكننا من تصدير الهيدروجين الأخضر بسهولة إلى أوروبا ومختلف القارات الأخرى. السيدات والسادة الحضور، لقد اتخذت مصر العديد من الإجراءات لتعزيز الاستفادة من الإمكانيات الهائلة من الطاقات المتجددة التي تمتلكها مصر وذلك من خلال تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال إنشاء وتملك وتشغيل محطات إنتاج وبيع الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما تحرص الدولة المصرية على تذليل أية عقبات معوقة لتلك الاستثمارات ووضع خارطة طريق لزيادة نسبة تلك الاستثمارات خلال السنوات المقبلة. وقد أصبح للقطاع الخاص ثقة كبيرة في مناخ الاستثمار في مصر، ويكفى أن أقول لكم أن هناك العديد من المشروعات جاري تنفيذها في مجال إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهو ما يؤكد قدرة الطاقة المتجددة على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ويؤكد دور المؤسسات الوطنية في خلق مناخ استثماري يتمتع بمخاطر منخفضة وتفاعل إيجابي مع مؤسسات التمويل وشركاء التنمية. ومما لا شك فيه أن الربط الكهربائي وتجارة الطاقة يلعبان دورا هاما في تعزيز أمن الطاقة. لذلك تشارك مصر بفاعلية كبيرة في جميع مشاريع الربط الكهربائي الإقليمي وأسواق الكهرباء، كما أنه جاري العمل على مشروع خط الربط الكهربائي بين مصر واليونان حيث ستكون مصر جسرا للطاقة بين أفريقيا وأوروبا. ومن الجدير بالذكر أن الربط الكهربائي بين قارة أفريقيا وأوروبا سوف يعمل على استيعاب الطاقات الكهربائية الضخمة التي سيتم إنتاجها من مصادر الطاقات المتجددة في أفريقيا. وتحرص مصر على دعم جهود الدول الأفريقية للنفاذ للطاقة النظيفة من المصادر المتجددة خاصة في ظل ما تتمتع به الكثير من الدول الأفريقية من العديد من مصادر الطاقة المتجددة غير المستغلة، ومن المنتظر أن تكون مصر أحد المحاور الأساسية لنقل الطاقة الكهربائية النظيفة إلى أوروبا. السيدات والسادة الحضور، كل تلك الجهود توضح سعى مصر منذ وقت مبكر باتخاذ خطوات فعالة في سبيل التحول إلى نموذج تنموي مستدام يتسق مع جهود الحفاظ على البيئة ومواجهة تغير المناخ، ليس فقط إيمانا منها بحق أبنائها وأجيالها القائمة في مستقبل أفضل، وإنما أيضاً لوعيها بما يمثله التحول الأخضر من فرصة واعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية في العديد من القطاعات الحيوية. وفي ختام كلمتي أجدد الشكر لكم، وأود التأكيد على أن مصر لن تدخر جهداً في سبيل تشجيع الاستثمار في مشروعات الطاقة الخضراء والوقود الأخضر لما يمثله التحول الأخضر من فرصة واعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية في مصر، كما نثمن كافة الجهود من أجل نجاح قمة المناخ العالمية COP 27 في الخروج بتوصيات ناجحة قادرة على إظهار وحدة المجتمع الدولي ضد تهديد وجودي لا يمكننا التغلب عليه إلا من خلال العمل الجماعي والتنفيذ الفعال. وشكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،