قامت وحدات المدفعية الروسية بإسقاط مروحية أوكرانية، اليوم الخميس 27 اكتوبر، من طراز "مي-8" بالقرب من قرية "نوفوترويتسكويه" بمنطقة زابوروجيه. وأعلنت عن ذلك وزارة الدفاع الروسية، في إطار تقريرها اليومي عن التقدم المحرز، حيث تلا البيان المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إيجور كوناشينكوف، الذي تابع بأن القوات المسلحة الروسية تُواصل عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا. اقرأ أيضًا: أوكرانيا تنفي نيتها استخدام «قنبلة قذرة».. وزيلينسكي يؤكد صمود قواته حيث تمكنت من خلال الضربات عالية الدقة من قصف 4 مواقع قيادة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق قرى "ستيبوفايا نوفوسيلوفكويه" بمنطقة خاركوف، و"كولوديزي" بجمهورية دونيتسك الشعبية، و"تريفونوفكا" و"أندرييفكا" بمنطقة خيرسون، وكذلك 62 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النيران ونقاط تمركز للأفراد والمعدات العسكرية في 186 مقاطعة أوكرانية. وقد هاجم العدو بقوات تصل إلى مجموعتين تكتيكيتين معززة بالمرتزقة مواقع الوحدات الروسية على محور كوبيانسك في اتجاه قريتي "نيكولايفكا" و"أورليانكا" بمنطقة خاركوف، وتم صد جميع الهجمات، وتصفية ما يصل إلى 60 من العسكريين والمسلحين الأوكرانيين ودبابة و6 مدرعات و3 شاحنات صغيرة. وعلى محور كراسنوليمانسكي، حاولت كتيبة تكتيكية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية شن هجوم في اتجاه قرية تشيرفونوبوبوفا بجمهورية لوجانسك الشعبية، وتم صد وحدات العدو المتقدمة من خلال الإجراءات الفعالة لوحدات القوات الروسية، ونتيجة لأضرار الحرائق، تم تحييد أكثر من 120 جنديًا أوكرانيا وتدمير 3 دبابات و4 مدرعات، و4 شاحنات صغيرة. على محول نيكولاييف-كريفوي روج، هاجمت مجموعتان تكتيكيتان معززتان من القوات المسلحة الأوكرانية مواقع القوات الروسية في اتجاه قرى "مالايا ألكسندروفكا" بمنطقة خيرسون، و"تيرنوفيي بودي" بمنطقة نيكولاييف. ونتيجة للهزيمة بالنيران تم إحباط هجوم العدو، ودفع وحدات القوات المسلحة الأوكرانية إلى خطوطها الأصلية، وتحييد أكثر من 60 جنديا و6 مدرعات و7 مركبات. كذلك فقد أصابت ضربات الطيران العملياتي والتكتيكي والقوات الصاروخية والمدفعية، بالقرب من مدينة "بافلوجراد" بمنطقة دنيبروبيتروفسك، مؤسسة دفاعية أوكرانية لإنتاج وقود الصواريخ الصلب والمتفجرات والبارود للقوات المسلحة الأوكرانية. وخلال ال 24 ساعة الماضية تم تدمير 4 طائرات مسيرة بواسطة الدفاع الجوي في منطقة خيرسون وجمهورية دونيتسك الشعبية، وإسقاط 6 قذائف من راجمات الصواريخ "هيمارس" الأمريكية. وإجمالًا، ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تم تدمير ما يلي: 326 طائرة، و163 مروحية، و2353 طائرة بدون طيار، و383 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و6104 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و876 راجمة صواريخ متعددة، و3531 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و6805 مركبات عسكرية خاصة. وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم. واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين. وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين. وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق". ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة". وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه. وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة. ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا". إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض. وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة". وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو". وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف. وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت. وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية. وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير ل"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي. إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت". لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقيةوأوكرانيا أيضًا. ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.