الحكومة تقرر مد فترة التصالح في مخالفات البناء 6 أشهر    هاني الجفري: بريكس تواصل جهودها لتنفيذ استراتيجياتها لتقليص هيمنة الدولار    مسيرات للاحتلال تستهدف خزانات المياه بمستشفى كمال عدوان    دون صلاح..القائمة النهائية لجائزة أفضل لاعب إفريقي عن موسم 2023/24    "البيتزا اتحرقت".. حريق داخل مطعم بفيصل    بالأحمر الناري ... درة تخطف الأنظار في حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي    وقولوا للناس حسناً.. خالد الجندي يوضح أهمية الكلمة الطيبة في الحياة اليومية    الشيخ خالد الجندي: زيارة قبر الرسول تعزيزًا للإيمان وتجديد الولاء له    بروتوكول تعاون بين جامعة حلوان و"الصحفيين" لتقديم الخدمات الصحية لأعضاء النقابة    بنك مصر يرفع الفائدة على الودائع والحسابات الدولارية    أول ظهور لمحمود شاهين وزوجته بعد زفافهما في افتتاح الجونة السينمائي    بندوة علمية.. دار الكتب تحتفل بذكرى نصر أكتوبر    تشكيل روما الرسمي لمواجهة دينامو كييف في الدوري الأوروبي    شريف فتحي يؤكد عمق العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا في مجال السياحة    السجن 6 سنوات لمتهم يتاجر في الترامادول    غادة عبدالرحيم تشارك في الجلسة الختامية لمؤتمر السكان والصحة والتنمية    الجريدة الرسمية تنشر قرار إنشاء صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية    جوائز كاف - ثنائي الأهلي وزيزو يتنافسون على جائزة أفضل لاعب داخل القارة 2024    نهائي السوبر المصري.. محمد عبدالمنعم يوجه رسالة للاعبي الأهلي قبل مواجهة الزمالك    "حياة كريمة" تحذر من إعلانات ترويجية لمسابقات وجوائز نقدية خاصة بها    تعرف علي توصيات المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية    القبض علي منتحل صفة ضابط شرطة للنصب علي المواطنين بأوسيم    انقلاب سيارة نقل "تريلا" بطريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي    مدبولي يستقبل الشوربجي: نحرص على تذليل التحديات أمام المؤسسات الصحفية    نحو شمولية أكاديمية، أسبوع دمج ذوي الإعاقة في جامعة عين شمس    عارضة أزياء تتهم دونالد ترامب بالاعتداء عليها جنسيا    وزير الخارجية الأمريكي: ناقشت مع نظيري القطري إعادة الإعمار بقطاع غزة    عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل برغم القانون ل إيمان العاصى الليلة على on    الاحتلال يشن غارة على موقع علمات جبيل جنوب لبنان    رئيس جامعة الأزهر يتفقد الإسكان الطلابي بدمياط    تقدم 3670 مشاركا للمنافسات المؤهلة لمسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم    البابا تواضروس يستقبل وزيري الثقافة والأوقاف.. تفاصيل التعاون المقبل    وزير الأوقاف: مصر تهتم بالمرأة في شتى مناحي الحياة    بث مباشر.. انطلاق الحفل الختامي للمؤتمر العالمي للسكان    مرسال عضو التحالف الوطني: 187 ألف حالة مسجلة على قوائمنا من الفئات الأولى بالرعاية خلال 10 سنوات    رئيس هيئة الدواء: مصر تطوي صفحة النواقص ومخزون وطني لتأمين أدوية الضغط    مولر عن خسارة البايرن برباعية ضد برشلونة: افتقدنا للثقة    انتهاء التوقيت الصيفي.. موعد وطريقة تغيير الساعة في مصر 2024    بوتافوجو يقسو على بينارول بخماسية ... اتلتيكو مينيرو يضع قدما بنهائي كوبا ليبرتادوريس بفوزه على ريفر بليت بثلاثية نظيفة    هالاند يسجل أغرب هدف قد تشاهده فى تاريخ دوري أبطال أوروبا    الابن العاق بالشرقية.. حرق مخزن والده لطرده من المنزل    "إيتيدا" و"القومى للاتصالات" يختتمان برنامج التدريب الصيفى 2024 لتأهيل الطلاب    الضربة الإسرائيلية لإيران.. أستاذ علوم سياسية تتوقع سيناريوهات المواجهة    توقعات برج الجوزاء في الأسبوع الأخير من أكتوبر 2024.. تجنب الأفكار السلبية وتقبل النصائح    المشدد 5 سنوات لعاطلين شرعا في قتل سائق "توك توك" وسرقته بالمطرية    ضبط عامل بالفيوم لقيامه بإدارة ورشة لتصنيع الألعاب النارية والإتجار فيها    الرئيس الصيني: سنعمل على انضمام دول أكثر من الجنوب العالمي ل«بريكس»    جامعة بني سويف تحتل المرتبة 11 محليًّا و1081 عالميًّا بتصنيف ليدن المفتوح    لمياء زايد: كنت أحلم بدخول دار الأوبرا.. فأصبحت رئيسة لها    اليوم.. افتتاح الدورة السابعة من مهرجان الجونة بحضور نجوم الفن    الطقس اليوم.. استمرار الرياح على البلاد وأمطار تضرب هذه المناطق بعد ساعات    سيميوني: ركلة جزاء غير صحيحة منحت ليل الفوز على أتلتيكو    عباس صابر يبحث مع رئيس بتروجت مطالب العاملين بالشركة    سول تصف قوات كوريا الشمالية في روسيا بالمرتزقة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج دفعات جديدة في المعاهد الصحية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024 في المنيا    بدائل الشبكة الذهب للمقبلين على الزواج.. خيارات مشروعة لتيسير الزواج    أول إجراء من الزمالك ضد مؤسسات إعلامية بسبب أزمة الإمارات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد تدخل لفض مشاجرة فألقوا على وجهه ماء النار


حبيبة ‬جمال
‬ماء ‬النار ‬تلك ‬المادة ‬الحارقة ‬التي ‬تذيب ‬المعادن، ‬صارت ‬سلاحًا ‬يستخدمه ‬الخارجون ‬على ‬القانون ‬كوسيلة ‬للانتقام؛ ‬بسكبها ‬على ‬الضحايا ‬والأبرياء ‬خلال ‬المشاجرات ‬أو ‬حتى ‬بالتهديد ‬باستخدامها ‬لترويع ‬الضحية، ‬ولما ‬لا ‬وهي ‬سائل ‬سهل ‬شراؤها ‬من ‬المحال ‬التجارية ‬التي ‬تبيع ‬البويات ‬وأدوات ‬البناء ‬المختلفة ‬ولا ‬يخلو ‬شارع ‬أو ‬حارة ‬من ‬محل ‬يبيع ‬مثل ‬هذه ‬الأشياء، ‬بجنيهات ‬قليلة؛ ‬الأمر ‬الذي ‬يتطلب ‬معه ‬سرعة ‬سن ‬قوانين ‬تحظر ‬منع ‬الحصول ‬على ‬تلك ‬المواد ‬الخطرة ‬دون ‬تراخيص، ‬ووضع ‬عقوبة ‬رادعة ‬لاستخدام ‬‮«‬ماء ‬النار‮»‬ ‬فى ‬غير ‬أغراضه، ‬وكما ‬في ‬الحالة ‬التي ‬بين ‬أيدينا ‬هذه ‬وكان ‬الضحية ‬شاب ‬لا ‬ناقة ‬له ‬ولاجمل ‬في ‬المشاجرة ‬التي ‬وقعت ‬في ‬شارعه ‬إلا ‬أن ‬تدخل ‬لتهدئة ‬الأمور؛ ‬فناله ‬ما ‬ناله ‬من ‬تشويه ‬وجهه ‬وضياع ‬عينه، ‬وإلى ‬تفاصيل ‬المأساة.‬
عرف ‬الشقاء ‬منذ ‬صغره، ‬اعتاد ‬أن ‬يساعد ‬أسرته ‬البسيطة، ‬فهو ‬عائلهم ‬الوحيد ‬بعد ‬مرض ‬والده، ‬ذات ‬يوم ‬حلم ‬بغد ‬أفضل، ‬لكن ‬ذلك ‬الغد ‬أصبح ‬مجهولا ‬ومظلمًا، ‬وأصبح ‬ليله ‬كنهاره، ‬بعدما ‬حرم ‬من ‬نعمة ‬البصر ‬وبهجة ‬الحياة ‬على ‬يد ‬من ‬لا ‬يستحق ‬الحياة، ‬على ‬يد ‬شخص ‬ملأ ‬الحقد ‬والكره ‬قلبه، ‬وطغى ‬الانتقام ‬عليه، ‬فأفقده ‬بصره ‬وشوه ‬وجهه ‬دون ‬أي ‬ذنب ‬اقترفه ‬سوى ‬شهامته ‬ورجولته ‬ودفاعه ‬عن ‬شخص ‬ضعيف ‬إذا ‬كنا ‬سنعتبر ‬ذلك ‬ذنبًا ‬يستحق ‬عليه ‬العقاب. ‬
محمد ‬عبدالله، ‬هو ‬بطل ‬القصة، ‬شاب ‬يبلغ ‬من ‬العمر ‬‮18‬ ‬عامًا، ‬يعيش ‬مع ‬أسرته ‬الصغيرة ‬المكونة ‬من ‬أب ‬وأم ‬وشقيقين ‬داخل ‬بيت ‬بسيط ‬بمنطقة ‬بشتيل، ‬بمحافظة ‬الجيزة، ‬بيت ‬تملؤه ‬الطيبة ‬والمودة، ‬هو ‬الابن ‬الكبير ‬لتلك ‬الأسرة، ‬منذ ‬أن ‬فتح ‬عينه ‬على ‬الدنيا، ‬وهو ‬يعرف ‬معنى ‬الشقاء، ‬لم ‬يكن ‬كغيره ‬من ‬الأطفال ‬الذين ‬يحبون ‬اللعب ‬واللهو، ‬وإنما ‬قرر ‬محمد ‬أن ‬يرتدي ‬عباءة ‬المسئولية ‬منذ ‬صغره، ‬والخروج ‬للعمل ‬لمساعدة ‬والده، ‬فعمل ‬مع ‬خاله ‬في ‬ورشة ‬الميكانيكا، ‬محبوب ‬من ‬الجميع، ‬يتميز ‬بالطيبة، ‬رباه ‬والده ‬على ‬الشهامة ‬والرجولة ‬وحب ‬الخير، ‬لم ‬يعلم ‬محمد ‬أنهما ‬سيكونان ‬سببا ‬في ‬فقدان ‬بصره ‬وتشويه ‬جسده ‬وهو ‬في ‬ريعان ‬شبابه.‬
مشاجرة
منذ ‬أكثر ‬من ‬عشرة ‬أشهر، ‬حدثت ‬مشاجرة ‬بين ‬اثنين ‬من ‬جيران ‬محمد، ‬ونتيجة ‬ما ‬تربى ‬عليه ‬لم ‬يتردد ‬في ‬النزول ‬من ‬بيته ‬لفض ‬تلك ‬المشاجرة ‬وإنهاء ‬الخلافات ‬بين ‬الطرفين، ‬بذل ‬مجهودًا ‬كبيرا ‬لإنهاء ‬تلك ‬المشكلة ‬لكنه ‬فشل ‬في ‬ذلك، ‬فكان ‬أحد ‬الطرفين ‬والذي ‬يدعى ‬أحمد، ‬يحمل ‬سلاحا ‬أبيض ‬ويعتدي ‬بالضرب ‬على ‬الطرف ‬الثاني، ‬وفي ‬محاولة ‬من ‬محمد ‬لأخذها ‬منه ‬أصاب ‬أحمد ‬في ‬كتفه، ‬لتصبح ‬المشاجرة ‬مع ‬محمد، ‬وهولم ‬يكن ‬طرفًا ‬من ‬البداية، ‬ولم ‬يكن ‬قاصدًا ‬أن ‬يؤذي ‬أحدًا، ‬فتدخل ‬الأهالي ‬وفضوا ‬تلك ‬المشاجرة، ‬وتم ‬عمل ‬محضر ‬ضد ‬محمد ‬الذي ‬لا ‬ناقة ‬له ‬ولا ‬جمل ‬فيها، ‬حاولت ‬أسرة ‬محمد ‬أن ‬يقنعوا ‬الطرف ‬الثاني ‬بالتنازل ‬عن ‬القضية ‬والصلح، ‬وبعد ‬محاولات ‬منهم، ‬وافقوا ‬على ‬التنازل ‬مقابل ‬المال، ‬فدفعت ‬أسرة ‬محمد، ‬واعتقدوا ‬أن ‬الأمر ‬انتهى، ‬وسوف ‬تسير ‬حياتهم ‬كما ‬كانوا، ‬لكن ‬الطرف ‬الثاني ‬ملأ ‬الحقد ‬قلبه، ‬فطغى ‬الانتقام ‬عليه، ‬وكان ‬يعد ‬الأيام ‬والليالي ‬للأخذ ‬بالثأر، ‬ورغم ‬مرور ‬شهور ‬إلا ‬أنه ‬مازال ‬يفكر ‬في ‬الانتقام ‬بأي ‬شكل ‬كان، ‬حتى ‬أتيحت ‬له ‬الفرصة، ‬وسيطر ‬على ‬عقله ‬الشيطان.‬
يوم ‬الواقعة
استيقظ ‬محمد ‬مبكرًا ‬كعادته، ‬وخرج ‬للعمل ‬داخل ‬الورشة، ‬انهمك ‬في ‬سيارة ‬يعمل ‬على ‬تصليحها، ‬وبعد ‬يوم ‬شاق ‬ومتعب، ‬عاد ‬محمد ‬لبيته ‬ليستريح ‬قليلا، ‬ثم ‬قرر ‬النزول ‬مرة ‬أخرى ‬لشراء ‬جبن ‬من ‬السوبر ‬ماركت، ‬وأثناء ‬ذهابه ‬للمتجر،لاحظ ‬وقوف ‬أحمد ‬بالقرب ‬من ‬المتجر، ‬ولكن ‬لم ‬يحدث ‬حتى ‬ما ‬يدعو ‬للحديث ‬معًا، ‬وفي ‬طريق ‬محمد ‬للعودة ‬نادى ‬عليه ‬أحمد ‬ووقف ‬معه ‬يتحدث ‬في ‬أقل ‬من ‬دقيقة، ‬وفي ‬لحظة ‬غيب ‬فيها ‬الشيطان ‬عقل ‬الجاني، ‬ألقى ‬عليه ‬مياة ‬نار ‬وتركه ‬يصارع ‬الألم ‬ويصرخ ‬بعلو ‬صوته ‬وفر ‬الجاني ‬هاربًا، ‬كل ‬هذا ‬رصدته ‬كاميرات ‬المراقبة ‬الموجودة ‬بالشارع، ‬استيقظ ‬الأهالي ‬مفزوعين ‬من ‬الصوت، ‬فخرجوا ‬مسرعين ‬وكانت ‬الصدمة ‬التي ‬عقدت ‬ألسنتهم ‬من ‬الدهشة، ‬محمد ‬الشاب ‬المحبوب ‬ملقى ‬على ‬الأرض ‬وجسده ‬مشوه ‬تماما، ‬نقلوه ‬سريعًا ‬الى ‬مستشفى ‬قصر ‬العيني ‬ظل ‬بها ‬عدة ‬أيام، ‬ليبلغ ‬الأطباء ‬والدته ‬بأن ‬الابن ‬فقد ‬بصره، ‬نتيجة ‬مياه ‬النار ‬التي ‬أتلفت ‬قرنية ‬عينه ‬والشبكية ‬تمامًا، ‬كما ‬إن ‬هناك ‬حروقًا ‬من ‬الدرجة ‬الثالثة ‬في ‬صدره ‬وذراعيه، ‬بذل ‬الأطباء ‬قصارى ‬جهدهم ‬في ‬محاولة ‬إنقاذه ‬وترقيع ‬جزء ‬من ‬جسده، ‬وفي ‬نفس ‬الوقت ‬كانت ‬الأم ‬في ‬حالة ‬يرثى ‬لها، ‬تجلس ‬على ‬باب ‬غرفته ‬تبكي ‬بدموع ‬عينيها، ‬ترفع ‬يديها ‬للسماء ‬وتدعو ‬أن ‬يشفى ‬نجلها ‬ويعود ‬كما ‬كان.‬
خرج ‬محمد ‬من ‬المستشفى ‬وعاد ‬لبيت ‬أسرته، ‬وظل ‬في ‬الفراش ‬لا ‬يقوى ‬على ‬الحركة، ‬تساعده ‬والدته ‬أثناء ‬دخوله ‬الحمام، ‬تركت ‬عملها ‬لتكون ‬بجانبه، ‬فشقيقاه ‬ما ‬زالا ‬صغيرين ‬لا ‬يقويان ‬على ‬مساعدته، ‬ووالده ‬مريض.‬
محمد ‬أصبح ‬ليله ‬كنهاره ‬بسبب ‬شخص ‬معدوم ‬الضمير، ‬شخص ‬بلا ‬أخلاق ‬أو ‬نخوة، ‬سلبه ‬حياته ‬وبصره، ‬وكل ‬ذلك ‬لشهامته، ‬وحرم ‬أسرته ‬من ‬عائلهم ‬الوحيد، ‬تركهم ‬في ‬عذاب ‬ليل ‬ونهار.‬
زرع ‬قرنية
تواصلنا ‬مع ‬والدة ‬محمد ‬وقصت ‬علينا ‬القصة ‬كاملة ‬كما ‬سردناها، ‬قالت: ‬‮«‬عشنا ‬عمرنا ‬كله ‬لتربية ‬محمد ‬على ‬الشهامة ‬والرجولة، ‬ولكن ‬دفع ‬الثمن ‬غاليًا ‬من ‬حياته، ‬كان ‬سندنا ‬أنا ‬ووالده ‬في ‬الحياة، ‬العكاز ‬الذي ‬من ‬غيره ‬أصبحنا ‬لا ‬نقوى ‬على ‬الحركة، ‬لم ‬يكن ‬له ‬أي ‬عداوات ‬مع ‬أحد، ‬عشنا ‬طول ‬عمرنا ‬نتجنب ‬المشاكل ‬والخلافات، ‬حتى ‬جاءت ‬تلك ‬المشكلة ‬التي ‬لم ‬نكن ‬طرفًا ‬فيها ‬من ‬الأساس، ‬ورغم ‬الصلح ‬ودفع ‬الأموال ‬إلا ‬أنهم ‬كانوا ‬يفكرون ‬في ‬الانتقام ‬حتى ‬حدث ‬ما ‬لم ‬نكن ‬نتوقعه‮»‬.‬
وبنبرة ‬صوت ‬حزينة ‬ودموع ‬تملأ ‬العينين، ‬قالت: ‬‮«‬محمد ‬طول ‬عمره ‬يجري ‬على ‬أكل ‬عيشه ‬بالحلال، ‬كان ‬يساعدنا ‬في ‬مصاريف ‬البيت ‬خاصة ‬بعد ‬مرض ‬والده، ‬كان ‬هو ‬الراعي ‬والسند ‬لنا ‬بعد ‬ربنا، ‬الآن ‬أصبح ‬عاجزًا ‬بعدما ‬فقد ‬بصره، ‬ويحتاج ‬لزرع ‬قرنية ‬وعملية ‬في ‬العين ‬غير ‬عمليات ‬التجميل ‬لجسده ‬الذي ‬أصبح ‬مشوهًا، ‬أمنيتنا ‬بسيطة ‬لكن ‬ظروفنا ‬صعبة ‬لا ‬نستطيع ‬تحمل ‬تلك ‬التكاليف‮»‬.‬
بعد ‬هروب ‬المتهم، ‬تمكن ‬رجال ‬المباحث ‬من ‬تحديد ‬مكانه، ‬وتمكن ‬كل ‬من ‬النقيب ‬وليد ‬كمال، ‬وإبراهيم ‬فاروق، ‬وعبد ‬الحميد ‬مرسي ‬معاوني ‬مباحث ‬قسم ‬شرطة ‬أوسيم ‬من ‬إلقاء ‬القبض ‬عليه، ‬وتولت ‬النيابة ‬التحقيق.‬
وقالت ‬والدة ‬محمد: ‬‮«‬تم ‬استدعاء ‬محمد ‬في ‬النيابة ‬لأخذ ‬أقواله ‬في ‬تلك ‬الواقعة، ‬فأخذته ‬لهناك ‬وحكى ‬لرئيس ‬النيابة ‬عن ‬التفاصيل ‬المؤلمة ‬من ‬البداية ‬وحتى ‬تلك ‬اللحظة، ‬وتسلمت ‬النيابة ‬تقرير ‬مستشفى ‬قصر ‬العيني ‬عن ‬حالة ‬محمد، ‬والفيديو ‬الخاص ‬بلحظة ‬إلقاء ‬مية ‬النار ‬عليه، ‬وأصبحنا ‬ننتظر ‬القصاص ‬العادل ‬وعودة ‬حق ‬ابني‮»‬.‬
واختتمت ‬الأم ‬حديثها ‬بمناشدة ‬وزير ‬التعليم ‬العالي ‬والبحث ‬العلمي ‬والقائم ‬بأعمال ‬وزير ‬الصحة ‬الدكتور ‬خالد ‬عبد ‬الغفاربتبني ‬حالة ‬محمد ‬والنظرإليهم ‬بعين ‬الرأفة ‬والرحمة ‬ومساعدتهم ‬حتى ‬يعود ‬له ‬بصره ‬من ‬جديد ‬ويعودوا ‬لحياتهم ‬الهادئة. ‬
قانوني: ‬تغليظ ‬العقوبة ‬وتقنين ‬استخدامها
مياه ‬النار، ‬أداة ‬جريمة ‬لا ‬تكلف ‬الجاني ‬سوى ‬بضع ‬جنيهات ‬ليلقيها ‬على ‬ضحيته ‬بغرض ‬الانتقام ‬وتكون ‬النتيجة ‬آثار ‬لا ‬تزول ‬بمرور ‬الوقت، ‬ولكي ‬نعرف ‬هل ‬هناك ‬قانون ‬يجرم ‬استخدام ‬مياه ‬النار ‬أو ‬ما ‬هي ‬العقوبة، ‬كان ‬علينا ‬التواصل ‬مع ‬محمد ‬كساب ‬المحامي، ‬فقال: ‬‮«‬القانون ‬لا ‬يوجد ‬فيه ‬توصيف ‬محدد ‬أو ‬تجريم ‬لماء ‬النار، ‬وإنما ‬تندرج ‬تحت ‬تهمة ‬الشروع ‬في ‬القتل ‬او ‬إحداث ‬عاهة ‬مستديمة‮»‬
وفيما ‬يخص ‬العقوبة، ‬قال: ‬‮«‬المادتين ‬240، ‬241 ‬من ‬قانون ‬العقوبات ‬تنصان ‬على ‬أن ‬كل ‬من ‬أحدث ‬بغيره ‬جرحًا ‬أو ‬ضربة ‬نشأ ‬عنها ‬قطع ‬أو ‬انفصال ‬عضو ‬وفقد ‬منفعته ‬أو ‬نشأ ‬عنه ‬كف ‬البصر ‬أو ‬فقد ‬إحدى ‬العينين ‬أو ‬نشأ ‬عنه ‬أى ‬عاهة ‬مستديمة ‬يستحيل ‬درؤها ‬يعاقب ‬بالسجن ‬من ‬ثلاث ‬سنوات ‬إلى ‬5 ‬سنوات.‬
أما ‬إذا ‬كان ‬الضرب ‬أو ‬الجرح ‬صادرًا ‬عن ‬سبق ‬إصرار ‬أو ‬ترصد ‬فيحكم ‬بالسجن ‬المشدد ‬من ‬ثلاث ‬سنوات ‬إلى ‬10 ‬سنوات، ‬أما ‬في ‬حالة ‬انصراف ‬نية ‬الجاني ‬لقتل ‬المجني ‬عليه ‬وخاب ‬قصد ‬الجاني ‬لسبب ‬لا ‬إرادة ‬له ‬فيه ‬يكون ‬القيد ‬والوصف ‬للجريمة ‬هو ‬الشروع ‬في ‬القتل ‬وتصل ‬عقوبته ‬للمؤبد‮»‬.‬
ويرى ‬كساب ‬أنه ‬لابد ‬من ‬تعديل ‬قانون ‬العقوبات ‬وتغليظ ‬العقوبة ‬وتقنين ‬استخدام ‬مياه ‬النار ‬حتى ‬لا ‬تكون ‬مباحة ‬في ‬أيدي ‬الجميع.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.