محمود زيدان لم يحظ مخرج مصري بفرصة العمل مع أيقونات السينما العالمية مثلما حدث مع حسام الدين مصطفى، والذي يكفيه أنه كان مساعدا للمخرج الأمريكي الشهير سيسل دي ميل.. ولد حسام الدين مصطفى، بمحافظة بورسعيد، وكان والده عمدة لقرية الطوابرة التابعة لمركز المنزلة، مع مطلع الخمسينيات تطلع للسفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لدراسة الإخراج السينمائي، وكان محظوظًا حينما وقف مخرجًا منفذًا للمخرج العالمي سيسيل ديميل في فيلم "الوصايا العشر" عام 1956، والذي تم تصويره بين مصر وأمريكا، وتعلم منه أن يقدم صورة مبهرة، حتى ولو أضطر أن يقوم بنفسه بالتصوير، وهو ما حدث في كثير من أعماله السينمائية لاحقا. لم يكتف حسام الدين مصطفى بالإخراج والتصوير فقط، بل عمل كمونتير لمرة واحدة في مسلسله "وتوالت الأحداث العاصفة" عام 1982، كما قام بإنتاج 7 أعمال سينمائية بداية من "كفاية يا عين" عام 1956 بطولة ماجدة وكمال الشناوي، ونهاية ب"عندما يبكي الرجال" عام 1984 بطولة مديحة كامل ونور الشريف وفريد شوقي وفاروق الفيشاوي، أما التأليف فقام به 15 مرة بداية من فيلم "كفاية يا عين"، ونهاية ب"اللعبة القذرة" عام 1993 بطولة إلهام شاهين وفريد شوقي، بل وكممثل في 5 أفلام أولها "سر الهاربة" عام 1963 حيث ظهر كراكب في قطار، وفي "إسكندرية كمان وكمان" عام 1990 ظهر بشخصيته الحقيقية. قدم حسام ما يقرب من 100 عمل كمخرج ما بين السينما والتليفزيون، أولها "كفاية يا عين" عام 1956، وأخرها الجزء الثاني من المسلسل التاريخي "نسر الشرق" عام 2000، وكان آخر أفلامه "الظالم والمظلوم" مع نور الشريف عام 1999، حيث أنه بداية من عام 1995 تفرغ بشكل شبه كامل للإخراج التليفزيوني، والذي حقق فيه نجاحات كبيرة رغم قلة أعماله، حيث قدم أعمال التاريخية ناجحة مثل "الفرسان" عام 1995 مع أحمد عبد العزيز، والجزء الأول من "الأبطال" مع حسين فهمي عام 1996، و"عصر الأئمة" مع محمد رياض عام 1997، و"أبو حنيفة النعمان" عام 1997 مع محمود ياسين، و"صقر قريش" مع أحمد ماهر عام 1998، و"الإمام ابن حزم" عام 1998 مع محمد رياض، و"نسر الشرق" بجزئيه مع حلمي فودة عامي 1999 و2000. رحل حسام الدين عن عالمنا عام 2000، عن عمر ناهز 74 عاما، تاركًا رصيدًا حافلا من الأفلام الهامة والدراما الهادفة.