مرام عماد المصرى فى أحدث تطور فى مثلث معقد من التوترات الدبلوماسية بين مورد للغاز ومستورد للغاز وجارتهم المشتركة المغرب هددت الجزائر بتعليق صادراتها من الغاز إلى إسبانيا إذا أعادت تصديره إلى طرف ثالث، فى إشارة إلى المغرب.. وتصاعدت وتيرة التوترات الدبلوماسية والاقتصادية بين الجزائر وإسبانيا فى الفترة الأخيرة خاصة بعد تحول السياسة الإسبانية بشأن نزاع الصحراء الغربية، ما يجعل الاتفاقيات بين البلدين فى العديد من المجالات على المحك، وخاصة عقد توريد الغاز. ووصف محللون تهديدات الجزائرلمدريد بأنها الأحدث فى سلسلة من المحاولات للضغط على إسبانيا لعكس سياستها بشأن الصحراء الغربية، على الرغم من أن الجزائر قالت فى السابق إنها ستلتزم باتفاقاتها التعاقدية مع إسبانيا، بغض النظر عن الخلاف حول الصحراء الغربية. وكانت إسبانيا قد أعلنت فى وقت سابق للمرة الأولى عن دعمها العلنى لمقترح المغرب القاضى بمنح حكم ذاتى للصحراء الغربية الأمر الذى أثار غضب الجزائر. وفى الوقت نفسه أكدت الحكومة الإسبانية أن «الجزائر هى شريك استراتيجى ذات أولوية وموثوق نرغب فى الحفاظ على علاقة مميزة معه». وكانت مدريد دائما تتبنى موقفا محايدا بين الرباط وجبهة البوليساريو. وقررت إسبانيا السماح للمغرب بالتزود عكسيا بالغاز عبر نفس الأنبوب الذى يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب. وستكون الرباط قادرة على شراء الغاز الطبيعى المسال من الأسواق الدولية وتسليمه إلى أسبانيا حيث يتم إعادة تحويله إلى غاز، قبل نقله إلى المغرب عبر خط الأنابيب. يؤكّد خبراء أنّ رسوم المرور التى كان يجبيها المغرب من الجزائر على شكل كميات من الغاز بأسعار تفضيلية كانت تؤمن له 97% من احتياجاته من هذه المادة الحيوية قبل الخلاف الأخير حول ملف الصحراء. ومع ذلك ، تستورد إسبانيا أيضًا الغاز الطبيعى من الجزائر. والجزائر فى خضم تجميد دبلوماسى عميق مع المغرب، الذى تشترك معه فى حدود برية. ولجأ المغرب إلى إسبانيا للمساعدة فى محاولة تعويض النقص - وهو احتمال يبدو أنه يثير المشاكل فى الجزائر. وقالت وزارة الطاقة الإسبانية إن المغرب قد يحصل على الغاز الطبيعى المسال من الأسواق الدولية. وبمجرد معالجته ، يمكن بعد ذلك تصدير الغاز إلى المغرب عن طريق إرساله عبر خط الأنابيب الذى كان يستخدم حتى أكتوبر لنقل الغاز الجزائرى إلى إسبانيا. وقالت الوزارة الإسبانية إن الخطط وضعت بعد أن طلب المغرب المساعدة فى ضمان أمن الطاقة لديها. وتريد إسبانيا تقوية العلاقات مع الرباط ، اللاعب الرئيسى فى جهود الاتحاد الأوروبى لمنع زيادة الهجرة من شمال إفريقيا. ورغم تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائرى فى الأشهر الأخيرة، لا يزال نحو ربع الغاز الذى تستورده إسبانيا يأتى من الجزائر، مقارنة بأكثر من 40% عام 2021ويتم تسليم هذا الغاز إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز تحت البحر ميدغاز الذى يربط بين البلدين مباشرة. وتأتى التوترات الثلاثية بشأن الغاز وسط أزمة دولية أوسع بشأن الإمدادات وأسعار الوقود الأحفورى - مدفوعة بالحرب فى أوكرانيا. اقرأ ايضا تهديد لإسبانيا بشأن تصدير الغاز الجزائري إلى المغرب