48 عالمًا من جامعة طنطا ضمن قائمة ستانفورد المعلنة لأفضل 2% من علماء العالم    ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 20 جنيهًا    أبو مازن: إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة الحل الوحيد للتصعيد في المنطقة    عاجل| حزب الله يعلن ارتفاع عدد قتلى عناصره من تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية ل 25    هوبكينز: التعاون مع الأهلي يساعد ال «يونيسف» على تحقيق أهدافها    عاجل.. كولر يرفض رحيل ثنائي الأهلي ويفتح الباب أمام رحيل "النجم الصاعد"    ضبط 3 أشخاص بالقليوبية حاولوا غسل 60 مليون جنيه حصيلة إتجار بالمخدرات    "بيوصل خمور لأمها وعاشرها مرة برضاها".. مفاجأة في اعترافات مغتصب سودانية بالجيزة    مدير صحة شمال سيناء: مبادرة «بداية» تسعى لتقديم الرعاية إلى أبعد المناطق    3 شهداء خلال حصار الاحتلال منزلا في قباطية جنوب جنين    انفجارات البيجر بلبنان فى كاريكاتير اليوم السابع    خبير سياسات دولية: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أدوات جديدة ومفاجئة في الحروب    محافظ الإسكندرية يتابع المخطط الاستراتيجي لشبكة الطرق    محافظ القليوبية يقيل مدير مدرسة الشهيد أحمد سمير ببنها    شكوك حول مشاركة دي بروين أمام آرسنال في قمة الدوري الإنجليزي    القومي للمرأة يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد أحد شيوخ الطريقة التيجانية    كسر مفاجئ بخط محطة شرق المنصورة يقطع المياه عن المنطقة بالكامل    أول صور للمصابين المصريين في حادث انقلاب سيارة في درنة الليبية    بشرى تستغيث بنقابة المهن التمثيلية    نجم هوليود ميخائيل جوريفوي يقدم ورشة في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح    فيلم عاشق لأحمد حاتم يتخطى 9 ملايين جنيه خلال 8 أيام عرض    محافظ الأقصر يفتتح فرع مكتبة مصر العامة بمدينة طيبة    كتائب القسام تعلن إيقاع رتل من الآليات الإسرائيلية في كمين مركب بمدينة رفح    وزير الصحة: صناعة الدواء المصرية حققت نجاحات في أوقات شهد فيها العالم أزمات كبيرة    بناء إنسان قادر على ملاحقة المتغيرات ومجابهة التحديات    شاهد.. أحدث ظهور لشيرين عبد الوهاب في الاستوديو    فرق «بداية جديدة» تجوب المحافظات لتوزيع مستلزمات المدارس على الطلاب.. صور    «لو مش هتلعبهم خرجهم إعارة».. رسالة خاصة من شوبير ل كولر بسبب ثنائي الأهلي    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة ضيفا على موناكو وآرسنال يواجه أتالانتا    بروتوكول تعاون بين «التعليم والتضامن والتنمية المحلية وتحالف العمل الأهلي» لتنمية قرى «حياة كريمة»    سمية الخشاب بتروح له البيت..التيجاني يكشف بالأسماء علاقته بالفنانين    "رحلة طويلة مع تصوير فيلم الغربان".. عمرو سعد يروج لأحدث أعماله السينمائية    الجمهور يحتفي بمشهد مؤثر لإيمان العاصي في مسلسل «برغم القانون»    تعرف علي دور "مبادرة ابدأ" فى محافظة القاهرة لتطوير الصناعات المتنوعة    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق فى الهرم    «الرقابة الصحية»: نجاح 11 منشأة طبية جديدة في الحصول على اعتماد «GAHAR»    «الصحة»: ملتزمون بتعزيز سلامة المرضى وتحقيق أعلى معايير الرعاية للمرضى    عبدالجليل: الأهلي يمتاز بالرتم السريع.. وجوميز غير مقتنع بصفقة الزمالك الجديدة    إطلاق قافلة طبية بالمجان لقرية إكياد البحرية بالشرقية ضمن مبادرة حياة كريمة    بعد رفع أسعار أسطوانات البوتجاز.. كيف تأثرت الأسعار في المطاعم؟    إسرائيل تقدم مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار بغزة يشمل بندا خاصا بالسنوار    وزير الري يتابع جاهزية التعامل مع موسم الأمطار الغزيرة والسيول    «الإسكان» تطلق كتيبا توعويا عن قانون التصالح في مخالفات البناء    مأساة عروس بحر البقر.. "نورهان" "لبست الكفن ليلة الحنة"    أسعار الأسمنت اليوم الخميس 19-9-2024 في محافظة قنا    الاستعداد للعام الدراسي الجديد 2024-2025: قرارات وزير التعليم وتأثيرها    جامعة العريش تُطلق أول مسابقة للقيادات الإدارية    حكم صلاة الاستخارة للغير.. هل تجوز؟    برج القوس.. حظك اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024: لا تلتفت لحديث الآخرين    كيفية الوضوء لمبتورى القدمين واليدين؟ أمين الفتوى يوضح    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية في هذا الموعد    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    مصدر أمني ينفي انقطاع الكهرباء عن أحد مراكز الإصلاح والتأهيل: "مزاعم إخوانية"    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    في ظهوره الأول ب أبطال أوروبا.. خطأ فادح يُسقط جيرونا أمام باريس سان جيرمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاء عبد الهادى: كثير من الأدب
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 04 - 2022

قبل قرابة 29 عاما، وتحديداً يوم الأحد الموافق 18 يوليو 1993، صدر عن مؤسسة أخبار اليوم الصحفية العريقة، العدد الأول من «أخبار الأدب»، برئاسة تحرير الأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى ومثّل صدورها حدثاً ثقافياً من العيار الثقيل.
وعلامة فارقة فى تاريخ الصحافة العربية ومن اليوم الأول لصدورها وحتى يومنا هذا استطاعت أخبارالأدب أن تشق طريقها وسط دروب وعرة، على الصعيدين المصرى والعربى، وتحولت بالفعل الى أيقونة عربية، ومنصة يبحث عنها كل من يتلمس الطريق فى دنيا الإبداع، بنفس القدر الذى يسعى إليها كل مبدع استوى عوده.
وعنده ما يقدمه لقرائه ومتابعيه، وأصبح نشر قصيدة أو قصة قصيرة، أو نقد رواية، هو بالفعل شهادة ميلاد لصاحب العمل، لانضباط وصرامة معايير النشر فى أخبار الأدب، وخلال الرحلة، قدمت أخبار الأدب للحياة الثقافية، وما زالت، أسماء جديدة، ومهدت لها الطريق خلال رحلة النجاح، وخاضت معارك ثقافية وفكرية من العيار الثقيل، لم تساوم خلالها أسرة الإصدار على ثوابتها أو قيمها، أو ما تعتقد أنه صواب لصالح حرية الفكر والإبداع.
وخاضت أسرة التحرير فى كل عدد من أعدادها معركة فكرية وثقافية، انحازت خلالها على طول الخط مع الضمير الجمعى للمثقفين والتنويريين المصريين، باستثناء فترات استثنائية قليلة أسقطها أبناء أخبار الأدب من أرشيفهم، بنفس المنطق الذى يتعامل به الغالبية العظمى من المصريين مع العام الذى حاولت فيه الجماعة المحظورة سرقة مصر والعبث فى هويتها.
تزينت الصفحة الثالثة من أول عدد بإهداء بخط يد أديب نوبل نجيب محفوظ قال فيه : «لا أغالى إذا قلت إنّ صدور هذه المجلة حدث ثقافى هام نستقبل به العام الجديد، ومرجع تفاؤلى إلى جديّة الدار التى تصدرها وتميّزها بالابتكار وإلى رئيس تحريرها الذى يُعدّ بحق فى طليعة أدباء الأجيال الصاعدة التى أثبتت جدارتها بكل قوة وثبات».
وأضاف: «وقد قيل عن اختفاء مجلة الرسالة أنها ستترك فراغًا لن يُسد، وصدق القول، ولكنى كبير الأمل فى أن يملأ ذلك الفراغ بالمجلة الجديدة -يقصد أخبار الأدب- التى آمل أن تكون ميدانًا فسيحًا لالتقاء الأصالة بالمعاصرة، وفتحًا شاملًا للإبداع والنقد والقضايا الفكرية». واختتم الإهداء بجملة :«كونوا شعلة لنهضة جديدة والله معكم».
وحدث ما فاق توقعات أكثر المتفائلين، ونفدت مئات الآلاف من نسخ «أخبار الأدب» التى تم طبعها وطرحها فى الأسواق المصرية والعربية، ومنذ عددها الأول تحولت الصحيفة الوليدة إلى تجربة، سعت مؤسسات أخرى مصرية وعربية إلى استلهامها.
اليوم عزيزى القارىء، ستجد بين يدك العدد الذى يحمل رقم 1500، ومابين العدد الذى يحمل الرقم واحد وهذا العدد، قصة لابد أن تحكى، ونقاط لابد أن توضع فوق الحروف، وعهد لابد أن يتجدد بيننا وبين القارىء.
إذا كان يحسب للراحل جمال الغيطانى تأسيس الجريدة، والخروج بها بنجاح من حيز الفكرة إلى حيز التطبيق، ومن الحيز المصرى إلى الحيز العربى الأكثر رحابة، إلى الحد الذى أصبح الأدباء يتهادون بأعدادها فى المغرب العربى، إلا أنه يحسب له أيضا أنه قام بعقلية الجواهرجى، وروح وفكر الأديب بانتقاء والتقاط عدد من الأسماء الشابة، واستقطبها للعمل فى الصحيفة الوليدة، وقام بتربيتها ورعايتها صحفيا وفكريا وثقافيا.
ومع الأيام أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من التجربة، ومع تقاعد الراحل الغيطانى أصبح التلاميذ أساتذة وأصبحوا رموزا فى الحياة الثقافية المصرية بل والعربية، ومن المؤثرين الفاعلين فيها، وحملوا الأمانة من بعده.
هل انتهت رسالة أخبار الأدب؟ أو تجاوز الزمن دورها ورسالتها؟
قد يرد قائل وله الحق : هذا سؤال لايجب فى الأصل أن يطرح، لأنه ما بقى الإبداع، ستبقى رسالة «أخبار الأدب» وغيرها من المجلات الثقافية قائمة، بل وضرورية، ولكن الأمانة تحتم علىّ أن أقول إن الرسالة قائمة وما تغير هو شكل الرسالة فقط، وطريقة إيصالها فما بين العدد الأول والعدد 1500 تغيرت صورة الإعلام تغيرا جذريا، وتضاعفت التحديات، أمام الصحافة الورقية، ومنها أخبار الأدب، حيث تغير شكل النخب، وتغيرت الذائقة، وأصبحت الأجيال الجديدة لا تتعامل مع الورق بكل صوره وأشكاله، وتكتفى بلمسة الشاشة السحرية للتليفون المحمول.
لكى تكون الإجابة أكثر دقة علينا بداية أن نتذكر لماذا صدرت أصلا أخبار الأدب؟
حدد الأديب الكبير جمال الغيطانى فى افتتاحة العدد الثانى هدف وفلسفة عمل أخبار الأدب، وقال إنها صدرت فى واقع - على حد وصفه - لا يشهد نهضة ثقافية أو حركة فكرية، وهناك قوى التعصب والإنغلاق المعادية لقيمة الثقافة والفن والأدب... صدرت أخبار الأدب لصد ما يمكن اعتباره حربا حقيقة تقودها تلك القوى ليس فى مصر بل فى العالم العربى كله.
وكأنه يقرأ المستقبل، وفى إطار استعراضه لمبررات إصدار أخبار الأدب كمطبوعة ثقافية تخاطب عموم الطبقة المثقفة التنويرية، سلط الضوء بكل جسارة على خطر حقيقى يتمثل فى محاولات حثيثة لإضعاف الذاكرة الوطنية، بل وإلغاء فكرة الوطن نفسها، وهو ماوصل الى ذروته بعد ذلك بما فعلته جماعة الإخوان !
وأنا هنا أتساءل هل تغيرت ملامح الخريطة التى أثارت مخاوف الغيطانى، وهل انتهت معاركنا مع القوى الظلامية، الانغلاقية، وهل كف المتربصون عن استهداف فكرة الوطن، أو محاولات إضعاف، بل والتشويه المتعمد والممنهج للذاكرة الوطنية؟!
عندما صدرت أخبار الأدب كان العالم العربى يعانى من حالة انقسام حادة فى أعقاب حرب الخليج التى سببت شرخا وجرحا فى الجسد العربى، وفى نفس الوقت كان هناك ما يمكن وصفه بتراجع للثقافة العربية فى مواجهة زحف فرانكفونى فى بلاد شمال أفريقيا، والآن الوضع أكثر سوءاً، وربما أكثر انغلاقاً والجسد العربى مثخن بالجراح، ينزف ويعانى، وتضاعفت الحاجة لمطبوعات ثقافية، تنير الطريق، قد لا أكون حالما إذا قلت أنه لا شئ يجمع أشتات العرب سوى مائدة الفكر والثقافة والإبداع.
صدرت أخبار الأدب لتبقى، ولتستمر رسالتها، جيلا وراء جيل، ولكى تبقى صوتا ومنبرا لكل فكر تنويرى، لا تساوم ولا تقايض.
باسم أسرة التحرير، نجدد العهد على أن تبقى أخبار الأدب صوت كل مثقف ومبدع فى عالمنا العربى، وعينه ونافذته على الأدب العالمى من المشرق الى المغرب، وقبل هذا وذاك رأس حربة فى معركة التنوير التى لا تنتهى.
اقرأ ايضا | علاء عبد الهادي: كثير من الادب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.