أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعليماته إلى مجلس الوزراء والبنك المركزى وشركة «غاز بروم» لاتخاذ التدابير الضرورية لتغيير عملة الدفع لإمدادات الغاز إلى الروبل بحلول 31 مارس. وجاء فى بيان صحفى للكرملين، صدر اليوم: «يتعين على الحكومة الروسية، جنبا إلى جنب مع البنك المركزى الروسى وشركة (غاز بروم) المساهمة العامة، تنفيذ مجموعة من الإجراءات لتغيير عملة الدفع لإمدادات الغاز الطبيعى إلى دول الاتحاد الأوروبى والدول الأخري، التى اتخذت إجراءات تقييدية ضد مواطنى روسيا وعدداً من الكيانات القانونية الروسية، إلى الروبل الروسي». والأسبوع الماضى أصدر الرئيس الروسى تعليماته، بتحويل كل مدفوعات إمدادات الغاز إلى أوروبا إلى العملة الوطنية فى أسرع وقت ممكن، مشددا على أنه «لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبى أو الولاياتالمتحدةالأمريكية وتلقى المدفوعات باليورو والدولار»، وأعقب القرار تعويض الروبل 20% من خسائره أمام الدولار. وفى وقت لاحق، أشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف، إلى أن السلطات الروسية وشركة «غازبروم» تناقشان الآن تفاصيل تحويل مدفوعات الغاز المصدر إلى الدول غير الصديقة إلى الروبل. وأكد بيسكوف، أن روسيا لن تورد غازها الطبيعى مجانا، وردا على سؤال عن ردة فعل موسكو إذا رفضت أوروبا الدفع بالروبل، قال بيسكوف: «سنحل المشكلات فور وقوعها»، فى الوقت نفسه، أعلن وزير الاقتصاد الألمانى روبرت هابك أمس أن دول مجموعة السبع اعتبرت أمس أن مطالبة روسيا بدفع ثمن الغاز الروسى بالروبل «غير مقبولة» وتُظهر أن الرئيس فلاديمير بوتين «فى مأزق». فى الوقت نفسه، أشار الرئيس التنفيذى لشركة «إيني» الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي، خلال مشاركته فى منتدى الطاقة العالمى فى الإمارات العربية المتحدة أمس، إلى عدم وجود القدرة لدى الشركة الإيطالية لسداد ثمن إمدادات الغاز الطبيعى الروسى بالروبل. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت «إيني» تواصل شراء النفط الروسي، قال ديسكالزى إن «المشكلة الكبيرة الوحيدة هى الغاز، نعم ليس لدينا أصول فى روسيا، ليس لدينا مشاريع هناك، لكننا نشترى الغاز الروسي. من ناحية أخري، قال وزير المالية اليابانى شونيتشى سوزوكي، إن التشريعات السائدة فى بلاده حاليا، لا تسمح بمصادرة احتياطى النقد الأجنبى للبنك المركزى الروسى الموجودة فى اليابان.. وعلقت السلطات اليابانية، فى وقت سابق العمليات مع البنك المركزى الروسي، مما يعنى فى الواقع تجميد الاحتياطى الروسى فى بنك اليابان. من جانبه، قال المستشار الألمانى أولاف شولتس إن ألمانيا يمكن أن تصبح مستقلة عن واردات الفحم والنفط من روسيا فى وقت لاحق من هذا العام إلا أنه اعترف بأن دول الاتحاد الأوروبى مرتبطة فى الوقت الراهن باستيراد هذه الخامات من روسيا. فى الوقت نفسه، أفادت المفوضية الأوروبية بأن، ارتباط الاتحاد الأوروبى بموارد الطاقة الروسية، سيستمر حتى عام 2027 على الأقل. من جهة أخري، شدد وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتى سهيل المزروعي، خلال منتدى الطاقة العالمى أمس على أنه لا يمكن لأى دولة استبدال إمدادات النفط من روسيا. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن العقوبات الغربية الأخيرة جزء من الحملة الواسعة ضد موسكو والتى تهدف إلى منع روسيا من التطور كدولة مستقلة. وذكر الوزير الروسى أن الغرب سيجد دائما ذرائع لفرض عقوبات ضد روسيا، لأن هذه العقوبات لا تفرض من أجل معالجة هذه المشكلة أو تلك، «بل يكمن هدفها فى كبح جماح تطور روسيا من الناحيتين الاستراتيجية والجيوسياسية».
