«متاح التسجيل الآن» رابط التقديم على وظائف بنك مصر 2024    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 8-10-2024 مع بداية التعاملات    سعر الدولار اليوم في البنوك ومكاتب الصرافة    طن الحديد يرتفع 1169 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    ترامب: طوفان الأقصى ما كان ليحدث لو كنت رئيس    سأدعم حق إسرائيل في النصر.. ماذا قال ترامب عن هجوم 7 أكتوبر؟    في هذه الحالة.. «ترامب» يتعهد بجعل غزة أفضل من موناكو (تفاصيل)    هل إمام عاشور صفقة القرن للأهلي؟.. رد مفاجئ من أمير توفيق    ثروت سويلم يكشف حقيقة إجراء قرعة لبطولة الدوري الموسم الجديد    أجواء دافئة والعظمى في القاهرة 33.. حالة الطقس اليوم    ابنة علاء مرسي تتحدث عن والدها....ماذا قالت؟ (فيديو)    رئيس "دينية الشيوخ": مبادرة "بداية" محطة مضيئة على طريق وطننا العزيز    الديوان الملكي السعودي: وفاة الأمير سلطان بن محمد بن عبد العزيز آل سعود    تراجع مفاجئ في سعر الطماطم والخضروات اليوم.. أرخص الأسعار بسوق العبور    تصاعد المواجهة بين حزب الله وجيش الاحتلال.. غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    أبو الوفا رئيسا لبعثة منتخب مصر في موريتانيا    تامر عاشور وحماقي في حفل واحد، اعرف الميعاد والمكان    ريحة من الشيخ زايد إلى الحدائق، أسباب انتشار الدخان الخانق في 6 أكتوبر    اكتشفي أهم فوائد واستخدامات، البيكنج بودر في البيت    إيمان العاصي: استعنت بمدرب أداء لتقديم"برغم القانون"    تغطية إخبارية لليوم السابع حول حقيقة انفجارات أصفهان وسيناريوهات الرد الإسرائيلى    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    خطة النواب: مصر مطالبة بدفع 1.3 مليار دولار لصندوق النقد الدولي لهذا السبب    6 سيارات إطفاء لسيطرة على حريق محطة صرف صحي ب أبو رواش    جريمة هزت أسيوط| قتل شقيقه ووضعه في حفرة وصب عليه أسمنت    مفتي الجمهورية الأسبق يكشف عن فضل الصلاة على النبي    هل يوجد إثم فى تبادل الذهب بالذهب؟ أمين الفتوى يجيب    ارتفاع حاد في أسعار النفط بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط    منير مكرم يكشف آخر التطورات الصحية لنشوى مصطفى: عملت دعامات وخرجت من المستشفى    معلومات عن إلهام عبد البديع بعد طلاقها.. انفصلت في نفس شهر زواجها    إيمان العاصي تكشف ل«صاحبة السعادة» عن أصعب مشاهد «برغم القانون»    أمن مطار القاهرة يحبط محاولة تهريب كمية من النقد الأجنبي بحوزة مسافرة عربية    «أخذت أكبر من حجمها».. تعليق صادم من عصام الحضري بشأن أزمة قندوسي    رياضة ½ الليل| 76 ركلة جزاء بين سموحة والزمالك.. الأبرز    لماذا كان يصوم الرسول يوم الاثنين والخميس؟.. «الإفتاء» تجيب    بلاغة القرآن| تعرف على تفسير سورة الناس    ملف يلا كورة.. مجموعات الأبطال والكونفدرالية.. تصريحات أمير توفيق.. وقرعة الدوري المصري    «أحمد» يحول بدلة تحفيز العضلات إلى علاج لزيادة قدرة التحمل: تغني عن المنشطات    خمسة لطفلك| تعرف على أهمية الوجبات المدرسية للأطفال    صحة المنوفية تنظم دورات تدريبية للأطقم الطبية    بالصور.. محافظ المنيا يشهد حفل الجامعة بالذكرى ال51 لانتصارات أكتوبر المجيدة    «إسقاط عضوية إسرائيل».. ننشر بيان مؤتمر التحالف التقدمي العالمي    حدث منتصف الليل| تفاصيل عودة خط قطارات السكة الحديد لسيناء.. والمهن الطبية تعلن زيادة مساهمات الأمرا    المدير الفني لنادي بلاك بولز: الزمالك أحد أكبر فرق إفريقيا ومواجهته صعبة.. والمصري البورسعيدي مميز    حسام حسن يحدد موعد انضمام صلاح ومرموش لمنتخب مصر    ننشر نص التحقيقات مع صاحب الاستديو في واقعة سحر مؤمن زكريا| خاص    رئيس مجلس أمناء حياة كريمة: تجار أعلنوا رغبتهم المشاركة فى حملة توفير اللحوم بأسعار مخفضة    4 جثث و 6 مصابين إثر حادث تصادم في بني سويف    القس منذر إسحق: نريد الحياة للجميع ولا سلام دون عدل    أبناء الجالية المصرية بالسعودية يحتفلون بذكرى نصر أكتوبر المجيد    مصرع 5 أشخاص وإصابة 5 آخرين إثر انهيار منجم في زامبيا    «خانتني بعد ما وعدتني بالزواج».. محاكمة المتهم بقتل سائحة سويسرية بالفيوم اليوم    حزب الله يقصف تجمعًا لقوات الاحتلال وصفارات الإنذار تدوى فى الجليل الغربى    عمرو خليل: فلسطين هي قضية العرب الأولى منذ عام 1948.. فيديو    تنسيقية شباب الأحزاب: الرعاية الصحية ركيزة قادرة على دعم الحياة الكريمة    «النواب» يوافق على زيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي    رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة شغل وظائف معلم مساعد 2024    جامعة عين شمس تنظم احتفالية كبيرة بمناسبة الذكرى 51 لانتصارات أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير الأردن أمجد العضايلة: مصر تشهد مشروعاً نهضوياً وجمهورية جديدة
العلاقات بين البلدين نموذجية برعاية الرئيس السيسى والملك عبدالله

التنسيق المشترك تجاه القضية الفلسطينية الأكثر حراكا فى المنطقة العربية
ندفع ثمن أزمات المنطقة وآخرها استقبال 1,5 مليون لاجئ سورى
تعاون ثنائى غير مسبوق.. وقرارات حكومية لتعزيز الشراكة بين رجال الأعمال
بين «بلاط صاحبة الجلالة» و «البلاط الملكى» و«عالم الدبلوماسية» امتدّت رحلته الإعلامية والسياسية لسنوات، متنقلاً بين مناصب جمعت مِداد القلم وطَلة الشاشة ورفعة التمثيل الدبلوماسي، لتَحُطّ به الرحال اليوم سفيراً ممثلاً للأردن مصر «أرض الكنانة» كما يحب ان يصفها، ومندوباً سامياً للمملكة فى جامعة العرب .
وعلى الرغم من المكانة السياسية والتأثير الذى تصنّف به دول كانت محطات دبلوماسية مثّل بلده فيها، إلا أن السفير الأردنى أمجد العضايلة يشعرك وأنت تلتقيه بمكانةٍ خاصةٍ لمصر ومحبةٍ متفرّدة لشعبها وعشقاً لرحابها يتجاوز علاقة الدبلوماسى ببيئة عمله وإقامته.العضايلة، الذى تصادفه فى كل حدثٍ مصرى وفعاليةٍ عربية أو دولية على أرض مصر، لا يفوّت فرصةً ولا مناسبةً إلا تراه حاضراً وفاعلاً ليس بشخصه فقط، بل على منصات التواصل الاجتماعي، ليكون السفير الأكثر تفاعلاً عبر تغريداتٍ تجد صداها الواسع وانتشارها السريع فى وسائل الإعلام.. السفراء الذين يجمعون السياسة والدبلوماسية والإعلام فى آن، قليلاً ما مروا على القاهرة، لكنك تجدها ثلاثية تجتمع منصهرةً بشخصية السفير العضايلة، الذى شغل منصباً استشارياً رفيعاً فى القصر الهاشمي، حينما عمل مستشاراً للعاهل الأردنى لشؤون الإعلام والاتصال، قبل أن يضع الملك ثقته مجدداً به ليكون سفيراً، فى عاصمتين بوزنٍ أقليميٍ ودولي؛ أنقرة وموسكو على التوالي، قبل أن يتم استدعاؤه فى الثلث الأخير من العام 2019 ليشغل منصباً سياسياً فى الحكومة الأردنية، وزير دولة لشؤون الإعلام وناطقاً رسمياً باسم الحكومة، ليبقى الوجه السياسى الحكومى والإعلامى الأبرز لدى الأردنيين فى تعامل المملكة مع أزمة كورونا.. فى جلسة حوارية هى أقرب الى العصف الذهنى بعيدا عن الحوارات الصحفية المعتادة جمعتنا به، لم يخفى العضايلة فضل الإعلام، كمدرسة تعلُّم وميدان خبرة، فى مراكمة تجاربه وقدرته فى التعامل مع الأحداث وتعميق فهمه السياسى لسياقات مختلف القضايا، فهو يجد فى الإعلام، الذى هو مدرسته الأولى، مؤثراً ومتأثراً مباشرا فى السياسة التى هى المجال الحيوى الذى ينشط به اليوم بفاعلية، وعاملاً محورياً فى عالم الدبلوماسية، التى هى صفته التمثيلية لبلده فى القاهرة. اتفقنا أن يكون الحيز الأكبر للحدث الأهم وهو العلاقات بين البلدين التى تأخذ أبعادا مختلفة تركز على الثنائية بين (قاهرة المعز وعمّان العز) والتعبير والمصطلح له الى أطر آخرى ومنها الثلاثى باضافة فلسطين قضية العرب الأولى والهم المشترك للبلدين مع توافق تام فى الرؤى والمواقف وكذلك باضافة العراق فى التنسيق الثلاثي وهذه هى حصيلة تلك الجلسة الحوارية:
ولم يفوّت السفير الأردنى فرصة الحديث معه ليقدم شهادته عن الأحوال فى مصر وهو الذى تابع شئوننا منذ أن كان مسئولا صغيرا فى وزارة الاعلام حتى جاءها سفيرا لبلاده ويقول للحق والتاريخ فان ما تشهده مصر فى السنوات هو بكل المقاييس مشروع نهضوى ، فى عهد الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي» يثير الفخر والاعجاب لكل عربى ، معرباً عن تفاؤله بتقدّم كبير يحمل العام القادم فى مسيرة مصر، خصوصاً وأن عجلة العمل والإنتاج فى عهد الرئيس السيسى لا تتوقف.
وأشار إلى أن ما يحدث فى مصر ليس أقل من نقلات نوعية وحركة تنموية متسارعة لا تقف عند قطاع بعينه بل تتصف بالشمولية، الأمر الذى يعيد الأنظار لمصر، خصوصاً فى ظل ما تحققه فعاليات سياحية كبرى «احتفالية مواكب نقل المومياوات وطريق الكباش» من تسليط الأضواء على مصر بحضارتها وتاريخها.
ويميل العضايلة دوماً، فى حديثه عن مصر، إلى عبارة «مصر قاطرة العرب» التى تقدّم مصر فى دورها ووزنها وثقلها السياسي، وأن قوة مصر قوة للعرب ومنعة لهم.
يسهب العضايلة فى وصفه لعلاقة وطيدة ووثيقة تجمع أرض الكنانة وأرض النشامى، حيث يصف ما يجرى فى هذه المرحلة من تنسيقٍ وتشاورٍ وتعاونٍ أردنى مصرى ب»غير المسبوق» مضيفاً «تتماهى فيه الآراء الرسمية المصرية الأردنية حيال قضايا وملفات تشهدها المنطقة العربية». ويرجع العضايلة الفضل والدافع لما هى عليه اليوم مصر والأردن من تقاربٍ وتوحّدٍ فى المواقف إلى العلاقة الوثيقة والرؤية الحكيمة التى يلتقى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى وأخيه العاهل الأردنى عبدالله الثانى والتوجيهات الدائمة التى لا يتوانى الزعيمان بتكليف مسؤولى البلدين فيها عند كل محطةٍ ومفصل، ما مكّن الأردن ومصر للتكيّف مع تحدياتٍ إقليمية جسيمة وتحويلها إلى فرص ولعل المراقب يشهد هذا التطور من خلال عدد اللقاءات على مستوى القمة منذ عام 2014 موعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المهمة أو على مستوى اللجنة العليا المشتركة وكذلك المستوى الوزارى ولعل آخرها زيارة ولى العهد الأردنى الأمير الحسين بن عبدالله الثانى الذى حرص على أن تبعد الزيارة عن الإطار البروتوكول الى زيارة عمل ومتابعة لمستوى العلاقات
مجالات للتعاون
وانتقل بنا الحديث عن نموذجية التعاون المصرى الأردنى ليدلل السفير أمجد العضايلة بأن ميزة هذا النموذج تكمن فى أنه استطاع التغلب على التحديات التى فرضتها أزمة كورونا، وخلق آفاقا جديدة من التعاون رغم هذه الأزمة سواء بشكله الثنائى البينى أو على صعيد التعاون متعدد الأطراف كما فى التكامل الثلاثى مع العراق أو التعاون مع لبنان فى ملف الطاقة أو كما فى منظومة التشاور والتنسيق السياسى الثلاثى مع الأشقاء فى فلسطين.
ويؤكد السفير الأردنى أن الطابع الاستراتيجى والشراكة المتينة التى تُؤطر مسار العلاقات الثنائية جعلت التنسيق المتواصل ميّزة للعلاقات الأردنية المصرية، حتى وصلت إلى مستويات متقدّمة أفرزت نتائجَ مثمرة.
وعدد أوجه هذا التنسيق والتعاون على كافة المجالات ومنها أولا- والكلام للسفير الأردنى لم تنقطع الزيارات المتبادلة والاجتماعات بين مسؤولى مختلف الملفات فى البلدين، وما زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المملكة مطلع العام والزيارة الأخيرة لجلالة الملك إلى مصر شهر سبتمبر وزيارة العمل التى قام بها سمو ولى العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثانى إلى القاهرة فى أكتوبر وعديد الزيارات من رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة وتبادل الزيارات من مختلف الوزراء والمسؤولين الأردنيين والمصريين، إلا هى المؤشر الفعلى على متانة العلاقات المصرية الأردنية والخطوات الملموسة لمخرجات التوافقات الثنائية
ثانيا : الزيارة التى قام ولى العهد الأردنى للقاهرة، حيث تمثل الحدث الأبرز فى مسار العلاقات الأردنية المصرية فى الربع الأخير من هذا العام، سيما وأنها زيارة كانت حافلة ببرنامج عمل امّتد من التنسيق السياسى إلى التكامل الاقتصادى والتوأمة السياحية وتبادل الخبرات والتدريبات العسكرية، ما جعل القاهرة لتكون وجهة زيارة العمل الرسمية الأولى لولى العهد الأردنى فى المنطقة، والذى «أصر أن يكون لكل لقاء برنامج تنفيذى لمتابعة تنفيذ المخرجات والتوافقات وتحقيق النتائج»- ثالثا - والإضافة للسفير الاردنى لا يغيب التعاون العسكرى والأمنى الوثيق عن مسار العلاقات الأخوية الأردنية المصرية، حيث يؤشّر السفير على تنفيذ القوات المسلحة الأردنية والمصرية تمارين وتدريباتٍ عسكرية مشتركة آخرها استضافته مدينة العقبة الأردنية، كما هو الحضور الفاعل للأردن فى المنتدى العربى الاستخباري، الذى تحتضن القاهرة فعالياته بشكلٍ دورى رابعا : «الحرص المشترك على تعزيز العلاقات نلمس أحد جوانبه باستمرارية عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، التى لم يتوقف انعقادها فى كل الظروف، وما استضافة الأردن للدورة ال29 منها فى مارس الماضى إلا ترجمة للتوافق على ضرورة تحقيق قفزات فى مختلف مجالات التعاون».
رابعا-والكلام مازال للسفير أمجد العضايلة.-خامسا-استضافت مصر هذا العام أكثر من اجتماع أردنى مصرى فى قطاعات الصناعة والتجارة والنقل والطاقة حضرها وزراء البلدان، كما عقدت فى عمان عديد الاجتماعات المشتركة على الصعيد الثنائى الأردنى المصرى أو الثلاثى مع نظرائهم العراقيين أو من لبنان.
دعم الاستثمارات الخاصة
ويظل أحد الملاحظات عن التناسب بين البعد الاقتصادى فى العلاقات وعدم موازاته لمستوى مطلوب كما هو فى العلاقات السياسية، ويفسر السفير الأردنى الأمر أنه لا بد من الإدراك أن التعاون السياسى هو تعاون رسمى يستند لعوامل تعززها الرؤى الرسمية المشتركة، وهى فى الحالة الأردنية المصرية رؤية توافقية حريصة على أن يكون مستوى التعاون والتشاور السياسى عميق ورفيع ومتجذّر. أما تعزيز الجوانب التجارية والاقتصادية يرتبط بعوامل إضافية من ضمنها الشراكة مع القطاع الخاص فى البلدين، ففى المستويات الحكومية يتم اتخاذ جميع الإجراءات والتعليمات وعقد الاتفاقات التى تسهّل وتعزز التعاون التجارى والاقتصادى إلا أن هناك شقاً كبيراً من مسؤولية خدمة هذا التعاون تقع على القطاع الخاص فى كلا البلدين، وهو الأمر الذى تسعى المستويات الرسمية دوما لتوفير مظلة للإلتقاء فيه وتعظيم فرصه وتسهيل طرقه وإزالة أى معوقات قد تحول دون تحقيق المستوى المطلوب.
ولا يمكن أن ننسى فى هذا المجال والحديث للسفير أنه فى الفترة الأخيرة اتخذت الحكومتان الأردنية والمصرية عديد الإجراءات والقرارات التى خدمت فرص الشراكة والتعاون بين القطاعات الاقتصادية والتجارية ورجال الأعمال والمستثمرين فى كلا البلدين، وهو ما يتطلب من هذه القطاعات الاستفادة من التسهيلات الممنوحة والإنتقال إلى مرحلة عقد الشراكات المبنية على الفرص المتاحة والبيئة الاستثمارية والمزايا المشجّعة التى تتوفر فى الأردن ومصر، مع الاستفادة من مزايا الربط الجغرافى التى يوفرها الموقع الاستراتتجى للأردن ومصر فى المنطقة. ويبدى العضايلة قدراً مبشراً من التفاؤل نحو العام القادم بأن يحمل مزيداً من التعاون والنتائج وبرامج العمل التنفيذية، التى ستنعكس على مختلف قطاعات التعاون البيني، خصوصاً مع التوقعات بأن يبدأ التنفيذ الفعلى للمشروعات المشتركة بين الأردن ومصر والعراق ضمن منظومة التكامل الثلاثي.
إقرأ أيضاً | السفير الأردني بالقاهرة: حق مصر في مياه النيل مُقدس بالنسبة لنا
دعم مشترك للقضية الفلسطينية
واتخذ الحوار مسارا آخر موازى وهو التنسيق بين مصر والأردن فى دعم القضية الفلسطينية وآخر مظاهرها الاجتماع الثلاثى بين وزراء الخارجية بمشاركة مديرى المخابرات حيث أشار السفير أمجد العضايله أن القضية الفلسطينية لها مكانة مركزية فى السردية السياسية والخطاب الدبلوماسى للأردن، وتشكّل أولوية فى أى حراك إقليمى ودولى يقوم به الأردن وقيادته، التى تحظى بأحقية الوصاية الشرعية والتاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس الشريف وأكد أن مصالح الشعب الفلسطينى وحقوقه العادلة تحظى بمكانة متقدمة فى أولويات التنسيق الأردنى المصرى الذى يعتبر الأكثر حراكاً فى المنطقة العربية فيما يخص القضية الفلسطينية وجهود تحقيق السلام.
ولفت إلى حجم ومستوى التنسيق بين القيادات السياسية من قبل الملك عبدالله الثانى والرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وكان آخرها القمة الثلاثية بين الزعماء الثلاث التى استضافتها القاهرة مطلع أيلول الماضي، ومقرراتها التى تصب فى مصلحة الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة وصون حقوقه المشروعة، وفى مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى الدور الإنسانى الحيوى الذى تقوم به كل من مصر والأردن تجاه الأشقاء الفلسطينيين سواء عبر المنافذ الحدودية مع الأردن أو من خلال معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، وبما أسهم فى تخفيف حدة الأزمات والتحديات التى واجهها الأشقاء فى الأراضى الفلسطينية وقطاع غزة لجهة الاحتياجات الإغاثية والمعيشية أو تلك المتعلقة بالرعاية الطبية. جاء الاجتماع الثلاثى الأخير فى سياق تكثيف مستوى التنسيق المشترك والجهود المبذولة إزاء المستجدات والتحديات التى تواجه القضية الفلسطينية والتطورات المتعلقة بعملية السلام.
الأردن وظلم الجغرافيا
حينما سألنا السفير العضايلة عن الأردن الشقيق، الذى عانى (ظلم الجغرافيا) له أحداث سياسية وأمنية محيطةً به وموارد ضيئلة فى بواطن أرضه، كان رده أن هذا البلد لا تقف أمام مسيرته، التى اكتمل فى نيسان الماضى مائة عام من عمرها منذ تأسيس الدولة، حواجز تعيق تقدّمه، ولا تؤثّر أحداثاً عايش مُرها وعصيبها على عناصر وحدته وتماسكه واستقراره وأمنه، التى ميزته وسط إقليمٍ ملتهب..ويذكّر العضايلة أن العروبة والعامل القومى لم تفارق الأردن وشعبه، وهم يستقبلون موجات من اللجوء العربى والإسلامى منذ عهد الإمارة، مؤكداً أن فلسفة الدولة الأردنية ورسالتها مستمدة من رؤية قيادتها الهاشمية، التى يمثّلها الملك عبدالله الثانى بن الحسين، بشرعيته الدينية والتاريخية وإجماع الأردنيين عليه، وهى فلسفة يعتز الأردنيون بها وتشكل عنصراً راسخاً فى عقيدتهم منذ الثورة العربية الكبرى التى أطلقها الشريف الحسين بن علي، وقائمة على إعلاء قيم الوحدة والتضامن العربي.
وتحدث عن بعد واحد من ظلم الجغرافيا للأردن وهو البعد الإنسانى الذى تحمله الأردن نتيجة القضية الفلسطينية والوضع فى العراق ومؤخرا الأزمة السورية قال العضايلة إن الأردن لم يغلق أبوابه وحدوده أمام أشقاء عرب عانت دولهم نزاعاتٍ وحروب وحالات عدم استقرار ولم يبخل الأردنيون فى فتح قلوبهم وبيوتهم لهم، رغم محدودية الموارد والإمكانات وقدرة البنية التحتية، التى عانت جراء ضغوط أعداد كبيرة من اللاجئين تجاوزت الثلاثة ملايين، منهم نحو 3.1 مليون سوري.
وأشار إلى أن الأردن تحمّل قسطاً كبيراً من الأعباء الإنسانية والإغاثية تجاه الأشقاء السوريين نيابة عن المجتمع الدولي، الذى يجب عليه دعم قدرات الأردن ليتمكن من الاستمرار بالوفاء بالالتزامات تجاه هذه الفئة من أبناء العروبة المتواجدين على أراضيه، والحد من الضغوط التى تعانيها المجتمعات المحلية والقطاعات الحيوية (التربية والتعليم، الصحة، الخدمات العامة والبنية التحتية وقطاعات المياه والطاقة) فى المملكة.
وبيّن أن الأردن أطلق قبل عامين خطة الاستجابة للأزمة السورية (2020/2022) بشراكة بين مؤسسات الدولة الأردنية ومنظمات الأمم المتحدة، والدول المانحة، والمنظمات غير الحكومية، وذلك لوضع المجتمع الدولى بصورة احتياجات المملكة لدعم قدراتها فى مواجهة تحدى أزمة اللجوء، والذى تفاقم فى ظل تداعيات أزمة كورونا.
لقاء الملك وبايدن
ووصل الحوار الى اللقاء الذى تم فى صيف الماضى بين الملك عبدالله والرئيس الأمريكى جون بايدن حيث أشار إلى أن هذا الزخم السياسى الذى يحظى به الأردن، فى إقليمه العربى والعالم، انعكس على وزنه الدولي، ومنظومة العلاقات المتينة التى عقدها الملك عبدالله الثانى مع الأشقاء العرب والقوى الإقليمية والدولية.هنا استفسرنا عن نجاح هذا الزخم السياسى للأردن قيادته فى منح الملك عبدالله الثانى ميزة أن يكون الزعيم العربى الأول الذى يلتقى الرئيس الأمريكى جو بايدن بعد تسلّمه مقاليد الحكم، فما كان من السفير العضايلة إلا أن أشار إلى أن الرصيد السياسى الذى يحمله العاهل الأردنى والعلاقات المتينة التى استطاع ترسيخها مع الزعماء الإقليميين والدوليين على مدار ما يزيد على 20 عاما إلى جانب الوضوح والقوة فى المواقف، راكمت جميعها حضوراً للقيادة الهاشمية فى المحافل الدولية ومراكز صنع القرار وأشار أن علاقات بلاده وواشنطن وطيدة ومؤسسية وراسخة، وأن الملك عبدالله الثانى فى زياراته ولقاءاته الدولية يحمل القضايا العربية على جدول أعماله، وما مضامين خطاباته فى محافل ذات تأثير إلا دليل على أنه لا يتوانى فى طرح القضايا العربية والدفاع عنها وتوضيحها. ويلفت إلى أن القضية الفلسطينية وأمن واستقرار المنطقة العربية والدفاع عن صورة الدين الإسلامى الحنيف كانت الثلاثية الثابتة والحاضرة دوماً فى اللقاءات والمباحثات التى تتضمنها جولات العاهل الأردنى على دولٍ ذات تأثير فى المجال والقرار السياسى الدولي.
متفائل بالعمل العربى
وفى ظل تفاؤله الملموس، لا يخفى مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية استبشاره بأن العمل العربى المشترك بدأ يستعيد زخمه وعافيته وفاعليته بعدما تأثرت قضاياها بظروف ومحددات ربما زادت من حدتها ما فرضته أزمة فيروس كورونا على أنماط العمل الدبلوماسي، متفائلاً أن يشهد الربع الأول من العام المقبل زخماً أكبر للعمل العربى المشترك وعقد القمة العربية وقمم أخرى مقررة فى الأشهر المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.