كابول - وكالات الأنباء أعلنت الأمم المتّحدة أنّ حركة طالبان طلبت من المنظمة الدولية السماح لها بإلقاء كلمة أفغانستان خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة فى نيويورك. وقال المتحدّث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إنّ السكرتير العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش تلقّى رسالة من الحركة «تطلب فيها المشاركة» فى اجتماعات الجمعية العامّة، مشيراً إلى أنّ سفير الحكومة الأفغانية السابقة التى أطاحت بها الحركة المتشدّدة طلب بدوره أن يلقى كلمة أفغانستان. وأكّد دوجاريك أنّ الأمم المتّحدة لم تفصل بعد فى الجهة التى ستمثّل أفغانستان فى هذه الاجتماعات، أوضح أنّ الطلبين المتنافسين فى يد «لجنة الاعتمادات» التى تتكون من روسيا والصين والولايات المتحدة والسويد وجنوب أفريقيا وسيراليون وتشيلى وبوتان وجزر الباهاماس. وأوضح المتحدّث أنّ رسالة طالبان وقّعها أمير خان متّقي، وزير الخارجية فى الحكومة التى شكّلتها الحركة المتشدّدة، ومؤرخّة بتاريخ 20 سبتمبر. أما الرسالة المضادّة فقد تلقّتها المنظمة فى 15 سبتمبر من البعثة الدائمة لأفغانستان لدى الأممالمتحدة وتحمل توقيع السفير غلام إسحق زاى. وفى رسالته قال متقى إنّ الرئيس الأفغانى أشرف غنى «أطيح به» وإنّ دول العالم أجمع «لم تعد تعترف به رئيساً» لأفغانستان. فى غضون ذلك، توجهت حركة «طالبان» إلى الأممالمتحدة برسالة بشأن تعيين المتحدث باسم مكتبها السياسى سهيل شاهين مندوبا لها فى المنظمة. وأكد دوجاريك أنه تمت إحالة الرسالة إلى لجنة شئون الاعتماد للأمم المتحدة، لتدرسها. ولم تعترف حكومات العالم أجمع بعد بالحكومة التى شكّلتها طالبان، وقد اشترطت للاعتراف بها أن تفى الحركة قبلاً بشروط عدّة، فى مقدّمها احترام حقوق المرأة والسماح لأولئك الذين يريدون مغادرة أفغانستان بأن يفعلوا ذلك. فى الوقت نفسه، أعلنت لندن أن رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون والرئيس الأمريكى جو بايدن اتفقا عقب محادثاتهما على أن الاعتراف الدولى بطالبان يجب أن يكون منسقا وأن يقترن باحترام حقوق الإنسان. فى تطور آخر، أعلن نائب السكرتير العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية مارتن جريفيث أمس أن الأممالمتحدة خصصت مساعدات عاجلة بقيمة 45 مليون دولار لدعم النظام الصحى الذى شارف على الانهيار فى أفغانستان. وأوضح أن الأموال التى رصدت أمس ستذهب إلى منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة وستسمح من خلال منظمات غير حكومية محلية ودولية بتشغيل مراكز الرعاية الصحية بما فيها المستشفيات حيث يعالج مرضى كوفيد-19. وأكد أن «ترك نظام الصحة فى أفغانستان ينهار سيكون له عواقب كارثية». فى سياق مختلف، أعلن محمد كريم خليلى نائب الرئيس الأفغانى السابق وزعيم أقلية الهزارة بأفغانستان، أن الجماعة ستلجأ للمواجهة المسلحة مع حركة طالبان «إذا لم تف الحركة بوعودها وتمتنع عن الاستبداد». وقال خليلى «لقد رأينا حتى اليوم مجلس وزرائهم المؤقت، وهو غير شامل بأى شكل من الأشكال. واستمرار هذه العملية غير مقبول بالنسبة للقوى والمجموعات العرقية الأخرى. ليس هناك شك فى أن هذا الوضع سيصبح غير مُحتمل أيضا لكل من الطاجيك والأوزبك، وسيعودون إلى ساحة المعركة سوية مع الهزارة». فى تلك الأثناء، لقى ثلاثة أشخاص مصرعهم فى هجوم استهدف نقطة تفتيش فى جلال آباد بشرق أفغانستان. وتضاربت الأنباء بشأن الضحايا، ففيما قال مصدر أمنى وشهود إن مسلحين لم تعرف هويتهم هاجموا نقطة تفتيش فى منطقة جاوشاك وقتلوا عنصرين من طالبان وأحد المارة، أكد مسئول من طالبان أن الضحايا جميعهم من المدنيين. وننجرهار هى أبرز بؤرة لتنظيم «داعش-ولاية خراسان»، منافس طالبان.